كشف الدكتور نجيب غلاب – أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء ورئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات- عن مخطط إيراني أمريكي بريطاني لتفجير اليمن وتفكيكه لإشغال المحيط الاقليمي، مشيراً إلى أن أي تحركات لحماية الوحدة اليمنية اليوم لم تعد مجدية، ومؤكداً أن الحوثي حاليا في طور تصفية كل من تحالف معهم. واعتبر غلاب في حديث خاص ل «الخبر» أن المعركة اليوم في صنعاء لم تعدّ غامضة، فهناك حركة مسلحة في المحافظات الشمالية تقود معركة ضد دولة الشعب وضد المواطنين في مختلف محافظات الجمهورية، وتهيمن على مداخل القوة في صنعاء، منوهاً بأن الدولة أصبحت بكافة مؤسساتها في العاصمة وبعض المحافظات مخطوفة ورهينة بأيدي تنظيم متوحش، وأن الجميع رضخ لهذا التوحش خوفا من سفك الدماء. * قنابل بشرية وأوضح أن هذه المليشيات المتوحشة تمتلك كتل من القنابل البشرية التي تزحف وتقاتل دون أن تبالي بالنتائج، واصفا إياها ب «كريبوتات بشرية» مبرمجة على القتل والانتقام وإذلال الخصوم. وأردف غلاب: «اعطني قائد عسكري واجه ومن قاوم قتل أو طرد من البلاد وكان اخرهم الجعيملاني الذي حاول أن يبذل جهده لحماية بيت الرئيس هادي ولم يجد من يقاتل غير أقرباء هادي وشرفاء وهم قلة قليلة قتلوا لأنهم دافعوا عن وطنيتهم وقاموا بالمهام المنوطة بهم». * خلافات وتصفيات وقال إنه «لا يمكن الحديث عن مؤامرة بين هادي والحوثة هناك أخطاء كثيرة وضعف وقلة فهم لطبيعة الصراع ومصالح انتهازية غبية وصراعات مشخصنة وطموحات بليدة لم تفقه مصالحنا الوطنية»، لافتاً إلى أن الجميع وقع في فخاخ الحوثي وخداعه الذي اخترق أكثر الدوائر تأثيرا وعقد صفقات مع الجميع وخانهم جميعا. وأشار إلى أن الحوثي الآن في طور تصفية كل من تحالف معهم، معتبراً أن الرئيس هادي هو الضحية الأكثر ضعفا في هذا الصراع. وفي سياق الخلافات بين صالح والحوثي تحدثت مصادر سياسية مطلعة عن خلافات عميقة نشبت بين الطرفين، وأوضحت علي صالح اكتشف حجم المؤامرة بين جماعة الحوثي والرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي والتي على إثرها استقال من منصبه كرئيسا للجمهورية، مشيرة إلى أن هادي والحوثيين اتفقوا على أن يكون الشمال للحوثي والجنوب لهادي، وفقا لما أورده «مأرب برس». وذكرت أن صالح توعد بمواجهة هادي وجماعة الحوثي، واستنفر قوات ما كان يعرف ب«الحرس الجمهوري»، مؤكدة ا قائد قوات الاحتياط اللواء علي علي الجائفي اجتمع بقادة الوحدات العسكرية والأمنية والضباط الموالين لسلفه أحمد علي لمواجهة الحوثيين. * الحوثي يقود الانفصال وبحسب ذات المصادر فإن المجتمعين وضعوا خطة لمواجهة جماعة الحوثي، وهادي في حال قرر الانفصال. ويؤكد غلاب ل «الخبر» أن الحوثي هو رأس حربة الانفصال هو وحركته المتمردة، منبهاً بأن من يقود الانفصال هو الحوثي لا الجنوب. وقال إن «الحوثية حركة طائفية ترى في الوحدة إضعاف لها لذا فالانفصال خيار محسوم بالنسبة لها وهي تدير انقلابها للوصول الى انفصال الجنوب»، مشيراً إلى أن كل افعالها ومسارات الصراع الذي تتحرك فيه نتائجه الحتمية انفصال الجنوب وحرب أهلية في الشمال. * مخطط لتدمير اليمن وكشف غلاب عن مخطط إيراني أمريكي بريطاني لتفجير اليمن وتفكيكه لإشغال العرب وبالذات الخليج ومصر، وقال: «هناك مخطط واضح لإنتاج الحالة السورية في اليمن تتناسب مع الوضع اليمني بحيث يغدو اليمن بؤرة للفوضى والحروب وتصدير الارهاب المزدوج باتجاه الخليج ارهاب داعشي قاعدي وإرهاب خميني». وأضاف: إن «أمريكا في ظل تحالفها الجديد مع ايران تريد خلق خميني مشاغب جنوب جزيرة العرب يتحكم بالشمال بشكل شمولي وفصل الجنوب لحماية المصالح النفطية»، مردفاً: «اليوم المعركة واضحة فالتهديدات والمخاطر التي تواجه الامن القومي اليمني أداته الداخلية الحركة الحوثية والفرصة مازالت مفتوحة لتحرير اليمن من هذا الانهيار الذي تقوده الميليشيات الحوثية وخونة اغبياء سيكونون ضحية لخيانتهم». * حماية الوحدة لم تعد مجدية ولفت غلاب إلى أن أي تحركات لحماية الوحدة اليمنية اليوم لم تعد مجدية طالما والمؤسسة الأمنية والعسكرية سلمت رقبتها للميليشيات الحوثية وسلمت عتادها لها وخانت شرفها الوطني وهي المسئول الأول عن سيطرت الميليشيات وهيمنة الحوثي وأفاد بأن المواجهة لم تعد نخبوية بل شعبية ولابد من خطط متكاملة في اتجاهات متنوعة تشمل كل الجغرافيا اليمنية لإسقاط حكم الميليشيات وإعادة الاعتبار للدولة. وتابع قائلاً: «رغم ان الوضع يبدو انه غير قابل للإنقاذ إلا أن المعركة ليست في الجنوب بل في الشمال وغير هذا الكلام ليس إلا خداع وتمويه وخدمة للحوثة تحت شعارات حماية الوحدة لنحمي الشمال من الانهيار ونحرر عاصمة الدولة الموحدة ولكل حادث حديث بعد ذلك». وشدد غلاب على ضرورة الانتباه، وعدم الانجرار وراء الخداع الحوثي كون «الحوثيين يهربون من كوارثهم باتهام المتحوثين الجدد من أعضاء المؤتمر وغيرهم والحرس وصالح وأم الجن وكل حدث ينتهي بوثائق واتفاقات ينتجها ممثلي زعيم مران في صنعاء وارباح لإتمام انقلابهم يجب أن ننتبه في الانجرار وراء الخداع الحوثي والحجب التي يغطي من خلالها مشروعه»، مستبعداً تحميل المسئولية أي أحد كان فكل هذا العبث المدمر لوطننا لدولتنا لليمن لها عنوان واحد هي الحوثية لا غيرها. * تبرئة الحوثي ودعا رئيس مركز الجزيرة للدراسات الأطراف السياسية بعدم توجيه الاتهامات هنا وهناك، معتبراً ذل غباء لتبرئة عبدالملك الحوثي الذي قال إنه «قائد هذه المسيرة التخريبية ويتحمل المسئولية مع قيادات الحركة الحوثية لا غيرهم». وخاطب مختلف الأطراف قائلاً: «عليكم الابتعاد عن توجيه الاتهامات باتجاه اي طرف لدينا حركة وزعيمها انهم يحاولون تحميل غيرهم هذا الخراب الشامل وهناك من يساعدهم بغباء». وبيّن أن ما يقوم به الحوثيين جريمة مكتملة الأركان وحدها الحوثية هي المسئول، مضيفاً: «اننا لا نرى غير الحوثية وبعض قياداتها تتوعد من نتهمهم بالشنق». وتساءل: «هل ترون غير الحوثية فهي في الميدان وكل النتائج لصالحها؟ لا تحللوا وتتخيلوا أعطوني معلومة مثبتة هناك خيانات صحيح لكنها تدار عبر منظومات حوثية معقدة انها تشتري ولاءات قيادات عسكرية وقبلية واجتماعية وبالأوهام والوعود وتضرب بقسوة كل من يناهضها». واختتم غلاب حديثه ل «الخبر» بالقول: «هناك سقوط مريع ونخب بلا ضمير وطني، والحوثية تعمل في كل اتجاه وتشتري حتى ضمير خصومها، وتجمد اي فعل ضدها عبر تحالفات زائفة وسيصبح الجميع ضحية للغباء وعدم وقوفهم بحزم وحسم وذكاء امام الحوثية ولعبهم والاخطر ان اليمن هي الضحية»