للاسف أعلامنا يهدم ولا يبني ، يكايد ولا ينصف ، يخرب ولا يعمر ، تصفحوا معي المواقع الاخبارية ، هل ستجدون فيها مقالات تستحق القراءة تدعو للحمة وللحفاظ على الوطن وجمع الكلمة ، وينقد نقدا بناء ، فينتقد السلبيات لإصلاحها ويشيد بالايجابيات لتعزيزها ، ام ان كل طرف يمتدح ذاته ، ويصب كل اللعنات والعيوب على الطرف الآخر والوطن غائب تماماً في نقده وكلامه وفي مدحه لنفسه والاشادة بها ، والقنوات التلفزيونية لا تقل سوءاً عن الصحافة المقروءة ، والجميع يعلم خطورة الاعلام ودوره في صنع الرأي العام ، ولذلك هذه الاصناف تصنع رأي عام فاسد يهدم في جدار الوطن ، والا فكيف سنرى من يشيد بمن يريدنا نكون تبعا له دون ان نشاور في شئ او يكون لنا رأي ذلك وأحزاب لديها الولاء الحزبي مقدم على الولاء الوطني ، والأدهى والأمر من يريدنا في القرن الواحد والعشرين وفي العصر الذي يقال عنه عصر الحريات وحقوق الانسان ، ان نصبح عبيدا وكماً هملا ، ليس لنا من أمرنا شئ كون حياتنا كلها حق الهي لفئة معينة او سلالة خاصة ، بعد ان كرمنا الله وساوى بيننا منذ اكثر من اربعة عشر قرنا ، فقال سبحانه في محكم كتابه " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عندالله اتقاكم " وقال اميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مخاطبا والي مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا" للاسف هذه الدعوات الضيقة تجد من يروج لها من الكتاب ممن يدعون انهم من دعاة حقوق الانسان ويدعون الليبرالية والتقدمية فيبيعون كل هذه الشعارات بثمن بخس دراهم معدودة. وباختصار شديد أعلامنا المقرؤ والمرئي والمسموع يهدد وطننا ووحدتنا الوطنية والجميع غارق في مناكفات جميعها تنخر في جدار الوطن ، ، ادعو كل المخلصين وكل من يهمه امر الوطن ، ان يصوغوا ميثاق شرف للإعلام يكون ملزما للجميع حتى لا تنتهك كل الخطوط الحمراء المتمثلة بالحفاظ على الوحدة الوطنية وثوابت المجتمع ، و ان يراجع كل واحدٍ منا خطابه مع نفسه قبل ان ينتقد الآخرين لينطلق بعدها برؤية تجمع ولا تفرق وتدعو الى لم الصف وتوحيد الكلمة وتنمية روح الانتماء لهذا الوطن ، وجميعنا نحتاج الى مراجعة انفسنا ، ولا تأخذنا العزة بالإثم وندعي الكمال ، " فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"