يحل عيد الأضحى المبارك على اليمنيين هذا العام بلون آخر ونكهة مختلفة بعد أن شهدت البلاد أوضاعا أمنية متدهورة خلال العام الماضي. ففي مثل هذه الأيام من العام الماضي كانت الأوضاع الأمنية في أسوأ حال، وكانت العاصمة أشبه بمحميات مقسمة بين جيشين منقسمين من جهة وجماعات مسلحة من جهة أخرى، وحشود بعشرات الآلاف في ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء. كانت صنعاء مطفأة تماما، وكانت الخدمات الأساسية كالماء، والوقود، والغاز شبه معدومة، وكانت الأيادي على القلوب خوفا من القادم المجهول في ظل الأوضاع المتردية والميئوس منها في تلك الأيام. غابت عن عيد صنعاء العام الماضي براميل المكسرات، وبهجة التسوق، كما غابت عنها حدائقها البسيطة التي كانت تمثل متنفسا لسكانها المطمورين بعوادم السيارات والزحام. في هذا العام يحل العيد وآمال ترنو إلى الأفق بأن عهدا جديدا أفضل مما مضى، خصوصا وأن أخبارا سارة استقبلت هذا العيد عززها الإستقرار الحاصل في أسعار العملات الأجنبية، وتوفر الخدمات العام كالكهرباء والوقود والغاز. مواطنون أكدوا ل"كل الوطن" أن هذا العيد هو العيد الأول الذي يحل عليهم بدون أزمة غاز منذ 12 عام، إذ كانوا دائما يستقبلون رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى بأزمات حادة في الغاز والوقود. كما يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام على اليمنيين وقد تمكنت الحكومة اليمنية من إنهاء المظاهر المسلحة والمتارس وتسليمها لقوات الأمن المركزي بعد أن كانت العاصمة مقسمة شمالا وجنوبا بين قوات اللواء علي محسن الأحمر الموالي للثورة الشعبية، وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومليشيات مسلحة تتبع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، وأخرى تابعة صغير عزيز. وتشهد الأوضاع الإقتصادية في اليمن تحسنا نسبيا واستقرارا لأسعار المواد الغذائية والعملات الأجنبية، ومنذ تسلم عبدربه منصور هادي زمام الحكم في اليمن تراجع سعر الدولار من 239 ريال إلى 214 ريال مستقرا عند هذا الحد منذ عدة أشهر، كما تمكنت الحكومة من توظيف نحو 250 ألف موظف جديد، وتسليم العلاوات الخاصة بالموظفين والموقوفة منذ سبع سنوات. ووفقا لتقرير صادر عن البنك المركزي اليمني حصل كل الوطن على نسخة منه فقد تراجع تراجع العجز الفعلي في الميزانية العامة لليمن خلال السبعة الأشهر الماضية من العام الجاري بنسبة 79.7% عما كان مخططا له في نفس الفترة. وقال التقرير: إن العجز الفعلي للموازنة بلغ 66 مليار و384 مليون ريال مقارنة بالتقديرات لنفس الفترة والبالغة ب327 مليار و607 مليون ريال وبنقس بلغ 261 مليار و223 مليون ريال. ووفقا للتقرير فقد شهد الرصيد القائم للدين العام الخارجي على اليمن حتى نهاية شهر يوليو 2012 انخفاضا طفيفا بنحو 22 مليون دولار وبنسبة ارتفاع تقدر بحوالي 3% عما كان عليه في شهر يونيو 2012. كما سجلت اليمن زيادة في حجم التبادل التجاري مع الدول العربية لغ ثلاثة مليارات و458 مليونًا و745 ريال يمني. وأوضح الجهاز اليمني للإحصاء في تقرير له صدر أمس الأحد أن حجم التبادل التجاري بين اليمن والدول العربية بلغ 956 مليارًا و238 مليونًا و319 ألف ريال، مقابل 952 مليارًا و779 مليونًا و319 ألف ريال يمني. ووفقا للتقرير ، فإن إجمالي صادرات اليمن إلى الدول العربية في 2011 سجلت تراجعا تجاوزت 10 مليارات و220 مليونًا و485 ريال يمني، وبمعدل سنوي بالسالب تجاوز 4.9%، في حين حققت قيمة الواردات اليمنية من الدول العربية، زيادة بلغت 13 مليارًا و679 مليونًا و230 ألف ريال يمني، وبمعدل نموي سنوي بلغت نسبته 1.8%.