أكد رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح إيمانه العميق بأن الفساد هو الانتهاك الأكبر لحقوق الإنسان في العالم، وإن مكافحته هي من صميم النضال الحقوقي المطلوب على كافة المستويات .. معرباً عن تطلعه إلى شد الهمة من قبل الجميع وفي المقدمة المؤسسات المعنية، من اجل مكافحة الفساد وصون حقوق الإنسان ومؤازرة خطة الحكومة الهادف إلى تعزيز النزاهة. جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء في الحفل الذي نظمته اليوم بصنعاء وزرة حقوق الإنسان والأممالمتحدة ممثلة في المفوضية السامية لحقوق الإنسان والسفارة الهولندية بصنعاء، احتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان . حيث دعا رئيس الوزراء الجميع إلى الوقوف لحظة إجلال لكل شهداء الإنسانية ولمن ضحوا من أجل الكرامة الإنسانية سواء في بلادنا أو أي مكان بالعالم .. مشيراً إلى أن هذا اليوم العالمي جاء لتكريم الإنسان بكل العالم مهما كان معتقده أو لونه أو جنسه أو عرقه أو مكانته الاجتماعية . ونوه الأخ بحاح إلى ن اليمن ومن خلال فتح مكتب للمفوضية السامية لحقوق الإنسان والذي يعتبر ثالث مكتب على مستوى المنطقة العربية .. أكدت على مدى التزامها وتعاونها مع الآليات الدولية المختلفة لحقوق الإنسان من أجل صون كرامة الإنسان اليمني والرقي به والعمل سويا مع الشركاء الدوليين في هذا الملف الهام لوقف كل انتهاك وصون الكرامة وحفظ الحقوق. وقال : إن المتغيرات السياسية والاقتصادية في يمننا المعاصر، رسمت خريطة جديدة، ظهرت معها قوى وتراجعت أخرى، واختلت توازنات لم تستقر بدائلها بعد، وزادت معها حدة العنف والصراع، فتباعدت معها القلوب، وتناقضت المصالح وانقلبت الأوضاع .. مؤكداً أن الإنسان اليمني كان الخاسر الأكبر بالنظر إلى ما شهدت حقوقه وحرياته من تدهور غير مسبوق. وأوضح أنه وفي هكذا واقع يصبح فيه الحديث عن حقوق الإنسان أمراً لا يتعلق بالديمقراطية والحكم الرشيد فحسب، إنما أمر حتمي من أجل البقاء، وصون كافة الحقوق التي هي بنفس الأهمية من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، مما يحتم على الجميع العمل بروح المسئولية والتكامل لأن هذه القضية هي قضية مجتمع . وعبر رئيس الوزراء عن يقينه بأنه ورغم كل هذه الإرهاصات والمتناقضات إلا أن الخير ما زال موجوداً والعطاء مستمراً والإنجازات وقصص النجاح متعددة والرغبة في التعاون والتصدي الجاد ما زالت تعبر عن نفسها من خلال إنقاذ مخرجات الحوار الوطني، وترجمة بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية الضامنة لإشاعة التسامح واحترام حقوق الإنسان. وذكر أن المرحلة التي تمر بها باليمن هي مرحلة تحدي حقيقي، مفتاح النجاح فيها هو تعزيز مبادئ حقوق الإنسان وخلق ثقافة حقوق وبيئة ثقافية وتعليمية إيجابية تعلي من قيم الخير والعدل والجمال والقبول بالأخر .. لافتا إلى أنه سبق وتحدث أنه ينظر إلى جميع حقائب الوزارات في حكومته بنفس الجدية والاهتمام وأن كل وزارة لديه هي وزارة سيادية هامة لابد أن تحظى بالدعم والاهتمام والتعاون الكامل من الجميع وفي مقدمتها وزارة حقوق الإنسان . وأضاف : أكدنا من أول لقاء لحكومتنا مع وزير حقوق الإنسان إنا رؤيتنا أن تكون كل برامجنا الحكومية بعيون حقوقية لأننا بذلك سنعمل على تحقيق العدل والإنصاف ". وتابع : ذلك أنه لا يمكن الحديث عن واقع يحترم حقوق الإنسان دون إزالة العقبات أمام مشاركة المرأة في كافة مجلات الحياة، ويصبح العطاء للمجتمع كاملاً واعتبار المرأة اليمنية حلاً لا مشكلة، ومنحها دوراً بارزا في تحديد أهداف وسبل التنمية، ووضعها في المكانة التي تستحقها ". أشار إلى أن الحكومة تنتظر من وزارة حقوق الإنسان إعداد الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي وعدت بإخراجها إلى النور خلال التسعين يوم القادمة .. مشيرا إلى أهمية الاستراتيجية التي ستستوعب أهدافاً وسياسيات موجهة للدفاع عن حقوق الطفل والمرأة وذوي الإعاقة والحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الحقوق الطبيعية. كما أعرب رئيس الوزراء عن شكره للمبادرة الرائعة من وزارة حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ممثلة بمكتبها باليمن في أن يكون هناك تكريم سنوي مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان لمناضلي حقوق الإنسان وأن تعلن اليوم باليمن جائزة حقوق الإنسان لتكون تقليدا سنويا بتعاون مشترك بين المفوضية والوزارة، ووفق معايير تلتزم بما هو سائد دوليا وعبر لجنة مستقلة . واعتبر أن الاحتفاء اليوم بشهيد الحركة الحقوقية المناضل الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل واختيار أن يكون أول المكرمين، يعد مؤشرا رائعا ومؤكدا على أن هذه المبادرة تسير في اتجاهها السليم . واختتم رئيس الوزراء كلمته بالشكر والتقدير للقائمين على هذا الاحتفال من وزارة حقوق الإنسان وطاقمها الذي يشع بالأمل وكذا للأعزاء في المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومكتب الأممالمتحدة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومشروعه الداعم لوزارة حقوق الإنسان والأصدقاء في الحكومة الهولندية، ولجميع المشاركين فيه من الشابات والشباب. وقد سلم رئيس الوزراء أسرة الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل الجائزة السنوية لحقوق الإنسان التي أعلنت اعتمادها مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الاحتفال كجائزة سنوية معتمدة ابتداء من هذا العام للناشطين اليمنيين المشهود لهم بالدفاع عن حقوق الإنسان وحريته. من جانبه أكد وزير حقوق الإنسان عز الدين الاصحبي أن الخروج من مأزق العنف السائد على المستوى الوطني الإقليمي والعالمي لا يتم إلا بإعادة الاعتبار لحقوق الإنسان وجوهر ذلك صون الكرامة الإنسانية .. مشيرا إلى أن الحكومة وضعت برامجها بعيون حقوقية لضمان العدالة. وقال" بادرنا في الحكومة أن تحتفي بلادنا باليوم العالمي لحقوق الإنسان على مستوى مختلف المحافظاتاليمنية وأن يكون في كل مدينة وقفة جادة من أجل حقوق الإنسان وسيكون كل عام احتفال في مدينة أخرى لنخرج من دائرة المركزية " وأضاف " إن استشهاد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل يجعلنا ندق ناقوس الخطر كونه الداعية الأبرز لحقوق الإنسان وصورة الدولة المدنية الحديثة ورجل التسامح وأستاذ مبادرة الكرامة والقبول بالأخر". فيما ألقيت كلمات للممثل المقيم للأمم المتحدة في اليمن باولو لمبو وممثل مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في اليمن والسفير الهولندي الدرك جيرفد .. أكدت أهمية أن تعجل الحكومة باعتماد قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وأن يكون متوافقا مع واجبات اليمن وتعهداتها الدولية وقانون الهيئة الوطنية المستقلة لحقوق الإنسان وتأسيس هذه الهيئة للقيام بدورها في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها بالإضافة إلى الانضمام لبرتوكول منع الاتجار بالأشخاص وتعزيز الأمن وضمان الحريات الإعلامية وحرية الرأي والتعبير وإدماج الفئات المهمشة وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا . كما أكد المتحدثون حرص الأممالمتحدة وحكومة هولندا على دعم حكومة الكفاءات في مسيرتها التنموية بما يساهم بشكل كبير في إحراز تقدم كبير في بناء التحول الجديد لليمن في مجال حقوق الإنسان وجهود حكومة الكفاءات في هذا المجال بما يمكنها من إصلاح مؤسساتها وبنا منظمة التشريعات الوطنية وتعزيز استقلال القضاء . من جهته عبر ريدان محمد المتوكل عن شكر أسرة الشهيد الدكتور محمد المتوكل وتقديرها للجهود التي بذلت لمنحه الجائزة كونها عرفانا بدور الشهيد ودفاعه خلال سنوات حياته عن حقوق الإنسان والحريات رافضا للظلم وللعنف بكل أشكاله وتحت أي مسميات . وطالب الحكومة بتحقيق عادل وجادل وشفاف للوصول إلى الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة التي ليست في حق أسرة الشهيد ولكن في حق وطن بأكمله وتحويلهم للعدالة حتى ينالوا جزائهم الرادع الذي سيساهم بشكل كبير في إيقاف مسلسل الاغتيالات التي يمارسها ضعفاء النفوس في حق مفكري الوطن وقاداتها الشرفاء. تخلل الاحتفال قصيدة شعرية بعنوان أعيش كالعصافير للطفل هاشم عبد الرحمن بن يحيى وعرض مسرحية بعنوان "سجن خمسة نجوم "وعرض تقديمي لمنظمات المجتمع المدني حول أهم إنجازات الشبكة اليمنية لحقوق الإنسان بالإضافة إلى تكريم الفائزين في مسابقة الإبداع للأمم المتحدة 2014م اليمن جزء من حملة حقوقي مستقبلي.
