كشف مسؤول محلي أمس عن توقيع «وثيقة اجتماعية»، لإنهاء التوتر بين الجيش والحوثيين في مدينة عمران ، لكنه بدا في الوقت ذاته متشائما إزاء إمكانية تفادي «انفجار» الوضع عسكريا هناك. وقال المسؤول ،الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن أطرافا محلية، لم يكشف عن هويتها، وممثلين عن جماعة الحوثيين «وقعوا وثيقة اجتماعية لإنهاء التوتر في عمران» المستمر منذ 22 مارس الفائت على خلفية منع الجيش محتجين حوثيين من دخول المدينة بالسلاح وسقوط ستة قتلى برصاص جنود. ونقلت «الاتحاد» الإماراتية عن المسؤول قوله : إن «الوثيقة جاهزة وبانتظار توقيع الرئيس عبدربه منصور هادي عليها»، مشيرا إلى أن الوثيقة تنص على إنهاء التوتر بين الطرفين وسحب المليشيات المسلحة والبحث عن حلول مناسبة للمشكلات العالقة. واعتبر المسؤول المحلي الوثيقة «ترحيلا للأزمة الحالية في عمران» أحدث حلقات الصراع المذهبي في اليمن بعد شهور من القتال في مناطق متفرقة في الشمال بين «الحوثيين» وجماعات قبلية ودينية موالية أو تابعة لحزب «الإصلاح». وفي ذات الوقت أكدت مصادر محلية في محافظة عمران أن حالة التوتر والحذر الشديد هي المسيطرة على الوضع في المحافظة خاصة وأن مليشيا جماعة الحوثي لا تزال وحتى وقت متأخر من مساء أمس مستمرة في حشد مسلحيها صوب القرى المطلة على منطقتي قُهال ومصنع الاسمنت بغرض إحكام إغلاق الطريق الوحيد المتبقي كمنفذ من عمران إلى صنعاء بعد أن أحكمت مليشيا الحوثي سيطرتها على الطريقين المؤديين إلى صعدة وحجة الرابطة بين المحافظتين ومحافظة عمران. ونفت المصادر أن تكون اللجنة الرئاسية قد حققت أي تقدم في ما يخص نزع فتيل التوتر عن محافظة عمران, خاصةً وأنها يوم أمس اكتفت بأخذ الجنود الذين اختطفتهم مليشيا الحوثي في نقطة قارن وسلمّتهم للوحدات الأمنية والعسكرية في حين لم تلزم اللجنة مليشيا الحوثي التي سيطرت على نقطة قارن وتمركزت في عدد من المواقع المحيطة بقريتي «قاعة وقارن» في محافظة عمران, بالخروج من تلك النقطة وتسليمها لقوات الجيش رغم إدراكها أن الحوثي يسعى لتكثيف نقاط تقطعه المحيطة بمدينة عمران بغرض مهاجمة المحافظة في أقرب لحظة بعد أن يتسنى لمليشياته قطع جميع خطوط الإمدادات عن وحدات الجيش والأمن المتمركزة وسط وأطراف مدينة عمران. وحذّرت المصادر اللجنة الرئاسية من الاستمرار في القيام بهذا الدور الذي يعطي مؤشراً لأبناء المحافظة بأن اللجنة تسعى لتسليم محافظة عمران لمليشيا الحوثي وإخضاعها لسيطرة سلاح جماعة الحوثي المسلحة خاصة وأن اللجنة لم تعترض مجرد اعتراض لدى ممثل الحوثي فيها على قيام مجاميع من الحوثيين بمهاجمة أفراد الجيش والأمن يوم الأربعاء المنصرم. وكشفت المصادر عن عملية تبادل قامت بها اللجنة الرئاسية مع مليشيا الحوثي للإفراج عن الجنود المختطفين لدى مسلحي الحوثي في نقطة قارن حيث كانت قوات الجيش قد تمكّنت من ضبط ثلاثة أطقم مسلحة تابعة للحوثي وصادرتها بالسلاح الثقيل الموجود عليها, مشيرةً إلى أن اللجنة رعت هذه المقايضة من خلال الإفراج عن الجنود مقابل الأطقم الثلاثة والأسلحة الموجودة عليها ، بحسب يومية «أخبار اليوم». هذا ومن المتوقع أن ينفذ أبناء منطقة قُهال مسيرة سلمية إلى جامعة عمران اليوم السبت وذلك بغرض مطالبة مليشيات الحوثي المقدرة ب 1300 مقاتل متمركزين في قُهال وجامعة عمران بالخروج من مناطقهم وعدم التمترس فيها ورفع خيامهم, بحسب ما أكده وزير المغتربين مجاهد القهالي في حديثه لصحيفة السياسة الكويتية يوم أمس الأول. المصادر ذاتها كشفت أن مدينة عمران وبعض مناطق عيال سريح وقُهال والقرى المجاورة لمصنع اسمنت عمران شهدت يومي أمس وأمس الأول موجة نزوح لسكان هذه المناطق بعد أن لاحظوا عمليات الاحتشاد غير المسبوقة من مسلحي الحوثي متوجهين إلى العاصمة صنعاء.. حيث تشهد منطقتي الروضة وخشم البكرة والمناطق الواقعة على المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء تواجد العديد من الأسر النازحة من عمران نتيجة استعداد مليشيا الحوثي لاقتحام المدينة و التمركز على مداخل المحافظة من عدة جهات. في غضون ذلك قال وسيط رئاسي لإنهاء التوتر بين الجيش والحوثيين في عمران، إنه تم تشكيل لجنة تقصي للتحقيق في اشتباكات الأربعاء الماضي، حسبما ذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية. وأضاف العميد قائد العنسي، إن «الجهود مستمرة لتثبيت الأمن والاستقرار في محافظة عمران وصولاً إلى إيجاد حلول نهائية لبؤر التوتر القائم في المنطقة». وقال الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، في مقابلة مع راديو «صوت روسيا»: «لم يعد هناك ثقة بهذه الحكومة القائمة باعتبار أنها حكومة محاصصة وتقاسم»، موضحا أن «الحل» لإنهاء الاضطرابات المستمرة في البلاد منذ سنوات يكمن في تشكيل «حكومة وطنية بكفاءات تقوم بدورها بشكل واضح». وذكر أن اليمن «في حالة انفلات أمني وتدهور اقتصادي كبير، وأصبحت الولاياتالمتحدة الأميركية وبعض الدول الخليجية هي من تتحكم بسياسة اليمن»، لافتا إلى أن التدخل الخارجي يعبر عن «انقسام» داخلي. وأشار إلى أن جماعته، المتهمة من دوائر حكومية وسياسية يمنية بالارتباط بدولة إيران، ترى أن التدخلات الخارجية في الشأن اليمني «ما زالت سلبية»، لكنه أيد في الوقت ذاته أن يكون لروسيا دور في اليمن «باعتبار أن اليمن اليوم يمد يده إلى أي طرف دولي يمكن أن ينقذه من هذا الوضع».