تحت شعار "في الطريق نحو الحضارة.. الإنسان، الديمقراطية، المدينة"، وبحضور 5 آلاف من مرشحي حزب العدالة والتنمية للانتخابات البلدية التركية، كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اللثام عن البرنامج الانتخابي الذي سيعرضه على المواطنين الأتراك طيلة الأسابيع القادمة؛ للحصول على أصواتهم في الانتخابات البلدية التي ستعقد في مارس 2014. وقال أردوغان مخاطبًا مرشحي حزبه قائلًا: "عمرنا قد لا يكون كافيًا لتحقيق المدن المرسومة في مخيلاتنا، لكن سعينا الدؤوب نحو تحقيق ذلك الحلم، مسألة غاية في الأهمية، دعونا نبني أساسات لصروحات يشمخ بها الغد، وتكون منارة يحتذي بها رؤساء البلديات الذين سيواصلون بناء تركيا من بعدنا". وأضاف: "تركيا ليست بحاجة إلى خطط لعام واحد أو خطط خمسية، بل لخطط خمسينية تتناغم مع طموحات وأهداف البلاد.. على كل مدينة أن تكون علامة فارقة في أحد القطاعات، كأن تكون "أنطاليا" في السياحة، و"طرابزون" في الرياضة، و"هكَّاري" في جمالها الطبيعي، و"أرضروم" و"قارص" و"كمشخانه" بطبيعتها الشتوية الساحرة، و"غازي عنتاب" بجامعاتها، و"إزمير" في التجارة، و"ديار بكر" بآثارها التاريخية، و"هطاي" بتسامحها، و"ريزة" بشايها، و"كيرسون" و"أوردو" ببندقها، و"أدرنة" بأوابدها العمرانية". ويتشكل البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية حول خمسة محاور رئيسة هي: أولى تلك المحاور؛ "التشاركية في عمل الإدارات المحلية"، وهي الخطوة الأولى في مسيرة الديمقراطية في الإدارة المحلية، والتي يتم بموجبها مشاركة جميع المدن والتجمعات والوحدات السكنية في جميع مناحي الإدارة ويضمن مشاركة جميع السكان في اتخاذ القرارات المصيرية. أما المحور الثاني فهو "تطوير البعد الثقافي لعمل الإدارات المحلية"، فوفقًا للبرنامج المطروح، سيعمل حزب العدالة والتنمية على تعزيز دور المراكز الثقافية والفنية، والدورات التدريبية، وورش العمل والأبحاث التاريخية، والحفلات ودور السينما والمسرح، وعلى اتخاذ الخطوات اللازمة التي تصب في صالح تعميق دور الشباب والأطفال، في بناء التصورات الخاصة باحتياجات المدن الجديدة. ويتركز المحور الثالث في "تطوير البعد الاجتماعي للبلديات"، فوفقًا للبرنامج فإنه يعتبر المشردين والمعاقين والأطفال وكبار السن والفقراء وعائلات الشهداء في المدينة، "أمانة في عنق رئيس البلدية"، يرعى بشكل مباشر مصالحهم، ويطلع على مشاكلهم ويسعى إلى حلها، إضافة إلى زيادة المساحات المخصصة للاستثمار الاجتماعي والمعونة والأنشطة الاجتماعية. ورابع تلك المحاور "تعزيز دور الإدارات المحلية في حماية البيئة"، فقال أردوغان بشأن هذا المحور: "إن حزب العدالة والتنمية أولى البيئة اهتمامًا خاصًّا في جميع البلديات التي فاز فيها في جميع المناطق التركيّة، وزاد من نصيب الفرد من الأشجار والمنتزهات والحدائق أضعاف ما كان سابقًا"، مشيرًا إلى أن حكومة حزب العدالة تعتبر أكثر حكومة تركية أولت البيئة اهتمامًا خاصًّا منذ تأسيس الجمهورية"، مضيفًا: "سنواصل إنتاج مشاريع ملموسة، تهدف إلى زيادة الرقعة الخضراء، في جميع أنحاء البلاد". ويتمحور الجزء الأخير من البرنامج الانتخابي حول "تعزيز المفهوم الخدمي للإدارات المحلية"، فبموجبه سيعمل حزب العدالة والتنمية على إنتاج حلول مستدامة لجميع المشاكل التي تواجه قطاعات النقل وتوفير مياه الشرب، وتصريف مياه الصرف الصحي، وتلوث الهواء، وزيادة رقعة الحدائق، مع التشديد على أن تكون تلك المشاريع مستدامة وعقلانية، وبعيدة عن الهدر، وتساهم في تطوير البنية التحتية للمدن التركية.