كشف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر, عن إفلاس الخزينة العامة للدولة وعجزها عن سداد رواتب الموظفين نهاية العام الجاري أي بعد شهرين من اليوم, كما عبّر عن خشيته من اندلاع حرب طائفية "سنية شيعية" في اليمن وضمن روزنامة مخاوف وقلق ينتاب المبعوث الأممي. وتحدث بن عمر في حوار مع وكالة «فرانس برس»، الأحد الماضي، عن توسع محتمل لنفوذ تنظيم القاعدة وعن تمدد قوي للتوجه الانفصالي في الجنوب ضمن مجموعة مخاطر تهدد اليمن في المرحلة الراهنة، إلا أنه دافع بقوة عن حق الحوثيين في المشاركة في السلطة. ورداً على سؤال حول أهداف الحوثيين الحقيقية – فالبعض يتهمهم بأنهم على صلة بطهران- قال بن عمر: «أنصار الله- الحوثيون- يجب أن يشاركوا في العملية السياسية بطريقة تجعلهم شريكاً في العملية الانتقالية». وقال: إن «القاعدة باتت أكثر جرأة ونشاطاً مع احتمال توسعها»، مضيفاً: «هناك تحد كبير كذلك في الجنوب, حيث يزداد التوجه الانفصالي بقوة». واستطرد قائلاً: «إن الوضع الاقتصادي صعب جداً، ومن غير المؤكد أن تتمكن الحكومة من مواصلة دفع الرواتب للموظفين بعد نهاية السنة». و دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأطراف اليمنية، إلى ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، لتفادي تفاقم التوتر بين الشيعة والسنة، ولتجنب تعميق الأزمة في البلاد، وقال إنه «يأمل في تشكيل حكومة جديدة خلال أيام»، موضحاً أنه يخشى، في حال عدم تشكيل الحكومة خلال أيام، من "تفاقم التوتر المذهبي". وعبر بن عمر عن قلقه من "التطورات الأخيرة التي استعملت خطاباً معادياً للأجانب وأحياناً مذهبياً". وأضاف المبعوث الأممي إلى اليمن: "إنه منحى مثير للقلق لم نشهده من قبل". وقال: إن «الطريقة الوحيدة للمضي قدماً هي أن تتعاون الأطراف على تشكيل حكومة جديدة وأن تلتزم باتفاق السلام المبرم في 21 سبتمبر/ أيلول الذي وضع حداً للمعارك في العاصمة». وأضاف: «إذا تعاونت كل الأطراف بما فيها أنصار الله (الحوثيون)، فإن تطبيق الاتفاق سيسمح للدولة باستعادة سلطاتها»، مستدركا: «لكن في المقابل، إذا اختلفوا على تطبيقه أو حصلت انتهاكات لذلك الاتفاق، فإن الوضع سيصبح أكثر تعقيداً وخطراً، وآمل أن لا نصل إلى تلك المرحلة».