وصف الدكتور نجيب غلاب -أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ورئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات- ما تقوم به الحركة الحوثية من السيطرة على المدن اليمنية بأنها تدير حروبها بالحيلة والخداع، مشيراً إلى أنه لا يمكن الركون إلى أي اتفاقيات معها. جاء ذلك في حديث غلاب ل «الخبر» حول ما تناقلته وسائل إعلام من نية حوثية مبيتة بطريقة أو بأخرى للسيطرة على تعز رغم الاتفاقيات الموقعة مع الاطراف السياسية مسبقا. وقال غلاب: «هي اليوم تنقل معاركها الى مناطق مذهبية مغايرة لتقوية هيمنتها على صنعاء ونقل الصراع من اقليم آزال الى الاقاليم الاخرى وفي الوقت نفسه شرعنة هيمنتها على اقليم آزال والسيطرة على العاصمة». وأوضح أن الحركة الحوثية تلعب بطريقة تحجب فعلها الطائفي من خلال فرض وجودها في المدن المغايرة لطبيعة ايدولوجية تحركها في تقنيات الأدوات التي تحركها طهران. وأشار إلى أن ما تقوم به الحركة الحوثية في اليمن هي انفعالات طائفية انتجتها الثورة الخمينية وتسعى لإحداث تحول في بنية المذهب الزيدي وتصيغ عقائدها استنادا على الاسلام السياسي الخميني مع نزعة طائفية عميقة فيما يخص الولاية الدينية والسياسية. ونوه بأن فكرة الإمام الغائب في بنيتها غير موجودة وأن ذلك سيدفع الحوثية إلى صراعات دائمة لن تهجع ولن تسكن حتى تصل الى مآلات الولاية. وتابع غلاب حديثه ل «الخبر» قائلاً: «لا يوجد لديها الا القبائل بما في ذلك القبيلة القرشية الهاشمية لإدارة حروبها وهذا سيورط جغرافيا المذهب الزيدي ان رضخ للحوثنة في عزلة اجبارية فالآخرين لن يرضخوا لها وستعيد كل جغرافيا تشكيل قوتها للدفاع عن نفسها امام الشمولية الطائفية للحوثية». وبيّن أن الأخطر هو أن الحوثيين سيفجرون الجغرافيا الزيدية على نفسها، لافتاً إلى أن الخيار المتبع هو السيطرة على الدولة ثم تحويلها الى قوة ضاربة لفرض الحوثنة على الجميع عبر أتباعها أو التشيع لها. وأفاد بأن هذا الامر لا يمكن حدوثة بفعل الواقع اليمني الموضوعي في بعده المذهبي والجغرافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، مضيفاً: إن «الحوثية كإسلام سياسي يمثل معضلة مركبة فقد عمل على خومنة الزيدية وحوثنتها في الوقت نفسه ويفتح الباب لتشيع سياسي ينتج الفتن في اكثر من منطقة» . وقال أستاذ السياسة بجامعة صنعاء إن «الحوثية في نهاية التحليل ليست إلا بوابة لفتنة دائمة ومدخلا لتكوين دويلات ليغدو الحوثي دويلة مترسنة بالعنف والقهر وستذيق القبائل شرور لن يتخيلوها بعد ان تصبح جاثمة فوقهم وستسعى لقهر الدويلات اليمنية المجاورة الا ان طبيعة العصر وصلف الغرور الحوثي وتوحشه ان اوصلت الحوثية اليمن الى المآلات التي يخطط لها الملالي سيجعل الدويلات الاخرى اكثر صلابة وربما تتمكن من انهاكها بشكل دائم مما يجعل القبائل الزيدية التي تستسلم لها ضحية دائمة لحروب عبثية». وأكد غلاب أن التاريخ لا يكرر نفسه لكن بالإمكان أن يعيد إنتاج عذابات أشد وطأة لمن لا يتعظ من دروسه. وكانت مصادر مطلعة تحدثت عن مساعي حوثية للسيطرة على محافظة تعز، مؤكدة أن الحوثيين شكلوا مجلسا عسكريا في المحافظة بمشاركة ضباط مبعدين ومرتبطين بالرئيس السابق علي صالح وقيادات في حزبه.