كشفت مصادر استخباراتية، عن خطوات ممنهجة ومرحلية بدأتها ميليشيات الارهاب الحوثية لعزل السكان والرأي العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر سلسلة إجراءات تستهدف خدمة الانترنت بصورة رئيسية، وصولا إلى حجب تطبيقات ومنصات التواصل والتراسل الاجتماعي. وخرجت أجزاء ومناطق واسعة في العاصمة صنعاء ومدن أخرى، الاثنين، عن التغطية، ولم يتمكن قطاع واسع من السكان والجمهور من الوصول إلى الخدمة وولوج المواقع الإلكترونية، جراء حملة منظمة نفذتها اجهزة مليشيات الحوثي على مشغلي شبكات الواي فاي المحلية في عموم العاصمة ومصادرة أجهزة البث، خلال الأيام الماضية. وأعلنت شبكات الإنترنت الخاصة "واي فاي" في مناطق سيطرة المليشيا، إضراباً شاملاً عن أداء خدماتها، احتجاجاً على قرارات مؤسسة الاتصالات الخاضعة لسيطرة الميليشيات بصنعاء. وطالبت النقابة، بتخفيض أسعار الانترنت للمواطنين، وإيقاف التعسف والابتزاز لأصحاب الشبكات اللاسلكية، والتعويض عما لحق مالكيها من أضرار وخسائر بسبب الاتهامات الكاذبة، ومصادرة أجهزة الشبكات. لكن التحذيرات تنبىء عن سيناريو مقصود ومتدرج يفضي إلى حجب الخدمة وعزل الرأي العام عن الداخل والخارج، في سياق من التداعيات الناشئة عن اتساع الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد النفوذ الإيراني وأدواته في كل من العراق ولبنان. ونفذت المليشيات يوم الاثنين الماضي حملات مصادرة جديدة في أطراف العاصمة صنعاء الجنوبية، في قاع القيضي وسنحان وبلاد الروس وغيرها، لتخرج الأحياء والمناطق كثيفة السكان عن الخدمة. وألمحت المصادر الاستخباراتية الى معطيات ومؤشرات على اندراج مسألة حجب تطبيق التراسل والتواصل الاجتماعي الشهير "واتس آب"، في مرحلة مدرجة ضمن سيناريو تصاعدي. بحسب "نيوز يمن". وبدأت المليشيات "حرب الانترنت" وسيناريو الحجب المرحلي المتصاعد، بزيادات كبيرة ومتلاحقة في فترات متقاربة فرضتها على أسعار ورسوم الخدمة. وأعقبتها حملة أمنية شعواء، استهدفت، على مدى أشهر، باعة وموردي أجهزة البث وسوق تكنولوجيا الاتصالات الذكية والانترنت، بذرائع أمنية وعسكرية واتصالية حتى اتهام السوق والموردين والمشغلين "بالعمل لحساب العدوان والتحالف الأمريكي الصهيوني" (..)، وصولا إلى ملاحقة الشبكات المحلية ومقدمي خدمة البث للواي فاي على مستوى الحارات والأحياء الصغيرة في جميع العاصمة ومدن رئيسية أخرى. وكان التتويج المرحلي، بخروج وزير الاتصالات الحوثي، في مؤتمر صحفي، يندد بمستخدمي النت والشبكات الاجتماعية، ويشدد على إجراءات "ترشيد" الاستخدام والحد من ساعات الإتاحة ومدة الولوج للخدمة. وبينما التهت الردود والتعليقات في الشبكات الاجتماعية بالسخرية والتهكم، اعتبرت المصادر الخطوة بمثابة إعلان رسمي دشن مرحلة جديدة من الحرب، على جبهة الانترنت والاتصالات والتراسل. وكانت المصادر قد كشفت في وقت سابق عن أن خبراء إيرانيين، في تكنولوجيا الاتصالات والاتصالات العسكرية، علاوة على خبراء أمنيين واستخباراتيين، يديرون قطاع الاتصالات والاتصالات العسكرية ضمن شبكة واسعة تشمل تشغيل وتوجيه الرادارات والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.