في معترك الاحداث التي تعصف بالوطن العربي عامة وفي بلادنا خاصة ثبت لنا ان الحق لا ينتصر بالقول الذي لا يتبعه عمل، بل بالتضحية والإيمان الذي لا يخالطه شك ولا يُوقفه تهديد او يحد من سيره وعيد، وان الحق لا ينتصر صاحبه لمجرد أنه صاحب حق، بل ينتصر من يخدم قضيته بطرق فعالة، حتى إن كانت قضية فاسدة ينتصر من يقنع الآخرين ببراءته وإن كان مجرماً، ويسهب في الحديث عن النزاهة مهما كان فاسداً، ويستميت لإيهام مستمعيه أنه أحد الشرفاء وينجح في اتهام غيره بالتخلي عن الأمانة والصدق ويلصق صفاته الحقيقية الوضيعة بهم، وينزه نفسه عنها وهذا ما فطن اليه أعداء الحرية ودعاة الطائفية وعلى راسهم سرطان اليمن الحوثي. بات يتساءل الوطن المكلوم هل استنفد الحوثي حججه بعد أن وصل إلى كرسي الرئاسة عبر القتل وهدم بيوت مخالفيه ونهب ممتلكاتهم وترحيلهم من قراهم! ماذا بقى من سهام الغدر التي لم يستنفذها سرطان اليمن (الحوثي ) ليفرغها في صدر اليمن بعد ان انقلب على كل الاتفاقيات وجعل من اليمن مضحكة بين الشعوب ؟ لقد سلك كل الطرق السيئة وشرعن لنفسه كل قبيح بحجة حماية الوطن، اسقاط الجرعة ، محاربة الفساد، الشراكة الوطنية ، تنفيذ مخرجات الحوار، محاربة الإرهاب وكل هذا لينقلب على ثورتنا التي قدمنا فيها الكثير من الشهداء ، لقد عرى نفسه تماما امام الداخل والخارج انه صاحب مشروع خراب وهدم ، بل هو الإرهاب بحد ذاته وتبين للجميع حتى من غرهم شعاراته الرنانة ووعوده الزائفة ان العصابة الحوثية تنفّذ مخطّطاً خارجياً خبيثاً لتقسيم اليمن. يتشابه المستبدون وكأنهم يتناسلون من أب واحد خطابهم واحد شعاراتهم هي ذاتها ممارساتهم تنتج ذات الأثر. حتى العكازات التي يستندون إليها من ذات الشجرة بضعة منافقين يطلقون اقلامهم يشرّعون للعصابة الطائفية المستبدة منهجها ويستندون في تبريراتهم الى أعذار واهيه مبني على كره خصومهم ممن خلافهم الرأي والتوجه ليغطوا به نجاسة السيّد الباغي وهكذا تكتمل الصورة في هدم ما بقى من وطن ولا فرق حينها إن كان القاتل بالرصاص او بالقلم وربما القاتل بالرصاص لا يتعدى تأثيره افراد وقاتل القلم يُبيد جماعات ويهدم الوطن الكثير ممن كنا نحسبهم مثقفين.. إلا قلّة مرحومة منهم هم شركاء في الجريمة سكتوا في البداية عن الانتهاكات التي كان يمارسها الحوثي مع أنها كانت تشي بنتائج كارثية كالتي نشهدها اليوم أعماهم الانتماء والكره الا مبرر للإصلاح وكأنه صك براءة دائمة للمجرمين فأغمضوا العيون بل وتماهى بعضهم بوصف المجرم بالبطل بهذا دمروا الوطن وشربوا نخب نشوتهم من دماء الشهداء. كانت أقلامهم كالسيوف ذبحت وهجّرت وأشعلت الأرض خواءً أورثها استباحة نراها بل ونعيشها للمساجد ودور القران وممتلكات الناس والمؤسسات العامة، أما من الدعي الحياد و صمتوا عن مقدمات كانت تشي بقتل شعب وهدم وطن هم أيضاً قتلة وها نحن ندفع ثمن الصمت جميعا. بات من المستغرب أنك لا تزال تجد من يدافع عن عصابة الحوثي بعد أن عرى نفسه من كل الفضائل وصارت كلمة حوثي من مبطلات الأخلاق، رغم أنه ساق الوطن الى جحيم مشهود وقدم الآلاف من أبناء الوطن قرابين على مذبح بقائه!! أليس مؤلم أن الدمار الذي لحق بالبلاد والعباد لم يثني البعض من الركوع والسجود في حضرة المال و تحت اقدام الطائفيين الذين اجهزوا على ما بقى من الوطن المكلوم، هي ذي الحقيقة السوداء المخجلة، ومؤسف حتى الفجيعة أن ترى آخرين ممن كنا نحسبهم احرار واداة تنوير يقعون في المطب عينه فيدافعون عن جلادهم والسائر بهم إلى المجهول والحقيقة المرة ان الجلادون يتشابهون وكذلك الضحايا. ظل الحوثي يتاجر لسنوات بشعار الموت لأمريكا وإسرائيل وانه ضد التدخلات الأجنبية والعمالة واستغل بساطة الناس وجهلهم، وتعكز عليها ليبسط استبداده ويقمع كل صوت مخالف ،ولم يكن مهماً لديه أن يضحي بالآلاف من الأبرياء في سته حروب ليخدع البسطاء بأنه حقاً مقاوم للظلم ويعمل لمصلحتهم. في النتيجة علم الشعب كله- باستثناء العميان والحمقى ومن طبع على قلوبهم- أن كل ما سمعوه وتلقوه كان دجلاً يخفي وراءه شراً لا حدود له، هكذا هو حال العصابة الطائفية وهكذا هم أشباهه من المستبدين فهل من متعظ؟. وهل آن الأوان لمراجعة الذات والوقوف صفا واحدا من اجل الوطن من اجل اليمن مراث الإباء ومستقبل الأبناء.