يخطئ من يقول ان الحوثي يريد وقف الحرب، فهو في كل يوم يحقق مكاسب على طريق الهيمنة والتمدد والتمكين. ولم يحصل في تاريخ الحروب من يجد في العدوان عليه وسيلة للنمو والتوسع اقتصاديا وفكريا وعسكريا, وشركة رابحة يستثمرها غير جماعات الحوثي. فكلما طال الحرب زاد التوسع السرطاني للحوثي في الاستحكام بموارد الدولة والاستحواذ على الثروات واثراء جماعته.. وزيادة العمارات والتجارة.. وبناء امبراطورية مالية للهاشمية تستحوذ على المال والاقتصاد.. فضلا عن القضم والتوسع للسيطرة على أجهزة الدولة والوظيفة العامة.. والتمكين الامني والعسكري والاقتصادي. كيف له ان يوافق على وقف الحرب ودخله في السنة من الرسوم والايجارات والضرائب اكثر من 400 مليار ريال خلافا للدخول من المواصلات والموانئ ونقاط الجمارك التي انشاها في مداخل المدن. كيف له ان يوافق على السلام.. وهو يفرض الاتاوات الباهظة على التجار والمؤسسات الخاصة بدون رقيب ولا حسيب.. كيف له ان يوقف الحرب والايرادات من تجارة شركات النفط تدر عليه عشرات المليارات، كيف له ان يوقف الحرب وهو استحكم على كل مفاصل الدولة وكلها تدر دخلا على جماعته. كيف يوقف الحرب وهو يحول منشئات واراضي الاوقاف واملاك الدولة الى ملكيات شخصية تتبع جماعته. كيف يوقف الحرب وهو صادر رواتب الموظفين, وافقر المجتمع من اجل ان يلتحقوا بمعسكراته، ودوراته.. كيف يوقف الحرب وهو يستولي على المعونات الانسانية المخصصة للجياع بعد ان صادر رواتبهم. كيف يوقف الحرب وهو في طور البناء العقائدي والتوسع الفكري وتسويق افكار الشعوذة والطلاسم والتخريف والتحريف وتسويق منتجاته الخمينية على طريق فكر الامامة والولاء والطاعة للكهنوتية. والذي يتم من خلال استمالة فئة من الناس اليه في ظل استغلال الجهل الموروث. وكذلك ما يتم اليوم من الغرس الفكري لدى الاطفال والشباب في المدرسة والجامعة والدورات الثقافية.. مستغلين بذلك توظيف شركة العدوان...لشحذ التعصب، فضلا عن تسويق الشعارات البراقة في محاربة اليهود والامريكان.. والتي تستقطب عقول الفئة من الشباب وتستجيب لكل ما يأتي من قنواتهم ليس في الجانب العسكري وانما في جانب السياسة والاقتصاد والثقافة والتربية والتاريخ والعروبة والاسلام.. وفي هذا قال صالح هبرة رئيس المجلس السياسي السابق للجماعة: (فما نقوم به من وعظ ليس من ورائه اصلاح الواقع، وانما تطويع الشعب ليقبل بالواقع الذي نفرضه عليه وفق خطة مرسومة). وعلى ضوء ذلك يتم تربية الفرد وتنشأته فكريا على هذا المنهاج .. منهاج التربية الحوثية ومذهب التشيع للفكر الامامي والمشروع التوسعي الايراني في الوطن... ويصبح من الصعوبة بمكان مستقبلا اقناع والغاء هذا الفكر والتربية التي تم غرسها واكتسبها خلال هذه الفترة... وكلما طالت الحرب زاد التغلغل والترسخ الفكري في عقول شبابنا واطفالنا، ولهذا نجد استجابة لهذا الاعلام في الزج بالشباب في القتال من اجل استحكام حكم السلالة. وان قبل الحوثيين بالسلام فالسلام في عقيدتهم القائم على الاحتفاظ بالقوة الامنية التي تمكنهم من المحافظة على مكتسبات الحرب. مع استمرار قضم السلطة والموارد. فلم يكن في قاموسهم سلام قائم على دولة القانون والمساءلة والمحاسبة والفصل بين السلطات. ولا غرابة ان استطالة الحرب واستثماره يتم من خلال رعاية دولية ممنهجة التقت فيه المصالح الفارسية والاسرائيلية والامريكية والبريطانية والاماراتية, وما سلوك المندوب الاممي (جريفيت) في انحيازه للحوثي, الا تعبيرا عن ذلك وعن الجهات خلف اطالة الحرب. والسؤال الذي يطرح نفسه هل ادركت الشرعية والتحالف والقوى السياسية خطورة اطالة الحرب خصوصا اعادة صياغة العقل وتطويعه لصالح فكر الامامة؟ وخطورة انعكاس ذلك على الامن اليمن والامن القومي العربي؟. │المصدر - صفحة الكاتب