قال الرئيس عبد ربه منصور هادي إن اليمن حقق نجاحات وخطوات باهرة باتجاه المستقبل الجديد وفقا لدولة الحكم الرشيد والمشاركة الواسعة في المسئولية والثروة والسلطة وتحقيق العدالة والحرية والمساواة. وأضاف هادي، خلال استقباله اليوم المشائخ والشخصيات الاجتماعية من أبناء مديريتي حراز وصعفان محافظة صنعاء،: «نحن من قبل ومنذ قيام الثورة لم نستطيع أن نبني دولة قوية لا في الشمال ولا في الجنوب وبعد قيام الجمهورية اليمنية في 22 من مايو في مطلع العقد الأخير من القرن العشرين وتحديدا في 1990 كان ما كان من مماحكات وخلافات حتى حرب 94 ومن مشكلة إلى أخرى ولم يستقر اليمن بالشكل المطلوب نظرا لضعف الدولة ومعاناتها من جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية ». وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أشار الرئيس إلى الجهود المخلصة التي بذلت من أجل تجنيب اليمن الحرب الأهلية، منوها إلى طبيعة اتصالاته في أوج الأزمة برؤساء الدول الخمس وفي المقدمة الرئيس باراك أوباما الذي تفهم بصورة كبيرة طبيعة المخاطر التي يمر بها اليمن حينها ووافق على طلب عدم نقل السفارات من صنعاء إلى جيبوتي وكذا تقديم الدعم اللازم من أجل سلامة واستقرار اليمن . وكرر الرئيس إشادته بالمواقف الأخوية من قبل أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الذي بادر بصورة سريعة حينها بتقديم الدعم من المشتقات النفطية التي كانت منعدمة في اليمن تماما وصولا إلى ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومن ثم انجاز العديد من القرارات والخطوات والإجراءات في الطريق إلى الولوج إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل والنجاح التاريخي والاستراتيجي الذي تحقق بانبثاق مخرجات الحوار الوطني الشامل وصولا إلى مشارف الإنجاز الأخير وترجمة كل المخرجات إلى أرض الواقع بعد انجاز الدستور للدولة الاتحادية. وتناول رئيس الجمهورية أيضا العديد من القضايا المتصلة بالواقع الراهن من مختلف جوانبه السياسية والأمنية والاقتصادية.. وخاطب الرئيس أبناء مديريتي حراز وصعفان بقوله: «انتم تدركون الكثير كيف كان الوضع في اليمن الذي تجمعت أزماته إلى مطلع العام 2011 لتنفجر بصورة مذهلة وخطيرة وأنتم أكثر مدنية في كل تعاملاتكم ولا تؤمنون بالعنف وتحلون كل مسائلكم بالحوار ولم نسمع عنكم إلا كل خير كما وأنكم أيضا بعيدين عن أساليب الثأر». وفيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية في قطاع المشتقات النفطية قال الرئيس: «تفاهمت مع خادم الحرمين الشريفين حول ما نعانيه من أزمة في هذا المنحى نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اليمن وعدم القدرة على استمرارية الدعم كون الوضع سينهار حتميا وكنا في الشهور التالية من هذا العام ربما نصل إلى مرحلة العجز عن دفع الأجور والمرتبات وطلبت منه مساعدة اليمن من أجل تخطي هذا الوضع الكارثي بمشتقات نفطية تكون عونا لتصحيح مسار المشتقات النفطية وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساعدات سخية ستظل محفورة في وجدان اليمنيين وقلوبهم». ولفت الرئيس إلى أن خيار تصحيح أسعار المشتقات النفطية كان خيارا لا بد منه وقرارا وطنيا بمعنى الكلمة أجمعت عليه الأحزاب والقوى الاقتصادية والبيوتات الاستثمارية والتجارية بل وكانت هناك مناشدات واسعة من أجل اتخاذ هذا الاجراء انقاذا للوضع الاقتصادي المنهار وتلافيا لعدم ارتفاع سعر الصرف الأجنبي للعملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار الأمريكي والذي كان من الممكن أن يصبح الريال اليمني غير قادر على الحفاظ على القيمة الشرائية أمام الدولار بصورة خطيرة». ونوه بأن هناك الكثير من المعالجات والإجراءات التي تصاحب ذلك لتخفيف الوطأة على كاهل عامة الناس والتي تم اتخاذها، مشددا على أن الهم الأول للدولة والحكومة هو كيفية إخراج اليمن من معاناته إلى بر الأمان وهو الهم الأول قبل أي شيء . وفيما أوضح الرئيس هادي أن الذين لا يريدون الحوار ولا مخرجاته يفتحون جبهات الحرب هنا وهناك في الشمال والجنوب ويعملون على خلق الاحباطات، أكد اعتزامه وكل القوى الشريفة والوطنية إخراج اليمن من دوامة الأزمات والخروج إلى المستقبل المأمول. ودعا الرئيس إلى ضرورة اغتنام فرصة الدعم الكبير الذي تلقاه اليمن على المستوى الإقليمي والدولي والأممي أيضا من أجل اخراج اليمن الى آفاق التطور والازدهار.