أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى عدم وجود أي مشاكل تعكر صفو العلاقات الثنائية التي تربط بلاده بالمملكة العربية السعودية، مشدداً على ضرورة وصول البلدين إلى نقطة اتفاق مشتركة لحل المشاكل الإقليمية. وأعرب ظريف خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيرته الكرواتية فيسنا بوسيتش، التي تجري زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانيةطهران، عن استعداد بلاده للوصول إلى اتفاق بخصوص إيجاد حلول مشتركة للمشاكل الإقليمية. واعتبر أن "بلاده تهدف إلى خلق حالة من الاستقرار والأمن في المنطقة، دون أي تدخل خارجي، وذلك من خلال تعاون دول المنطقة، وأن أي مقاربة واقعية تظهر حسن نية السعودية، ستساهم بفعالية في تأسيس أرضية أي تعاون مستقبلاً". وطالب الوزير الإيراني المجتمع الدولى بفهم الحقائق المتعلقة بإيران، لافتاً إلى أن "برلمان بلاده يمتلك آلية صنع قرار مستقل، وأن الدستور الإيراني يمنح البرلمان حق إصدار التشريعات، دون أن تمتلك الحكومة حق الاعتراض عليها، وعلى الحكومة تطبيق جميع التشريعات المصادق عليها من قبل البرلمان". وحول العقوبات، لفت الوزير الإيراني إلى أن عقوبات المجتمع الغربي المفروضة على بلاده، "لا تفرز إلا تنامي مشاعر الكراهية لدى الشعب الإيراني ضد الدول المشاركة في صنع تلك العقوبات، كما أن تلك العقوبات لا تؤثر قيد أنملة على مسيرة برنامج إيران النووي". وأضاف: "على الولاياتالمتحدة والغرب رؤية الحقائق، واتخاذ قرار واضح إن كانوا يريدون تحقيق نتيجة بخصوص ملف إيران النووي من خلال المفاوضات أم لا". من جهتها، أوضحت وزيرة الخارجية الكرواتية، أن المحادثات التي أجرتها مع نظيرها الإيراني، تناولت العلاقات الثنائية، والعلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي، والتطورات الأخيرة في مفاوضات الملف النووي. وقالت الوزيرة الكرواتية: "نحن نعتقد أن المفاوضات النووية هي مسألة في غاية الأهمية والحيوية، وهناك فرصة حقيقية لتحقيق النجاح في ملف المفاوضات، كما أن كلا الجانبين يعرب عن التزامه بحل هذه القضية في إطار المفاوضات، خاصة أن الاتحاد الأوروبي يؤمن بحق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، لذلك يجب اتخاذ خطوات فعلية تتسم بالشفافية، من أجل رفع مستوى التعاون، وإزالة العقوبات". وكانت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا)، إضافةً إلى ألمانيا، أخفقت في التوصل إلى حل نهائي في مفاوضاتها مع طهران، بشأن برنامج الأخيرة النووي، وتم تمديد المفاوضات حتى الأول من يوليو/تموز 2015، كما لم تفضِ مباحثات جنيف التي جرت في 17، 18 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى نتائج. وأجرى وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره الأمريكي جون كيري، مباحثات الأسبوع الماضي في جنيف، وباريس، كما التقيا الجمعة الماضية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي استضافته دافوس السويسرية.