طالبت حكومة الوفاق الوطني جماعة الحوثي المسلحة بإطلاق سراح كافة المعتقلين من مدنيين وعسكريين وإفساح المجال أمام الجهود الحكومية لتطبيع الاوضاع في المحافظة، مشددة على ضرورة التزام الجميع بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتنفيذها على أرض الواقع من أجل بناء الدولة الحديثة التي تلبي تطلعات الشعب اليمني في الاستقرار والحكم الرشيد والرخاء والازدهار . جاء ذلك في الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء اليوم برئاسة رئيس المجلس محمد سالم باسندوة، حيث دعا المجلس جماعة الحوثيين وكافة الجماعات المسلحة من غير أبناء محافظة عمران بالانسحاب من المحافظة، وتسليم كافة الاسلحة والمعدات التي تم الاستيلاء عليها من قبل عناصرهم. وأكد مجلس الوزراء، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، أن اللجوء إلى استخدام العنف و السلاح هو رهان خاسر ويعمق جروح الوطن ويؤثر سلباً على نسيجه الاجتماعي ، كما انه لن يحقق اغراض اي جماعة او حزب او جهة او قبيلة في فرض منطقها ونفوذها على ابناء الوطن، مشيرا إلى أن الاجماع الوطني الذي تحقق من خلال التوافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، وحده الكفيل ببناء الدولة اليمنية. ولفت المجلس الى أن الوطن اليمني وهو يمر بلحظات فاصلة ، بحاجة الى اصطفاف وطني من قبل جميع ابنائه وفي المقدمة قواه السياسية والاجتماعية ، لمواجهة التحديات الراهنة وتداعياتها الخطيرة على حاضر ومستقبل الوطن ، والعمل الجماعي وبروح المسؤولية الوطنية والتاريخية التي تتطلبها المرحلة في سبيل الخروج من التعقيدات الراهنة ، وتحقيق الوفاق الحقيقي الذي يسمو فوق الجراح والأحقاد، الوفاق الذي يقود الجميع في اتجاه السلام والوئام والشروع في بناء اليمن الجديد، اليمن الذي ينعم فيه ابنائه بالأمن والاستقرار والعيش الكريم .. داعياً الحوثيين الذين شاركوا في مؤتمر الحوار وفي صياغة مخرجاته الى الإعلان وبوضوح موقفهم تجاه هذه المخرجات ومدى التزامهم بها من عدمه. وأشاد بالأدوار والتضحيات البطولية الكبيرة التي تسطرها القوات المسلحة والامن في حماية امن واستقرار الوطن والمواطنين وفي سبيل توفير الأجواء الملائمة لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مترحما على أرواح الجنود والضباط، الذين سقطوا وهم يؤدون واجبهم الوطني في مختلف ميادين البطولة والفداء. وأكد أن القوات المسلحة والامن كانت ومازالت وستظل حصن الوطن المنيع والحامية لمكتسباته وإنجازاته والمدافعة عن حياضه، والمشاركة في بنائه وتقدمه. وناقش المجلس الدور الوطني الهام لوسائل الاعلام المختلفة في المساهمة بتكريس اجواء الامن والسلام وتنقية الأجواء وتهيئة البيئة الإيجابية اللازمة لتنفيذ مخرجات الحوار ..داعياً وسائل الاعلام المختلفة والقائمين عليها الى تأكيد الحضور المسؤول للإعلام وخاصة تجاه القضايا الوطنية ، ومراعاة حضور الادوار الإيجابية للإعلام في المرحلة الراهنة التي تستدعي بالضرورة ترشيد الخطاب الإعلامي ، والابتعاد عن نشر كل ما من شأنه الأضرار بالوطن او تعميق الجراح . وأشاد المجلس بهذا الخصوص بالأداء الوطني المسؤول للإعلام الرسمي، والذي ينطلق في أداء مهامه بالارتكاز على بنود السياسة الاعلامية المعتمدة ، ومن توجيهات رئيسي الجمهورية والوزراء، وكذا البعد الوطني في أداء بعض وسائل الاعلام. واستعرض مجلس الوزراء نتائج الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس عبدربه منصور هادي مؤخرا للمملكة العربية السعودية الشقيقة، وما حظي به من استقبال وحفاوة كبيرة من قبل الأشقاء في المملكة ، وما تمخض عن الزيارة ومباحثاته مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، من نتائج مثمرة وطيبة لصالح وخير الشعبين الشقيقين. وفي وقت سابق طالب الرئيس هادي الحوثيين بالانسحاب من عمران، اقتحام الحوثيين لمدينة عمران والسيطرة عليها وعلى معسكرات الجيش ونهب معداتها أمرا غير مقبول واستهدافا للعملية السياسية وانقلابا على مخرجات الحوار الوطني.