فيما تحيي فصائل في الحراك الجنوبي بمحافظة عدنجنوبياليمن، مساء اليوم الإثنين، الذكرى السابعة لتأسيس الحراك، بفعالية يطالبون فيها بالانفصال، أقام فصيل آخر مساء أمس بالعاصمة صنعاء احتفال جماهيري بالمناسبة ذاتها أعلن وقوف الحراك مع الرئيس عبد ربه منصور هادي لتطبيق مخرجات الحوار الوطني. وفي فعالية صنعاء التي حضرها عدد من الوزراء و أعضاء البرلمان أعلن العميد ناصر النوبة أحد أبرز مؤسسي الحراك الجنوبي عن وقوف "الحركة السلمية الجنوبية في اصطفاف واحد مع الرئيس عبد ربه منصور هادي و كل الخيرين، بما يؤسس لشراكة حقيقية في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ويحقق السلم والاستقرار والأمن للوطن، ونهضته وآماله وتطلعاته إلى مستقبل أفضل"، حسب قوله. وهو ما يعد تحولا مهما في موقف الحراك الجنوبي أثار انتقادات الفصيل الانفصالي بالحراك بقيادة علي سالم البيض الذي لا يزال مصرا على موقفه في المطالبة بانفصال جنوباليمن عن شماله، وشن قيادات في الفصيل نفسه هجوما على النوبة والقيادات الأخرى التي بدأت لقاءاتها بالرئيس هادي و أبدت قبولها بنتائج مؤتمر الحوار الوطني. ويصف مراقبون ذلك الإعلان ب"الانتصار السياسي للرئيس هادي"، مشيرين إلى الثقل الجماهيري الذي يحوزه العميد ناصر النوبة، الذي أسس ورأس المجلس الأعلى لجمعيات المتقاعدين العسكريين، و هو المكون الذي قاد الحركة الاحتجاجية و انتقل بها من حالة السخط و التذمر إلى فعاليات مركزية كبرى شارك فيها الآلاف من مختلف مناطق الجنوب، و أهمها فعالية 7 يوليو/تموز 2007، حين دعا القيادي النوبة لأول مرة ل"انفصال جنوباليمن عن شماله"، و من حينها بات النوبة هو القيادي الأبرز للحراك الجنوبي. وتأسس الحراك الجنوبي في 7 يوليو/تموز عام 2007، ويضم قوى سياسية وشخصيات يمنية تطالب بانفصال جنوب البلاد عن شماله، والعودة إلى ما قبل الوحدة اليمنية بين شطري اليمن يوم 22 مايو/أيار 1990، فيما تطالب قوى وشخصيات أخرى في الجنوب بدولة فيدرالية تضم جميع الأقاليم اليمنية، وبينها الجنوب. وكان مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي اختتم أعماله بالعاصمة صنعاء يوم 25 يناير/ كانون الثاني 2014، أقر تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيدرالية، بواقع أربعة في الشمال، وإقليمين في الجنوب، وهو التقسيم الذي أيده فصيل النوبة بالحراك الجنوبي، ورفضه فصيل على سالم البيض الذي ما زال يطالب بالانفصال بسبب ما يصفها ب"المظالم التي تعرض لها الجنوبيون في السنوات الماضية". يقول الصحفي الجنوبي أنيس منصور إن موقف القيادي النوبة كشف عن حنكة ووعي سياسي تمثل في قراءة صحيحة للأحداث على الساحة اليمنية. وفي حديثه لمراسل الأناضول يضيف منصور القول إن "النوبة ورفاقه عرفوا الطريق الصحيح، بعيدا عن التطرف في الموقف السياسي الذي يقود البلاد إلى كوارث جسيمة لا أحد يتوقع حجمها و مخاطرها". من جانبه قال عبده المعطري الناطق الرسمي باسم مجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين العسكريين والأمنيين إننا لم نكن على علم ولم يتم إشعارنا بهذه اللقاءات، واننا تفاجأنا مثل غيرنا، وعرفنا ما حصل من خلال وسائل الإعلام فقط. و في بيان صدر الأسبوع الماضي عقب لقاء الرئيس ببعض قيادات الحراك، و حصلت الأناضول على نسخة منه، أضاف المعطري: "نحن ماضون بنضالنا السلمي على هدف التحرير والاستقلال، و نحن حريصون على وحدة الصف وتصحيح الأخطاء والقبول بالآخر دون تخوين أو تشكيك وإن المتقاعدين الذين كان لهم شرف السبق في هذه الثورة السلمية المباركة سوف يواصلون النضال جنبا الى جنب حتى تحقيق الهدف".