دافعت صحيفة 14 أكتوبر الحكومية عن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ضد خصومه ممن وصفتهم بالقوى التقليدية، ومراكز القوى التي قالت إنها «تحاول إثنائه عن مواصلة جهود ترسيخ دولة النظام والقانون وسيادة قيم العدالة والمساواة والشراكة تارة بوضع العراقيل ذات الصلة باشتراطات المحاصصة وأخرى بتوسيع دائرة استهداف المؤسسة العسكرية وضرب المصالح الاقتصادية والخدماتية». ويأتي لجوء الرئيس هادي إلى صحيفة 14 أكتوبر بعد سقوط الصحيفة الرسمية الأولى في البلاد «الثورة» بيد جماعة الحوثي. ونشر المحرر السياسي لصحيفة 14 أكتوبر في عددها يوم الثلاثاء الماضي ( 16249) مقالا افتتاحيا تحت عنوان: «القوى التقليدية اعتقدت أنه سيكون ديكورا ويحكمون باسمه .. لهذا تتكالب مراكز القوى على الرئيس هادي». وأشار المحرر السياسي في الصحيفة الصادرة من مدينة عدن ، إلى أن الرجل – هادي- خيب ظن تلك القوى التي ظنت خطأ- أنها «ستجعل منه ديكورا للحكم وأنها ستحكم البلاد باسمه، وبالتالي تمرير مشاريعها الأسرية والفئوية الضيقة عبر محاولاتها المستميتة لإعادة إنتاج منظومة مصالحها تتعارض بالضرورة مع الجهود المبذولة لإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة». وأضاف المحرر السياسي بالقول : «ومن الواضح أنه كلما بذل الرئيس هادي جهدا مكثفا في إطار استكمال مشروع إعادة البناء والتغيير، ازداد تكالب مراكز القوى والنفوذ بهدف تعطيل قرارات التحول وبخاصة تلك المرتبطة بإقامة نظام اتحادي يتأسس على نظام الأقاليم». وفيما أكدت الصحيفة، أن الرئيس هادي «خصص جانبا كبيرا من اهتماماته لمعالجة قضيتي الجنوب وصعده»، أشادت «باعتماده دبلوماسية خارجية فاعلة وبناءة استطاع من خلالها خلق شراكة فاعلة مع المحيطين الإقليمي والدولي، لتمويل برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة». وقلل المحرر من المحاولات التي تؤكد خضوع الرئيس هادي لجماعة الحوثي، مؤكدا في هذا الشأن أن «هادي لم يكن خاضعا أو مستكينا لمراكز القوى والنفوذ التي حاولت جاهدة تعطيل الخط التصاعدي لسياساته البناءة وصدقية أدائه في إنجاز مهام الفترة الانتقالية بنجاح وتميز وسعيه الصادق لتخليص الشعب من قوى النفوذ المعيقة لكل تحول رغم شراسة الهجمات التي كانت دوما ما تفصح عن نوايا تلك القوى الهادفة في الأساس الانقلاب على إرادة التغيير التي حملها هادي». وأوضح أن هادي «أفشل العديد من المؤامرات، وأعاد التوازن إلى مسار العملية السياسية بعد نزعها من فتيل الانفجار والتوصل إلى توقيع اتفاق السلم والشراكة الذي جنب الوطن مغبة الذهاب إلى المجهول». وأشار المحرر السياسي للصحيفة إلى أن المطلوب في المقام الأول والأخير التعاون مع قيادة الرئيس هادي وحكومة الكفاءات في إنجاز مهام ما تبقى من الفترة الإنتقالية والانتقال إلى مرحلة الشرعية الدستورية التي ينبغي أن يحتكم إليها الناس جميعا في اختياراتهم الوطنية والتي لا يمكن لأحد تجاوزها أو القفز عليها.