♦وصفت أوساط سياسية سعودية علاقة الرياضبالدوحة بأنها متوترة جدا، وأن المملكة تستعد لاتخاذ إجراءات سيادية تتعلق بعلاقتها بجارتها الصغيرة قطر. وبحسب صحيفة «العرب» فإن مسؤولا سعوديا سلم إلى أمير قطر رسالة عاجلة من الحكومة السعودية تتضمن مراجعة الرياض لعلاقتها مع الدوحة، وأن تغييرا كبيرا قد يتسبب في تجميد هذه العلاقة. وأرجع المسؤول ذلك إلى عدم وفاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتعهده المكتوب، والذي وقعه في القمة الثلاثية التي احتضنتها الرياض حول إيقاف استخدام الأراضي القطرية للقيام بأعمال تسيء لاستقرار في كل من مصر والسعودية. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن «المملكة وضعت قائمة من الإجراءات، من بينها إغلاق الحدود البرية ومنع استخدام المجال الجوي السعودي في عمليات النقل من وإلى قطر». وأضاف المصدر إن «هناك قرارات أخرى منها تجميد رخصة الخطوط القطرية التي فازت بها لتدشين خطوط نقل جوية داخلية بين المدن السعودية. وتجميد اتفاقات تجارية جرى التوقيع عليها منذ عام 2006». وذكرت الأوساط نفسها أن أمير قطر عرج بعد زيارته إلى تركيا في طريق عودته إلى بلاده على الكويت، محاولا إحياء الوساطة الكويتية بين قطر والسعودية، قبل أن تتطور تحركات السعودية التي بدأت إجراءاتها بالطلب من الأجهزة الحكومية المسؤولة حصر أوجه التعاون السعودي – القطري والمصالح القطرية في المملكة. وأشار مصدر سعودي مطلع إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز كشف لبعض زوار قصر اليمامة عن غضبه من التوجهات القطرية المناوئة لأمن المنطقة واستقرارها، والمتعارضة مع مصالح مجلس التعاون الخليجي، وخاصة لجهة علاقات الدوحة مع أطراف لا تضمر الخير لأمن الخليج واستقراره. وأشار المصدر إلى أن المخابرات السعودية رصدت دعما قطريا للحوثيين في اليمن، وأن المملكة قدمت ملفا للوسيط الكويتي يحتوي على أدلة واضحة على هذا الدعم، ويتضمن أيضا معلومات عن رعاية قطرية مالية لعناصر إخوانية سعودية، وتمويل عبر أحد أفراد الأسرة القطرية الحاكمة وبعلم من القيادة في الدوحة. وقال إن وزير الدولة السعودي مساعد العيبان قام بجولات مكوكية، في محاولة أخيرة، لوضع دول خليجية في صورة كاملة حول الموقف السعودي المرتقب من قطر. وسلط المصدر الضوء على أن أمير الكويت طلب من الرياض إرجاء الإجراءات المزمع اتخاذها ضد الدوحة، إلى حين قيامه بوساطة قوية، لكن جهوده حتى كتابة هذا الخبر لم تكلل بالنجاح، لكون القيادة القطرية دأبت على قطع الوعود بتغيير سياساتها، بل وتوقع في حضرة الملك عبدالله على تعهدات مكتوبة، دون أن يلمس السعوديون أية خطوات جدية تترجم إلى تحرك في اتجاه التغيير، والتخلي عن دعم الحركات المتطرفة. من جهة ثانية، كشف مصدر في الكويت أن الأمير تميم أكد، خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الأخير بالكويت، أن الدوحة بصدد اتخاذ إجراءات تتناسق مع الموقف الخليجي تجاه مختلف القضايا وخاصة القضايا مثار الخلاف. وذكر المصدر أن أمير قطر التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وعرض عليه ما ينوي فعله لجعل الموقف القطري متناسقا مع الموقف الخليجي العام، لكن الفيصل طالبه بأفعال لا مجرد أقوال. واستبعد مراقبون أن يحدث أي تطور في الموقف القطري، وأن تطمينات الشيخ تميم لا تعدو أن تكون سوى نوع من رفع الحرج عن نفسه في اللقاءات المباشرة مع المسؤولين الخليجيين. ويشير مراقب خليجي إلى أن المشكلة ليست في موقف الأمير تميم، بل يؤكد أن تميما حريص على التعاون مع الخليجيين، لكن تدخلات والده المتكررة، وضغطه على ابنه، ورعايته لملف الإخوان في قطر، ودعمه لهم يضعف من قدرة تميم على القيام بما تمليه عليه واجباته كأمير وقائد للبلاد. لكن معلومات تسربت من الدوحة أشارت إلى أن تميما استطاع إقناع والده بحل وسط يتمثل في إرضاء السعوديين وحلفائهم المصريين من جهة، عبر إبعاد الإخوان عن الدوحة، وتلبية شغف الوالد بالإخوان عبر استمرار الدعم المالي لهم في كل مكان يتواجدون فيه. وفي سياق تنفيذ هذا الحل تحدثت أوساط قانونية بريطانية يوم أمس عن أن قطر كلفت مكاتب محاماة في لندن لتولي عملية قبول الحكومة البريطانية طلبات لجوء للعديد من القيادات الإخوانية المتواجدة في قطر، هربا من تبعات ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان في مصر. وأشارت المعلومات إلى أن أحد هذه المكاتب هو مكتب "إيرفين ثانافي ناتاس" القانوني في لندن، المختص في قضايا حقوق الإنسان وقضايا الهجرة، ويتولى ترتيب أوراق لجوء عاصم عبدالماجد، وطارق الزمر، القياديين بالجماعة الإسلامية ومحمد محسوب، وأشرف بدر الدين، ومحمود حسين، وحمزة زوبع المتحدث الرسمي باسم الحرية والعدالة. ويقود العملية طيب علي، وهو محام بريطاني من أصول هندية، عرف عنه وقوفه مع الإخوان ودفاعه عنهم في وسائل الإعلام البريطانية. إلى ذلك نشرت الصحافة المغربية خبر شراء أمير قطر الشيخ تميم قصر ولي العهد السعودي الراحل سلطان بن عبد العزيز الواقع في مدينة أكادير الشاطئية جنوب المغرب وأهداه الى ملك المغرب محمد السادس. وكتبت جريدة «أخبار اليوم» و«منابر رقمية» مثل "كود" الخبر، وأكدت اقتناء الأمير القطري هذا القصر من عائلة الأمير السعودي الراحل الذي كان يفضل قضاء وقت طويل في مدينة أكادير. وقام الأمير القطري بإهداء القصر الى الملك محمد السادس والذي يمتلك سلفا قصرين كبيرين في هذه المدينة. وأشرفت سفارة قطر في المغرب، وفق الصحافة، على تسليم القصر الى وزارة القصور والأوسمة الملكية التي تتولى تسيير قصور المملكة المغربية والتي يفوق عددها العشرة قصور ويعود بعضها الى قرون. وجرى تسريح العمال والموظفين لأن موظفي الدولة المغربية هم الذين يشرفون على تسيير القصر وليس شركة خاصة. ولم تنفي السلطات المغربية الخبر، وبدورها لم تصدر سفارة قطر في الرباط تكذيبا للخبر، مما يجعل صحة الخبر واردة جدا.