إسلامنا يحثنا على التعليم فكانت الكلمة الأولى التي جاءت من السماء إلى الأرض (إقرأ) التعليم هو سبيل الأمة المحمدية للنهوض في شتى الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والصحية والعسكرية … ولكن واقع تعليمنا بشقية العام والجامعي الخاص منها والعام في حالة غيبوبة وموت سريري لست هنا محبطاً ولا مثبطاً ولكن يجب أن نعرف الداء لنعرف أن نصف الدواء . المشكلات والحلول إن التعليم يشتكي جوانب شتى من القصور مع وجود جهود تبذل ولكن أرى أن النواحي السياسية تطغى على جوانب التربية والتعليم في مدارس التعليم العام بالذات فتعين الطاقم الإداري والتوجيهي والإشرافي والمتابعة والإمتحانات لا تخلو من جوانب سياسية أقرب منها تربوية تعليمية ولكن لا يقف الأمر هناك ولكن هنا تزاوج بين السياسة والوظيفة العامة في شتى قطاعات الدولة دون الرجوع إلى مبدأ الكفاءة والخبرة والعطاء والتنافس .. مع أني اثق في قدرات التربويين في اليمن فقط نضع الرجل المناسب في مكانه وسنامن من هذا الجانب الأمر الآخر المناهج ومناسبتها للسن والعقل والبيئة فعندنا سترود مناهج من بلاد عربية أو أجنيبة ونقصد أن البيئة اليمنية ليست مجالاً للتجارب ويجب على الجهات المختصة أن تختار المناهج بإتباع الطرق العلمية والنفسية والبيئية والعادات والتقاليد وإعتبارات كثيرة يعرفها ذوي الإختصاص ولديهم من الدراية والخبرة أكثر من أي شخص آخر . ومن جوانب الضعف في التعليم العام فقدان الطالب للأنشطة المدرسية التي تجذب الطالب وتجعله يحب التعليم والمدرسة والمشاركة وبناء الشخصية ودور القيادة والثقة بالنفس وغيرها من الفوائد التي تأتي من خلال ممارسة الأنشطة فمتى ندرج الأنشطة ضمن المنهج التعليمي ونعي دور تلك الأنشطة في رسم شخصية فلذات أكبادنا . ومن جوانب الضعف إنفصال تام بين ولي الأمر عن المدرسة إما لإنشغال ولي الأمر بالأمور الإقتصادية والبحث عن لقمة العيش ويقتصر إستدعاء ولي الأمر إلى المدرسة على حالات الفوضى والعقوبات والإهمال ولكن لماذا لا نبتكر التواصل عن طريق الرسائل القصيرة من إدارة المدرسة مع ولي الأمر والبعث بتقرير موجز عن حالة الطالب أو الطالبة حتى وإن كان ولي الأمر مسافر أو مغترب أو إبتكار طريقة جديدة في توصيل المعلومة للأسرة وهكذا نجدد روابط الأسرة مع المدرسة حتى دون علم الطالب . غياب دور المجتمع في التربية والتعليم وكأن الركون إلى الجهات المختصة والإنتقاد ورمي الحمل والثقل على وزارة بعينها وتناسى البعض أن جهات مختصة كثيرة في التعليم وعلى راسهم التربية ولكن الداخلية والمجتمع والمسجد والعلماء وجهات كثيرة يجب أن يكون لها دور فاعل في بناء فرد ناجح في بناء وطنه مستقبلاً من المشكلات عدم الرقابة على المدارس أي غياب دور الرقابة والتوجيه في أغلب نواحي وقرى اليمن والنزول في مراكز المحافظات فقط والتعليم في عصور قديمة في المناطق النائية فإختيار الموجه ذو كفاءة وخبرة وتأهيل وكفاية مادية هو كفيل بنجاح جانب الرقابة على الأداء التعليمي في مختلف اليمن . من المشكلات مدارس التعليم الخاص والإنتشار السريع وغياب الرقابة التربوية عن أغلب المدارس وكأن الترخيص هو فقط الوسيلة التي يبحث عنها مسؤول المدرسة الخاصة وبعد ذلك تصل الكشوفات إلى الإدارة التعليمية كيف سار التعليم وكيف جرت عملية التربية وكيف وكيف …. هنا التربية مغيبة تماماً عن المدارس الخاصة فيكون التعليم الأهلي والخاص عبئ بدلاً من أن يكون أداة مساعدة في التخفيف على المدارس الحكومية فبدلاً من الإهتمام بالعطاء يهتمون بالربح فقط ويجب النظر في المدارس وملائمتها للتعليم من كل الجوانب . ويبقى الكثير والكثير ما لم اذكره من مشكلات نعاني منها ويجب علينا أن نضع الحلول المناسبة وليست المهدئات والمغالطات والمسكنات الآنية نريد حلول حقيقية لكي نخرج بالعملية التعليمية إلى بر الأمان وهذا الأمر يحتاج إلى وقت ولكن يجب أن نسير على خطط واضحة حتى وإن تعاقبت القيادات التربوية فسيكون هناك خط مرسوم للعمل بصورة مستمرة بدلاً من الجهود الشخصية والتغييرات للقيادات التربوية التي تخلق وجهات نظر تأتي وتذهب بسفينة التعليم والخضوع للمزاجية والآراء القاصرة