جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انهيار سريع وجديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية (أسعار الصرف الآن)    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    كاس خادم الحرمين الشريفين: النصر يهزم الخليج بثلاثية    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    خبراء بحريون يحذرون: هذا ما سيحدث بعد وصول هجمات الحوثيين إلى المحيط الهندي    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    بعشرة لاعبين...الهلال يتأهل إلى نهائى كأس خادم الحرمين بفوز صعب على الاتحاد    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزواج بلا مسؤولية.. انحراف للزوجات والأبناء!!
نشر في الخبر يوم 17 - 02 - 2014

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالأمير راع على رعيته ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) .. في الحديث دلالة قاطعة على مسؤولية الرجل الكاملة تجاه أسرته في مختلف مناحي الحياة ، وتوفير كل احتياجاتها المادية والمعنوية ، وفي حال أهمل رعايتها والاهتمام بها ، فسيترتب جراء ذلك جملة من الآثار السلبية التي لا تحمد عواقبها ..
الاستطلاع التالي يُسلط الضوء ، على تقصير الرجل (الزوج والأب) بحق أسرته من الناحية المادية ، فما أكثر الرجال الذين لا يعلمون حال أسرهم وما تعانيه ، وما الذي تحتاجه !! وكثيرون لا يعرفون حتى كيف تتدبر احتياجاتها ، ولا من أين ، وهم أرباب أسر بالاسم ، لا علاقة لهم ببيوتهم إلا أثناء النوم ! ، والأنكى بأن هناك مَنْ يتصرف وكأنه رجل أعزب ، يتشعبط بهذا لأجل الغداء، ويتعلق بذاك لأجل القات ، وما يشغله سوى كيف يُصرِّف نفسه ..! وتبقى المشكلة الأهم في حياة الأسرة : كيف تُدبر مصاريفها ؟وإلى من تلجأ ؟؟ هذا ما سنتعرف عليه في التفاصيل التالية ..
راتب مخفي !!
في البداية تقول (نجاة) : زوجي موظف حكومي ، ويستلم راتباً وحوافزاً ، وغيرها من الحقوق الخاصة بعمله ، لكني لا أرى هذا الراتب ، ولا أدري كيف يصرفه ، ولا على من يصرفه ، مطبخي فارغ ، لاشيء فيه ، لا دقيق ، ولا أرز ، ولا سكر …إلخ ، كله نأخذه بالكيلو ، وأحيانا نطلب من الجيران إذا احتجنا شيئاً ، لأن زوجي يطرح لنا600 ريال باليوم للصبوح والغداء والعشاء ، لدرجة أحتار ماذا أعمل بها ، وكيف أصرفها ، وأيش تعمل600 ريال وكل شيء منها ؟! أبكي من قلبي إذا طلب أحد أطفالي حق جعالة، لأني أردهُّ خائبأ دائماً ، من أين أعطيه حق جعالة؟ فما يطرحه أبوهم بالكاد يكفي حق روتي وفاصوليا ، ولو تطورنا نأكل أرز وطبيخ ! .. وتضيف : عيشتنا جعجعة ، لكن مستورين بستر الله ، لن أقول أنه ما يكسب من عمله ، لكنه بخيل علينا ، يشوفنا نتلطم أمامه من مكان لمكان ونحن نسأل من بيت لا بيت نحاول نكفي أنفسنا ، وهو لا يهتم ، يأكل ويشرب خارج البيت بالمطعم ، ويشتري قات وكروت للتلفون ، ويعلم الله وحده إن كان معه صاحبة أو عشيقة ، يحرمنا ويصرف عليها ، لأن فلوسه مش عارفين أين تروح ، مانشوفها أبداً ، فقط نسمع بها !!
زوج كاللَّوح !
أما (أم عيسى) فتقول : تركنا القرية نظرا لظروف الحياة الصعبة فيها جراء الجفاف وانعدام الماء ، وقدمنا إلى المدينة ، لنجرب الحياة فيها لبعض الوقت ، ونرى إذا ناسبتنا ، المهم قدمنا واستأجرنا بيتاً ، وبحثنا أنا وزوجي عن عمل ، فوجدت عملاً بإحدى المدارس الخاصة (فراشة) فلست متعلمة لأحظى بأكثر من هذا ، أما زوجي فلم يجد عملاً بعد ، وراقد في البيت حتى الآن ، والمشكلة أنه قبل أن أجد عملاً لي كان يخرج ويُلقِّط رزقه من هنا وهناك ، ويوفر لنا ما نحتاجه ، لكن بعد حصولي على العمل رقد بالبيت ، أخرج وأرجع وهو على الرقدة منتظر أيش با جيب معي !! والصدق الوضع في المدينة متعب ، والعيشة صعبة ، وتحتاج تعاون ، إيجار البيت لوحده 25 ألف ريال ، وهو مبلغ مهلك لنا في ظل ظروفنا الحالية .. وأضافت : تشاجرت معه أكثر من مرة ، كلمته ألف مرة (اتصرف ، ابحث عن شغل، أو اعمل زي ما كنت أول ماجينا إلى صنعاء) لكنه يرد (من فين ؟ اخلق المعدوم أو أرزق نفسي غصب ؟ ما فيش معي ، أعجبك أو كلي تِبْن ) !! والحقيقة صرت أخاف في يوم آكل تبن ، مادام معي زوج مثل اللوح ، لأنه خلاص مطمئن المرأة معها شغل باتقدر تدبر شؤون البيت وتصرف عليه !! واستطردت : يعلم لله أني ما قدرت أشتري فنايل للأولاد علشان البرد ، وأخذتها من الجيران ! جيت المدينة أرتاح من شغل القرية ، لكن الشغل بعدي حتى بالمدينة .
فكة من مكة !!
وتقول (رضا) : حصلت شوية مشاكل في بيت عمي (أهل زوجي) حيث كنا نسكن معهم ، مما اضطرنا إلى العودة إلى بيت أمي ، والبقاء عندها مؤقتا (أنا والأولاد) ، في حين سافر زوجي صنعاء للعمل فيها ، واتفقنا أن يرسل لنا بمصاريف طوال فترة بقائنا عند أمي ، فمن غير المعقول أن نسكن معها ، وكمان نتركها تُصرف علينا ، وظروفها من الأساس لا تحتمل ، فهي تعمل لساعات محددة عند بعض النسوة ، تنفع هذه ، وتساعد تلك ، وهُنَّ يواسينها بفلوس وطعام ، وما تحصل عليه من مال بالكاد يكفيَّها .. وتضيف : المهم سافر زوجي ، واشتغل ، ونسي بأن لديه أسرة تاركها عند الناس ! ، لم يكن يرسل لنا أي شيء ، وركن على أمي المسكينة تنفق علينا ، مع أنها لم تطالبني بأي حاجة ، و لم تقصَّر معنا ، ولم تبخل علينا ، ورغم ظروفها الصعبة تحملت همنا بجانب همها ، ولم تحرم أولادي من أي شيء ، وزوجي فرح بالسفر وكأنما جاءته فكة من مكة .. واختتمت : اتصلت به ، وطالبته بإرسال مصاريف ، وهو براحته ، يجلس حتى عمره كله بصنعاء ، لكن ولا على باله ، وكل اللي عمله إنه جلس يصرف لي كلام (طيب ، حاضر ، بكرة ، بعده) وكله كذب في كذب ، وأرسل لنا خمسة ألف ريال بعد غياب ثلاثة شهور .. أخرتها هددته بإرجاع الأولاد لبيت أهله ليحس على نفسه ، لأني مستثقلة وجودي عند أمي بدون ماأساعدها ، فلو حبيبك عسل ما تلحسه كله .
زوجي عازب ..!!
أما (لمياء) فتقول : الحياة تحتاج صبر وتحمل ، ولا سبيل لنا غير ذلك ، ولو الواحدة كانت تعرف كيف سيكون الطرف الآخر لما أقدمت على الزواج .. وتضيف : زوجي كان عايش معنا كأنه شخص عازب لا بعده لا زوجة ولا أطفال ، يأكل ويشرب خارج البيت ، وما نشوفه إلا آخر الليل وقت النوم ، ولما نزل عدن يعمل فيها انقطعت أخباره عنا لشهورعدة لدرجة أننا اعتقدنا أنه ميت ، لكن البعض ممن يعرفوه أكدوا أنه حي ، ويعمل في بوفية ، وهو بخير ، لكنه لم يسأل علينا طوال هذه الفترة ، ولو على نفسي الأمر عادي ، سؤاله زي عدمه ، لكن حتى أولاده ما سأل عنهم ، أو افتقدهم وفكر بوضعهم بغيابه ، أو من سينفق عليهم، وأيضاً ليس هناك من بإمكاني الاعتماد عليه بغيابه .. المهم مرت أيام وأيام وأنا أستلف من هذه وتلك علشان أمشي شؤون البيت والأطفال، لكن إلى متى السلف؟ ومن سيسدد تلك الديون ؟! وقالت: أيقنت ألا أمل في الانتظار، فبحثت عن عمل ، والحمدلله توفقت بعمل بأحد المصانع ، وأمورنا الآن على خير ما يرام ، أما هو فمغترب جنبنا !!
زوج اتكالي ..!
وتحدثت (ن) .. (معلمة ) عن نفسها قائلة: أنا متزوجة منذ خمس سنوات من موظَّف محترم, وعندي منه طفل واحد ، اتفقنا في بداية حياتنا الزوجية أن الحياة تحتاج تعاون، وحبة حبة سنعمل كل شيء لأنفسنا ولبيتنا ، وكنا نصرف أنا وهو ، وأحيانا أنا أوهو ما في فرق ، وكنت أشتري متطلباتي وابني بدون ما أرجع له ، ولو حصلت أثاث للبيت أخذه على حسابي .. وأضافت : بعد فترة بدأت أُلاحظ أنّه بدأ يهملنا ، ولم يعد يهتم بنا ، فأصبح لا يشتري لنا أي شيء ، حتى المصروف اللي كان يطرحه قطعه ، كنت لما اتصل له أطلب شيء يرد (أنا مشغول، دبري نفسك) ! وأكدت بنبرة حزينة : صبرت على كل شيء ، حتى حدثت القشة التي قصمت علاقتنا ، ففي أحد الأيام كنا جالسين سوية ، وأخبرته أننا بحاجة إلى غسالة ، فصرخ بوجهي بصوت عالٍ (اشتري لنفسك ، أنت معك فلوس ، أنا ماباشتري) ! صدمني صراخه ، وأحسست بخوف منه ، ومن حينها ونحن على خلاف دائم ، واستهتاره بي وبحقي يزيد يوماً بعد يوم ، ومؤخراً رفعت عليه دعوى فسخ ، وقضيتنا في المحكمة .
قصص من الواقع
حرمان مع غنى الأب .. !!
(نعمان) .. رب أسرة ميسور الحال ، ومن أسرة ثرية ، تعاني أسرته من العوز والحاجة بشكل لا يتوقع أحد أن شخصاً مثله هو عائلها والمسؤول عنها ، فالحالة المتواضعة جدا التي تعيشها أسرته توحي بالعكس ، فمنزلهم إيجار ، ويفتقد للكثير من الأثاث ! وأطفاله باعة متجولون ، وملامح البؤس بادية على وجوههم .. وفوق ذلك فهم محرومون من حقهم في الدراسة واللعب ، وأبوهم يصرف فلوسه هنا وهناك متفاخراً أمام الناس ، وتاركا أسرته تعاني الشقاء ..! زوجته تؤكد أنه عديم المسؤولية ولا مبالي ، وبمجرد ما يستلم الفلوس التي يرسلها له أهله ينسى نفسه ، وينسى كل مَنْ حوله ، ويغادر المنزل ، ولا يرجع إلا بعد أن يصرف كل ما معه ، بينما لا ينال أطفاله منه إلا قيمة كيلو لحم ، وباقي الأيام يحلمون به ! وبالكاد يصرفون من مردود أكياس الآيسكريم والحلويات التي يبيعونها .
غراميات روميو (الأب) .. تصنع لصوصاً ومنحرفين !!
(عائلة أخرى) .. رب الأسرة فيها روميو زمانه ، كان سببا في انحراف أبنائه (أولاد وبنات) .. عشرة أبناء ضيعهم بسبب إهماله وتقصيره في توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة ، مع أنه موظف حكومي ، لكن راتبه يصرفه على حياته الخاصة ولا يبالي بأحد، حتى زوجته ليس لها كلمة ، فهي إنسانة ضعيفة ومنكسرة .. عبث بحياتهم جميعا كما يريد بلا خوف من الله .. ولأجل حصولهم على ما حرموا منه صار الأولاد لصوصاً محترفين ، وكثيرا ماحُبسوا في سجن الأحداث ، وباتوا ليال في أقسام الشرطة ، وحين يعجزون عن إيجاد ما يسرقونه من الآخرين يضطرون لسرقة أثاث منزلهم وبيعه ، ويغيبون عن البيت لأيام وليال ، أما الفتيات فأكبرهن تزوجت بداخل السجن بعد القبض عليها مع أحدهم ، فرت معه لعله يوفر لها ما تحتاجه ، فثمة أشياء تحتاجها مثل أي فتاة شابة ، لكنها حرمت منها ، فسعت بطريقتها الخاصة الحصول عليها !! أما البقية فهن صغيرات متروكات في الشارع ، يلعبن هنا وهناك ، ويجلسن في بيوت الجيران لساعات متأخرة من المساء ، ولا أحد يسأل عنهن .. وهنا المصيبة الكبرى ، فقبل فترة أقدم أحد أصحاب المحلات على إغراء الصغيرة بالجعالة ليدخلها إلى المحل ، وبدورها فرحت بالجعالة شأن كل طفلة ، وما أن دخلت المحل حتى صرخت طفلة أخرى بالخارج ، وأخرجتها ، وأعادتها إلى البيت ، واتضح بأنها ليست المرة الأولى التي يفعلها معها ، وقد أدخلها المحل مسبقاً، صحيح أنه لم يلمسها بعد ، لكن فيما يبدو أنه كان يهيئ الأجواء .. وهكذا ضاع أولاده، والبقية في الطريق ، وهو عائش حياته ، وبرغم كبر سنه إلا أنَّ جنونه واضح ، وصبغة الشعر لا تنتهي من شعره ، وكل ذلك حتى يبدو شاباً أمام من يجري وراء كسب ودهن على حساب أسرته .
انحراف للزوجات
وحول الموضوع تقول (مريم ناصر) : حين يهمل رب الأسرة بيته بمن فيه من زوجة وأطفال ، ويقصر معهم في توفير احتياجاتهم ، لاسيما الضرورية منها ، تاركا لزوجته عناء التدبير ، وهي لا حول لها ولا قوة ، خاصة إذا لم تكن تعمل وليس لديها راتب ، أو لم تكن ميسورة الحال ، فلا شك أنها ستكون عرضة للانحراف ، حيث ستسعى نحو من يعوضها عن تقصير زوجها معها ، وعمن يُلبي طلباتها ، ويوفر لها كل احتياجاتها ، وهنا فقط ، وبهذا الأسلوب الخاطئ وغير المشروع ، تدبر نفسها ، وستصرف على بيتها وأولادها بدون ما تتعب نفسها ، وتوجع قلبها ، وتدخل بمشادات وهي تطالب الزوج المحترم بتوفير كذا وكذا للبيت ، إذ أصبح هناك من يغنيها عن كل ذلك ، وتجد عنده الأمان الذي تحتاج إليه .
أبناء .. ضحايا !!
ويؤكد مسألة الانحراف (عبود محمد) ، لكن من جانب آخر ، حيث يقول : الإهمال مشكلة ، وآثاره سيئة جدا ، وإذا دخل في الحياة الأسرية من الباب سلبها استقرارها من النافذة ، فالإهمال يوتر العلاقة بين الزوجين ، ويقود إلى انعدام الثقة والأمان والاحترام ، ويسبب ذبولاً وجفاء وفناء للعلاقة الزوجية ، ويفكك الأسرة ، وقد ينتج عنه الطلاق لا قدر الله …أما بالنسبة للأبناء ، فيتسبب في انحرافهم أخلاقياً وسلوكياً وفكرياً ، ويوقعهم في مستنقع الجريمة والرذيلة ، وربما يصبحون ضحايا لعلاقات خاطئة .
ظلم كبير
فيما يرى (توفيق قاسم) أن : الإسلام أوجب على الزوج النفقة على أسرته بما يكفل لهم حياة كريمة ، ويؤمن احتياجاتهم الأساسية من طعام وشراب وملبس وسكن ، لأنه رب الأسرة وعائلها، وعلى عاتقه تقع كل المسؤولية ، شريطة أن تكون في حدود المعقول ، لكن أن يقصر بحقها أو يحرمها فلا يُرضي ذلك الشرع .. ويضيف : من جانبي أحتقر الرجال الذين همهم إشباع بطونهم ، وإيجاد حق البحشامة ، وأطفالهم بالبيوت مهملين ، ولو كانوا لا يستطيعون تحمل المسؤولية يفترض بهم ألا يُقدموا على بناء أسرة .. أما أن يتزوج الواحد ، وينجب ، وبعدها لا يعبأ بهم فحرام وظلم كبير بحقهم ، لأنه بيده يقودهم إلى الانحراف والضياع ، والمرأة إذا لم تكن عاملة من أين ستدبر نفسها لتأمين احتياجاتها وأطفالها غير بالطرق غير السوية.. وأوضح : قد يترك الأطفال دراستهم إن كانوا يدرسون ، ويتحولون لباعة متجولين معرضين لمخاطر الشوارع العديدة ، فقد يستغلهم البعض ، كما قد يسلكون سلوكا سيئاً كامتهان السرقة أو الشحاتة ، الأمر الذي ينعكس سلبيا على حياتهم.
آثار سلبية
وتقول (فتحية) : كيف تدبر المرأة نفسها في حال قصر بحقها زوجها ماديا ؟! سؤال مهم جدا ، وإجابته ليست صعبة ، فالعمل هو الطريق الأفضل والأسلم لها ، فإذا كانت تخاف الله ، وتخشى الخطأ ، وتريد الرزق الحلال ، فستعمل حتى بائعة بطاط ، أما إذا كانت تعمل ، سواء كانت متعلمة أو أمية فلا خوف عليها ، لأنها بلا شك قادرة على تدبير شؤونها ، وإذا كانت من أسرة غنية أيضا لا خوف عليها ، فهي تملك المال ، وستؤمن كل ما تحتاجه وأولادها ، لكن الخوف كله على المرأة العاجزة عن العمل ، أو الفقيرة ، لأنها ستلجأ في أغلب الأحوال إلى المحظور ، فهو الحل الأسهل بالنسبة إليها .. عموماً التقصير المادي مشكلة كبيرة وتقود لمشاكل أكبر وخلافات بين الزوجين ، ومنها الطلاق .. ويختتم عتيق بقوله : التقصير المادي يؤثر على علاقة الزوجين ، ويوترها ، فتكثر الخلافات بينهما لدرجة يبقى معها الانفصال هو الحل الوحيد للخلاص ، كما أن تأثيره على المرأة أكثر من الرجل ، فهو يصيبها بالقلق والتوتر والإحباط، وتجدها تفتعل المشاكل بين الحين والآخر ، وربما بسببها تُقدم على أفعال مشينة كثيرة بغية تغطيه تقصيره ، أو تلجأ للبحث عن الطلاق للخلاص من تبعات إهمال هذا الزوج .
نفقة الأسرة واجبة على الزوج بلا تقصير أو إسراف ويؤكد الشرع حق الزوجة في النفقة والأبناء:
للزوجة حقوق على زوجها يلزمه الوفاء بها ، ولا يجوز له التقصير في أدائها ،قال تعالى: ( ولهن مثلا لذي عليهن بالمعروف)"البقرة": 228″ من هذه الحقوق(النفقة ) حيث أوجب الإسلام على الرجل أن ينفق على زوجته من مال هو إن كانت ميسورة الحال، فيوفر لها الطعام والشراب والمسكن والملبس المناسب بلا تقصير ولا إسراف ، قال تعالى: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما أتاها) "الطلاق:7″. وقال: (وأسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن) "الطلاق:6″وقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في النفقة على الزوجة والأبناء ، فقال صلى الله عليه وسلم: (دينار أنفقتَه في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك) "رواه مسلم".
وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها (أي: يبتغى بها وجه الله ورضاه) كانت له صدقة) ، وإذا أنفقت المرأة من مال زوجها في سبيل الله من غير إفساد ولا إسراف ، كان ذلك حسنة في ميزان زوجها ،عن عائشة رضي الله عنها – قالت: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة- كان لها أجرها بما أنفقتْ ، ولزوجها أجره بما كسب "رواه مسلم" وللزوجة أن تأخذ من مال زوجها من غير إذنه- ما يكفيها،إذا قصر في الإنفاق عليها وعلى أبنائها،ولا تزيد عن حد الكفاية. فقد سألتْ السيدة هند بنت عتبة رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسول الله ، إنَّ أبا سفيان (زوجها) رجل شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم، فقال صلى الله عليه وسلم: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.