فشل الحوار مع جماعة الحوثي الذي استمر حتى وقت متأخر من مساء أمس في الوصول إلى اتفاق لحل الأزمة القائمة في البلاد. وقال المحامي عبدالله نعمان أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إن الحوار مع ممثلي الحوثي برعاية بن عمر استمر حتى الحادية عشر من مساء أمس دون الوصول إلى اتفاق لحل الأزمة القائمة. وأضاف نعمان: «تم طرح اتفاق لإجراء ترتيبات معينة لإعادة المسار السياسي، لكن لم يتمكن أحد من مناقشة الخيارات، وقلنا لهم إن الخيار الآن هو أن يتراجع رئيس الجمهورية عن استقالته، وأن تتخذ اجراءات لإعادة المسار السياسي.. لكن ظل النقاش بعيدا عن الخيارات، واقتصر النقاش حول الهيئة الوطنية، رغم أن أمرها محدد في اتفاق السلم والشراكة، وانتهى الاجتماع اليوم (أمس) دون الوصول إلى نتيجة». وتابع: «خياراتنا تتمثل أولا في إعادة ترتيب الوضع وخروج المليشيات المسلحة من العاصمة وبقية المدن، وإعادة العاصمة لسلطة الدولة، وترتيب وضع العاصمة بالتشارك مؤقتا، وإعادة الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها منذ 21 سبتمبر الماضي وحتى الآن، على أن يتراجع الرئيس هادي عن استقالته». وأوضح نعمان أن الحوثيين يرفضون هذه الخيارات ويريدون التشريع لانقلابهم عبر الموافقة على تشكيل مجلس رئاسة وإعلان دستوري. ونقلت صحيفة «الشارع» عن أمين الناصري قوله إنه «زار ظهر أمس الرئيس هادي إلى منزله في العاصمة ضمن وفد سياسي يتكون منه الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف أمين الاشتراكي، وعبدالعزيز جباري عضو مجلس التواب والقيادي في حزب العدالة والبناء». وعن رد الرئيس هادي قال نعمان: «الرئيس هادي ما يمكن يقول، في هذه الظروف إنه سيتراجع عن الاستقالة التي قدمها.. نحن زرناه اليوم زيارة انسانية، وقلنا له إنه ما زال رمز الشرعية السياسية في البلاد وإن عليه أن يواصل ما بدأه من أجل اليمن». وأضاف: «الرئيس قال: مابارجعش وقال إنه لن يتراجع عن استقالته لكن كان في بعض الاشارات المعينة بأنه إذا زالت الأسباب الحالية التي دفعته إلى الاستقالة سيعود.. الرجل لديه إحباط كبير، وقال لنا: هؤلاء (يقصد الحوثيون) لن يخرجوا من العاصمة .. أنتم مش عارفين بهم؛ قد وقعنا معم اتفاقيات كثيرة ولم يلتزموا بها». وقال للصحيفة مصدر سياسي رفيع مشارك في الحوار الجاري مع جماعة الحوثي إن جمال بن عمر قدم أمس الأول للمتحاورين مشروعا متكاملا استجابة للمواقف التي طرحها الحزب الاشتراكي والتجمع الوحدوي غير أن الحوثيين يعرقلون الوصول إلى اتفاق. وأوضح المصدر ، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن مشروع الاشتراكي والناصري كان أهم مافيه توجه وفد سياسي من الأحزاب السياسية لزيارة الرئيس هادي وإقناعه بالعدول عن الاستقالة التي قدمها مقابل إزالة المظاهر المسلحة من العاصمة وانسحاب المسلحين الحوثيين منها إلا أن ممثلي الحزب المؤتمر وممثلي جماعة الحوثي في الحوار رفضوا ذلك. وأضاف: «كان لديهم مشروع جاهز أصروا على مناقشته في جلسة الحوار أمس (أمس الأول) ونحن أصرينا على مناقشة مشروعنا، وقلنا إن علينا تكليف وفد لزيارة المشاكل القانونية وقلنا إن علينا تكليف وفد لزيارة هادي لمطالبته بالتراجع عن استقالته كي نتجنب المشاكل القانونية والتشريعية وكي نضمن بقاء الوحدة وبقاء الجنوب ضمن دولة الوحدة، وقلنا لهم إن هذا هو خيارنا الأول».