توجه وزير الخارجية اليمني عبدالله الصايدى، الأحد الماضي، إلى مسقط في زيارة رسمية لسلطنة عمان تستغرق يومين. وصرح الصايدى – قبيل المغادرة – بأنه سيلتقي خلال الزيارة فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء العماني، ويوسف بن علوى بن عبدالله، زير الخارجية العماني، لاطلاعهما على آخر المستجدات في اليمن، إضافة إلى بحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين الشقيقين. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله التقى وزير الخارجية الصايدي، والذي يزور مسقط حاليا. وأوضحت أن اللقاء بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ويرى مراقبون أن زيارة الصايدي إلى السلطنة تأتي لطلب تدخل القيادة العمانية لدى إيران للتخفيف من الضغوط التي يمارسها الحوثيون على الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ دخولهم صنعاء في سبتمبر المنصرم. ومنذ ذلك الوقت والحوثيون يتحكمون بالقرار السياسي في البلاد ويجندون مليشياتهم المسلحة في الجيش والأمن، ويفرضون شروطهم على الرئيس هادي التي تتحدث تقارير إعلامية أنه أصبح حبيس منزله، وأن الحوثيين وضعوه تحت الإقامة الجبرية. وتفيد معلومات بأن هادي فقد قدرته على التأثير من موقعه الرئاسي وأصبح «رهين المحبسين»، الحوثيين والمرض، وأن تحالف الحوثي مع الدولة العميقة، هو من يتحكم في أمور البلاد. وفي هذا السياق اعتبر الكاتب والمحلل السياسي رشاد الشرعبي زيارة وزير الخارجية اليمني عبدالله الصايدي إلى سلطنة عمان أنها تأتي في إطار الوضع الجديد لليمن. وقال إنها : «لا تأتي فقط امتدادا لعلاقات الجوار بين اليمن والسلطنة وبقية الروابط العربية وقبلها الخليجية، بل تأتي في إطار الوضع الجديد لليمن وقيادته السياسية الواقعة تحت سيطرة وإدارة جماعة الحوثي الوكيل الحصري في اليمن لقيادة جمهورية إيران وفي ظل دور جديد للسلطنة كان آخره ما كشف عنه السياسي المخضرم الدكتور عبدالكريم الارياني بشأن وساطة السلطنة قبل 21 سبتمبر الماضي وعودة ما يتم الاتفاق عليه من صعدة عبر طهرانومسقط ثم صنعاء». وأضاف الشرعبي في حديث خاص ل «الخبر»: «قبل ذلك قد بدا واضحا الدور الجديد لسلطنة عمان اقليميا من خلال وساطته للإفراج عن الخبراء الايرانيين واللبنانيين المعتقلين في صنعاء وعدن، وما بينهما». وأوضح أن ذلك يوكد الاعلان عن دور عماني احتضن تفاهمات أمريكية إيرانية في مسقط بشأن الملف النووي والعلاقات بين البلدين ويمكن تفاهمات بشان قضايا عديدة، قد تكون منها اليمن وسوريا والعراق. وأشار إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي، التف على حلفائه وأبرم اتفاقات خفية مع الحوثيين إلى مستوى محدد، مردفاً: «لكن الأخيرين تجاوز سيناريو الاتفاق حتى صار الرئيس هادي ذاته حبيس بيته بصنعاء، ويعجز عن اتخاذ قرارات صغيرة أو كبيرة بدون موافقتهم». ورأى الشرعبي أن هادي أرسل وزير خارجيته طالبا تدخل قيادة سلطنة عمان لدى إيران والقيادة هناك، لترتيب سيناريو محدد لوضعه كرئيس صار منزوع الصلاحيات تماما ودولة اختطفتها مليشيات الحوثي المرتبط قرارها وتحركاتها بإرادة القيادة الايرانية. وقال: «اعتقد أن تدخل إيران لم يعد عبر وكيل محلي، لكن من خلال ما رشح من أخبار فمخابراتها صارت صاحبة القرار في اليمن، وحادثة اختطاف المسئول المخابراتي اليمني اللواء يحيي المراني، دليل على ذلك»، معتبراً أن تدخل ايران في الشأن اليمني صار مباشرا، خاصة مع إعلان الحوثيين نفيهم اختطاف المراني. وتابع قائلاً: «يبدو أن هناك فريق من الحوثيين تديره طهران ومخابراتها في اليمن مباشرة وفريق أخر يديره زعيم الحوثيين في صعدة وهو الاخر يتلقى توجيهاته من طهران ومستشاريه العسكريين والسياسيين ايرانيين».