هيئة الرئاسة تقف أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية محليا وإقليميا    السياسي الأعلى: اليمن يتموضع بقوة في المنطقة ويواصل دعم غزة    السودان.. اندلاع حريق ضخم إثر هجوم بطائرات مسيرة في ولاية النيل الأبيض    وزير الخارجية الإسرائيلي: واشنطن لم تبلغنا بوقف قصفها على اليمن    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    ميناء الحديدة يستأنف أعماله    صنعاء .. الافراج عن موظف في منظمة دولية اغاثية    لماذا تظل عدن حقل تجارب في خدمة الكهرباء؟!    مطار صنعاء "خارج الخدمة".. خسائر تناهز 500 مليون دولار    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    إتلاف 600 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    قالوا : رجاءً توقفوا !    ناطق الحكومة : اتفاق وقف العدوان الأمريكي انتصار كبير لأحرار اليمن    الامارات تقود مصالحة سورية صهيونية    توقف الرحلات يكلف الملايين يوميا..انخفاضٌ بنسبة 43% في مطار اللد    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    التفاهم بين الحوثيين وأمريكا يضع مسألة فك إرتباط الجنوب أمر واقع    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    الكهرباء أداة حصار.. معاناة الجنوب في زمن الابتزاز السياسي    باجل حرق..!    عدن تنظر حل مشكلة الكهرباء وبن بريك يبحث عن بعاسيس بن دغر    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد ان وقف الحرب اصبح ضرورة ملحة .. غريفيث يعلق على رفض الحكومة مسودته الأخيرة ويتهم الحوثيين بنهب مرتبات الموظفين «حوار»
نشر في الخبر يوم 16 - 07 - 2020

قال المبعوث الأممي الخاص باليمن مارتن غريفيث" إن عملية التفاوض على اتفاق حساس مثل الإعلان المشترك لم تكن سهلة في ظل تآكل الثقة بين الطرفين، خاصة مع استمرار الأعمال العدائية العسكرية على كل الجبهات.
واتهم غريفيث مليشيا الحوثي بسحب الأموال التي تم جمعها في الحساب الخاص بالبنك المركزي بالحديدة ، بشكل أحادي الجانب في فترة سابقة من هذا العام. مشيراً إلى أن الحساب كان مخصص لدفع رواتب الموظفين في كافة مناطق اليمن.
وأكد أن العودة إلى نهج الحوار والتفاوض السلمي والتخلي عن محاولات حسم الأمر عسكريًا بقوة السلاح لازال متاحاً ولم يفت وقت بعد.
وقال غريفيث في تصريح نشره على حسابه: استمرار الهجوم على مأرب أمر غير مقبول. واستمرار ذلك قد يؤدي لتقويض احتمالات الوصول الى سلام في اليمن.
جاء ذلك في مقابلة موسعة مع أخبار الأمم المتحدة يوم الأربعاء، تناول مارتن غريفيثس، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، عملية السلام التي طال أمدها في البلاد، والتحديات الهائلة التي لا يزال يتعين التغلب عليها.
وفيما يلي نص الحوار:
-وقد بدأ السيد غريفيثس هذا الحوار بتقديم تحديث حول التقدم المحرز في مفاوضات السلام، فقال:
السيد مارتن غريفيثس: لقد بدأت العملية في آذار/مارس عندما دعا الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المتحاربة في اليمن إلى وقف الأعمال العدائية والتركيز بدلاً من ذلك على مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) واستخدام هذه الفرصة للتوصل إلى حل سياسي. ولقيت دعوة الأمين العام ترحيباً من الحكومة اليمنية وأنصار الله وكذلك رحبت بها جميع الأطراف اليمنية الأخرى والمجتمع اليمني.
وفي نهاية شهر آذار/مارس، أرسل مكتبي للحكومة اليمنية ولأنصار الله مسوَّدة اتفاقيات مقترحة حول:
وقف إطلاق النَّار، وتدابير إنسانية واقتصادية، والاستئناف العاجل للعملية السياسية بهدف وضع نهاية شاملة للنِّزاع.
وبحلول أوائل شهر نيسان/أبريل، كنا قد تلقينا التعليقات المبدئية من كلا الطرفين. وبعد النظر في مواقف كلا الطرفين، أرسلنا إليهما مسوَّدة جديدة منقحة في منتصف نيسان/أبريل تهدف إلى تجسير الفجوة بين وجهات النظر، وتلا ذلك عدد من المشاورات الثنائية مع الطرفين.
وما زالت المشاورات جارية إلى يومنا هذا، وما زال النص خاضعاً للتغييرات ما دام يخضع للتفاوض.
استغرقت عملية المفاوضات وقتاً طويلاً ومرت بالكثير من التحديات، خاصة في ظل اضطرارنا للاعتماد على اللقاءات الافتراضية عبر الإنترنت بشكل شبه كامل بسبب القيود التي فرضها انتشار فيروس كورونا. كما أن عملية التفاوض على اتفاق حساس مثل الإعلان المشترك لم تكن سهلة في ظل تآكل الثقة بين الطرفين، خاصة مع استمرار الأعمال العدائية العسكرية على كل الجبهات.
إن مسؤوليتي كوسيط تقتضي تجسير الفجوة بين مواقف الأطراف مهما اتسعت إلى أن يتم الوصول لحل وسط مقبول للطرفين ويحقق طموحات اليمنيين. لن أتخلى عن السعي نحو نهاية للاقتتال، والتوصل إلى اتفاقات حول إجراءات للتخفيف من معاناة اليمنيين، واستئناف الحوار السياسي السلمي الذي يهدف إلى إنهاء النزاع. وما دام الطرفان مستمران في المشاركة في العملية، فستبقى الفرصة سانحة لتحقيق السلام في اليمن.
أخبار الأمم المتحدة: كيف يمكن للإعلان المشترك أن يساعد في إحلال السَّلام وجلب الرخاء إلى اليمن؟
السيد مارتن غريفيثس: لا يمثل الإعلان المشترك نهاية للنزاع في حد ذاته، إلا إنه خطوة مهمة لوقف فوري وشامل لإطلاق النار في كافه أنحاء اليمن ولتخفيف وطأة المعاناة عن اليمنيين وتمهيد الطريق أمام محادثات السلام التي تهدف إلى وضع نهاية شامة للصراع في اليمن.
فالجزء الخاص بوقف إطلاق النار في الإعلان المشترك هو إجراء تأخر كثيراً بالفعل. ونحن نشهد منذ كانون الثاني/يناير موجة متجددة من التصعيد العسكري في مختلف أرجاء البلاد. فمنذ يومين، قتلت ضربة جوية سبعة أطفال وامرأتين في حجة. تفرض هذه الحرب المستعرة على اليمنيين تحمل عواقب وخيمة في وقت يعانون فيه أصلاً من انهيار في الاقتصاد وتَفَشٍّ كبير لفيروس كورونا المستجد.
وكذلك الأمر بالنسبة للتدابير الإنسانية والاقتصادية المنصوص عليها في الإعلان المشترك، فهي إجراءات طال انتظارها.
ومن التدابير التي يلزم الإعلان المشترك الطرفين بتطبيقها إنشاء وحدة للعمليات المشتركة بين الحكومة اليمنية وأنصار الله بدعم من منظمة الصحة العالمية لضمان استجابة فعالة ومنسقة في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء اليمن؛ ودفع رواتب جميع موظفي الخدمة المدنية ممن لا يتلقون رواتبهم على أساس قاعدة بيانات الرواتب لعام 2014؛ والإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين على خلفية النّزاع وهي الخطوة التي أصبحت عاجلة أكثر من أي وقت مضى مع انتشار الفيروس وتفشي أمراض أخرى في اليمن؛ وفتح طرق رئيسية بين المحافظات وفيما بينها؛ وفتح مطار صنعاء، ورفع القيود المفروضة على دخول سفن الحاويات التجارية وسفن المشتقات النفطية والغاز عبر موانئ الحديدة، مع التأكد من امتثالها لحظر توريد الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي ؛ وتأمين سلامة الخزَّان صافر العائم الذي ما زال عالقاً في ميناء رأس عيسى منذ خمس سنوات ويمثل تهديداً بتسرب نفطي هائل وكارثة بيئية لليمن والدول المجاورة له.
ولا يزال مكتبي مستمراً في العمل المكثف على بعض هذه التدابير بمعزل عن المفاوضات الجارية، بما في ذلك مسألة الخزَّان صافر العائم، لأنَّ الحاجة إليها أصبحت ماسة وعاجلة. ولو أنَّ الطرفين وافقا على التصدي لهذه الحاجات الإنسانية، فلن يخفف ذلك وطأة المعاناة عن اليمنيين فحسب، بل سوف يرسم معلماً مهماً في الطريق نحو استعادة الثقة بين الطرفين.
الأمر الأخير الذي قد يكون الأهم هو أنَّ الإعلان يُلزِم الطرفين بالتوجه العاجل نحو استئناف محادثات السلام استناداً إلى المرجعيات الثلاث وهي الطريقة الوحيدة من أجل طي صفحة العنف ووضع نهاية شاملة ودائمة لهذا الصراع الدموي. فغياب الأفق السياسي أمام العملية السياسية سوف يؤدي لا محالة إلى انهيار وقف إطلاق النَّار وأي تدابير أخرى يُتَّفق عليها في الإعلان المشترك. وقد شهدنا ذلك في اليمن من قبل، ولا ينبغي أن نسمح بحدوث ذلك مجدداً.
في عمليات الوساطة، دائما ما تكون هناك نقاط للتلاقي بين الأطراف للبناء عليها، وليس اليمن استثناءً من ذلك. سوف نستمر في العمل مع الطرفين لإيجاد وسيلة متفق عليها لتحقيق هذه الأهداف المشتركة ولتمهيد الطريق نحو إنهاء النزاع بشكل مستدام.
أخبار الأمم المتحدة: الأمم المتحدة تنظر إلى الشمولية الجامعة على أنَّها مبدأ أساسي في بناء السلام. فكيف تصف مشاركتك مع مختلف الأحزاب والمجموعات في المجتمع اليمني بمن فيهم النساء والشباب؟
السيد مارتن غريفيثس: إن اضطرارنا إلى الاعتماد على الفضاء الافتراضي بسبب تفشي داء كوفيد-19 سمح لنا باستكشاف أدوات جديدة لإشراك مختلف المجموعات في العملية بشكل فتح عيوننا على كثير من الجوانب. فمنذ بدء إجراءات الإغلاق التي فُرِضَها تفشي فيروس كورونا في منتصف آذار/مارس، أطلقنا خطة إدماج رقمية بهدف تقديم إحاطات منتظمة لمختلف المجموعات في المجتمع اليمني حول التقدم المحرز في المفاوضات بأقصى درجات الشفافية الممكنة مع المحافظة في الوقت نفسه على توفير الأجواء المطلوبة لضمان إنجاح عملية الوساطة. وقد تضمنت تلك المجموعات والأفراد نساء ومنظمات يمنية ودولية وشباب ناشطين في منظمات المجتمع المدني اليمني. كما تشاورنا مع هذه المجموعات والأفراد بشأن بنود الإعلان المشترك وناقشنا سبل تطبيقها بطريقة تضمن الشمولية وإشراك الجميع لأكبر درجة ممكنة. فمثلاً، عقدنا مؤخراً اجتماعاً لمناقشة اعتبارات النوع الاجتماعي في تنفيذ وقف إطلاق النار مع مجموعة من النساء اليمنيات.
كما نظمنا أيضا جلسة تشاورية تفاعلية عبر الإنترنت حضرها أكثر من 650 يمنياً معظمهم من المجتمع المدني. ومثلت النساء ثلث عدد المشاركين ونصفهم كان من الشباب. وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا النشاط في أثناء عملية وساطة أممية قائمة.وتؤمن الأغلبية الساحقة ممن شاركوا في تلك الأنشطة أنَّ وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني أصبح ضرورة ملحة وعاجلة وأنه يجب تطبيقه على الفور. كما يعتقدون أنّ استئناف عملية السلام أمر أساسي وأنَّه تأخر كثيراً وطال انتظاره. واتفق معظمهم على أهمية التدابير الإنسانية التي تضمنها الإعلان المشترك. كما أصغينا لمخاوفهم حول ضرورة توفير ضمانات لإحلال مستقبل ديمقراطي يقوم على مبادئ حقوق الإنسان والحكم الخاضع للمساءلة والمساواة في المواطنة. وسمعنا إحباطاتهم بشكل واضح بشأن عدم إحراز تقدم نحو إنهاء النزاع في ظل استمرار معاناة اليمنيين. ونحن نشاركهم هذا الشعور بالإحباط. ونضع تلك المخاوف نصب أعيننا، وفي صميم تخطيطنا للمستقبل. وشخصياً، أشعر بالامتنان لاستمرار مشاركة كثير من اليمنيين، والاعتزاز بعملهم الملهم والشجاع والدؤوب للوصول إلى مستقبل يسوده السلام لبلدهم.
ونسعى الآن إلى مزيد من التوسع في نشاطاتنا الرقمية للوصول للمزيد من المجموعات اليمنية وإشراكها في العملية السياسية، بالإضافة إلى الأنشطة التقليدية للتشبيك والاستشارة والإدماج للوصول إلى المجتمعات المحلية التي لا تتمتع بالقدرة على الوصول إلى الإنترنت.
كما نسعى أيضاً لتوسيع شبكاتنا من اليمنيين دعاة السلام لدفع أجندة السلام قدماً نحو الأمام الآن وكذلك خلال محادثات السلام وفي أثناء المرحلة الانتقالية.
أخبار الأمم المتحدة: وقف إطلاق النَّار واحد من عناصر الإعلان المشترك. وقد شهدنا مؤخراً تصعيداً عسكرياً بما في ذلك الأعمال العدائية التي حدثت في محافظتي مأرب والجوف. والأمر نفسه ينطبق على المناطق الجنوبية من البلاد. وأنا على يقين من أنك تتواصل مع الأطراف المعنية على هذه الجبهة. فكيف يؤثر استمرار الاقتتال على المفاوضات الجارية؟
السيد مارتن غريفيثس: إنَّ استمرار التصعيد العسكري يجعل الأمور أكثر صعوبة على كافة الأصعدة ، ويتحمل تكلفة ذلك بشكل رئيسي المدنيون على كل جوانب النزاع في المقام الأول، كما يزيد من التحديات التي تواجه الاستجابة لتفشي فيروس كورونا، ويؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية لشعب عانى ما يكفيه بالفعل على مدار الأعوام الخمسة الماضية.
ومن دواعي أسفي أنَّه حتى بينما تستمر المفاوضات، وبالرغم من المواقف المعلنه للأطراف في رغبتها واستعدادها لوقف إطلاق النار، إلا إننا ما زلنا نرى سعياً محموماً لتحقيق مكاسب إضافية على الأرض. ومن المؤسف أنَّ الاقتتال لم يتوقف أو تخف وتيرته حتى بعد تفشي الجائحة.
لكنني لا بد من أكون واضحاً في أمرين اثنين:
أولاً، أنَّ استمرار الهجوم على مأرب هو أمر غير مقبول. وأخشى أن استمرار ذلك قد يؤدي لتقويض احتمالات الوصول الى سلام في اليمن.
وثانيًا، لم يفت وقت العودة إلى نهج الحوار والتفاوض السلمي والتخلي عن محاولات حسم الأمر عسكريًا بقوة السلاح.
يخبرني الطرفان دوماً أنهما ملتزمين بوقف القتال فور التوصل إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار. وأتوقع من الطرفين التصرف بحسن نية وبشكل يتسق مع التزامهما الأولي للتفاوض حول اتفاقية وقف إطلاق النَّار، وضبط النفس بناء على ذلك ووقف انتهاج العمل العسكري أثناء استمرار المشاورات.
أخبار الأمم المتحدة: هناك آلاف من موظفي الخدمة المدنية اليمنيين ممن لم يستلموا رواتبهم منذ سنوات. وتسبب ذلك في إطالة أمد المعاناة في اليمن التي ازداد حدتها اليوم بتعاظم الضغوط الاقتصادية التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد. وتشير التقارير أيضاً إلى ارتفاع كبير في أزمة شح الوقود في الشمال. وكانت اتفاقية استكهولم قد نصت على السماح لسفن المشتقات النفطية بأن ترسو في كبرى موانئ اليمن في الحديدة على أن تُستَخدَم إيراداتها لسداد رواتب موظفي الخدمة المدنية. فما تقييمك للتقدم المحرز في تطبيق هذا البند؟
السيد مارتن غريفيثس: يولي مكتبي هذه القضية صفة الأولوية لما لها من أثر كبير على اليمنيين وقد تضمنها الإعلان المشترك أيضاً.
وكان مكتبي قد توسط العام الماضي بين الطرفين للاتفاق على مجموعة من الترتيبات المؤقتة لدعمهما في الوفاء بالتزامهما في اتفاقية ستوكهولم لتوجيه الإيرادات المحصلة من ميناء الحديدة إلى البنك المركزي اليمني من خلال فرعه في الحديدة وتخصيصها للمساهمة في سداد رواتب موظفي الخدمة المدنية في الحديدة وفي باقي مناطق اليمن.
بموجب الترتيبات المؤقتة، اتفق الطرفان على إنشاء حساب مؤقت في فرع البنك المركزي اليمني في الحديدة تودع فيه الضرائب والجمارك والإيرادات من سفن الوقود والمشتقات النفطية التي تدخل عبر ميناء الحديدة، ومن ثم صرفها بموجب آلية يتم الاتفاق عليها لسداد رواتب موظفي الخدمة المدنية. للأسف، توقفت تلك الترتيبات في الوقت الحالي بعد قيام أنصار الله بسحب الأموال التي تم جمعها في الحساب الخاص بشكل أحادي الجانب في فترة سابقة من هذا العام. قمت إثر ذلك بالمطالبة بتنفيذ سلسلة من التدابير التصحيحية بما فيها تزويد مكتبي بالمعلومات المتعلقه بكيفية صرف تلك المبالغ من الحساب المشترك.
وترتب على تعطيل التدابير المؤقتة توقف دخول سفن الوقود والمشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة. وبعد زيارتي الأخيرة إلى الرياض، سمحت الحكومة اليمنية بدخول أربع سفن بشكل استثنائي لدواعٍ إنسانية، كما عبرت الحكومة اليمنية عن استعدادها للعمل مع مكتبي على إيجاد حل مستدام للمشكلة. وأرحب كل الترحيب بهذه الخطوة، إلا أنها تمثل حلاً مؤقتًا فقط.
وسوف يستمر مكتبي في دعم الحكومة اليمنية وأنصار الله لتلمس طريق يتفق عليه الطرفان لتحقيق تقدم سريع في هذا الموضوع. إن أي إتفاق حول هذا الموضوع يجب أن يتضمن اتفاقًا لضمان استخدام إيرادات ميناء الحديدة لصالح اليمنيين بالمساهمة في سداد رواتب موظفي الخدمة المدنية ويجب أن يضمن أيضاً استمرار إتاحة وصول اليمنيين للوقود بشكل سلس ومنتظم ودون انقطاع، إذ لا يجب بأي حال من الأحوال الاستهانة بالآثار الإنسانية والمعيشية والصحية التي قد يسببها نقص الوقود على المدنيين.
ما هي رؤية الأمم المتحدة لمستقبل اليمن؟
السيد مارتن غريفيثس: رؤيتنا وأملنا لمستقبل اليمن هي أن نصل إلى مرحلة يمتلك فيها اليمنيون الأدوات اللازمة لتولي زمام أمور مستقبلهم القائم على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الخاضع للمساءلة والمواطنة المتساوية. ونطمح إلى فترة انتقالية تؤذن بمستقبل سياسي يتم فيه تشارك السلطات بروح التوافق والشراكة، ويحل الحل السلمي محل العنف، ويعم فيه القبول المتبادل بين مختلف المكونات السياسية والمجتمعية في اليمن والعمل المشترك بين الجميع نحو ما هو أفضل لليمن.
قد يبدو أن ذلك كله هو حلم بعيد صعب المنال. فمنذ بدء الصراع، ازداد انتشار انتهاكات حقوق الإنسان وتفشي التعصب والإقصاء. وتضررت مقومات الحياة السياسية السليمة للغاية، فضعفت مؤسسات الدولة وانهارت ثقة المواطنين بها، كما تآكل هامش الحرية والاستقلال المتاح للعمل الإعلامي والمجتمع المدني. وهناك أيضاً توجه متصاعد بشكل مقلق ومرفوض لاستهداف المعارضين السياسيين والإعلاميين وازدياد حدة وتيرة خطاب العنف والكراهية والتشنج المذهبي .
لكنَّني أشعر دوماً بالتشجيع والإلهام حين أرى العمل الدؤوب لناشطي حقوق الإنسان والمجتمع المدني في اليمن مما يذكرني دائماً بالمثل العظيم الذي ضربه اليمن في مؤتمر الحوار الوطني الذي لا تزال مخرجاته واحدة من مرجعيات العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة.
إن الدخول في مرحلة انتقالية سلمية تشمل الجميع سوف يسمح بتجديد الحوار ويعزز من جديد روح التسامح والقبول ويعالج مظالم الماضي بعين تنظر إلى المستقبل.
│المصدر - اخبار الامم المتحدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.