جددت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الأحد، مطالبتها، بضرورة تسريع استكمال تنفيذ "اتفاق الرياض" الموقع مع المجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً وذلك بعد ساعات من الهجوم على قاعدة العند العسكرية (جنوبي البلاد). وذكرت وكالة الأنباء اليمينة الرسمية، أن رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، أجرى اتصالاً هاتفياً بمحافظ لحج قائد اللواء 17 مشاة اللواء أحمد تركي ،للاطلاع على تداعيات الهجوم الذي استهدف صباح اليوم "قاعدة العند" وأسفر عن سقوط العشرات من الجيش بين قتيل وجريح. وقال رئيس الوزراء إن "العملية الحوثية الغادرة تشير إلى الخطر الوجودي لهذه المليشيات ومشروعها الذي يستهدف اليمن من أقصاه الى أقصاه، واهمية تكاتف الجهود من اجل استكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب". ولفت إلى أن "الجميع أمام منعطف تاريخي في مواجهة هذا الخطر وتجاوز كل الخلافات والتباينات"، داعياً إلى التسريع باستكمال تنفيذ اتفاق الرياض بجميع جوانبه. وأوضح رئيس الحكومة، أن "تنفيذ اتفاق الرياض من شأنه أن يسهم في توحيد الصف الوطني لاستكمال المعركة المصيرية والوجودية ضد المشروع الإيراني (الحوثيون)". وغادرت الحكومة اليمنية العاصمة المؤقتة عدن في مارس/أذار الماضي بعد أن قام تابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي باقتحام "قصر معاشيق" حيث تقيم الحكومة التي عادت في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد تشكيلها وتضمنت وزراء من المجلس الانتقالي. يتضمن "اتفاق الرياض" الذي رعته السعودية (نوفمبر/تشرين الثاني2019) عقب أربعة أشهر من سيطرة المجلس الانتقالي بدعم من الإمارات على عدنومحافظات مجاورة: مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة جديدة جرى الإعلان عنها نهاية العام الماضي، مقابل دمج القوات التابعة للمجلس الانتقالي وعددها قرابة مائة ألف مقاتل ضمن وزارتي الدفاع والداخلية. لكن ذلك لم يحدث. وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة. ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية. وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.