يتوجه الناخبون الأتراك يوم غد الاحد الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية لانتخاب رؤساء البلديات والمجالس البلدية والإقليمية في تركيا . ويعتبر التصويت بانتخابات مجالس الأقاليم هو الأكثر تمثيلا على الصعيد الوطني لأنه يشمل الناخبين بالريف والمدن. وتمثل هذه الانتخابات اختبارا لشعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يرأسه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، نظرا لتجنب الحزب حظرا قضائيا في العام المنصرم بتهمة ممارسة نشاطات مناهضة للعلمانية. ورجح استطلاع تركي للرأي تحقيق حزب العدالة والتنمية فوزا كبيرا في هذه الانتخابات بالرغم من تراجع الاقتصاد التركي, لكن لن يكون بنفس قوة التأييد الذي ناله الحزب في الانتخابات العامة التي جرت عام 2007, بسبب اشتداد تأثير الأزمة المالية على تركيا . وقال اردوغان في مقابلة اجرتها معه محطة (ان.تي.في) التلفزيونية يوم أمس انه سيكون من "الفشل" أن يفوز حزبه في انتخابات المجالس المحلية بأقل من النسبة التي فاز بها في الانتخابات العامة والتي بلغت 47 % . وكانت المنافسة في قد احتدمت بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض ، حيث اتهم اردوغان حزب الشعب بالخروج عن مبادئ مؤسسه كمال اتاتورك . وأكد اردوغان ان حزب العدالة والتنمية هو الوحيد الذي حقق انجازات ملموسة لتركيا داخليا وخارجيا، فيما انتقد حزب الشعب الجمهوري سياسات حزب العدالة الاقتصادية. ويأمل رئيس الوزراء التركي الذي شغل في السابق منصب رئيس بلدية أسطنبول أن ينتزع الفوز في منطقة جنوب شرق تركيا الكردية من الأحزاب المؤيدة للاكراد فيما قد يحقق خطوة تاريخية تجاه حل الصراع الذي يثقل بشدة كاهل التنمية الاقتصادية والسياسية في البلاد. ومن شأن حصول حزب العدالة والتنمية ذو الجذورالإسلامية على تفويض قوي من أنحاء تركيا أن يمنح اردوغان دعما جديدا كي يدفع قدما اجراءات تهدف الى تقريب الدولة المسلمة من الاتحاد الأوربي وحماية اقتصاد كان ينمو بسرعة ذات يوم ويعاني الان من ضغوط شديدة بسبب الازمة الاقتصادية العالمية. وتعهد اردوغان باصلاح الدستورالذي وضع الجيش مسودته في عام1982 وهي خطوة ستزيل بعض العقبات في طريق انضمام هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 72 مليون نسمة للاتحاد الاوربي.ويقاوم المعسكر العلماني الذي يشعر بالفتور تجاه اوربا هذه الخطط. ويعد اردوغان السياسي الاكثر شعبية في تركيا حتى الان, حيث أدار بدون كلل حملات لحزبه العدالة والتنمية حيث عقد تجمعات حاشدة في أنحاء تركيا قبل الانتخابات التي سيدلي فيها الاتراك بأصواتهم لاختيار رؤساء البلديات والمجالس البلدية والمحلية. ويتهم منتقدون اردوغان بأنه فقد روحه الاصلاحية منذ فوز تركيا التاريخي بمحادثات الانضمام للاتحاد الاوربي في عام 2005 . من جهتهم قال محللون انه اذا فاز اردوغان بأكثر من 50 % فانه ربما يتخلى عن الاتجاه التصالحي الذي تعهد به بعدما كاد حزبه أن يغلق بأمر من المحكمة في العام الماضي في قضية احدثت انقساما في تركيا.