أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي أن نبرة الخطاب التي يتبناها زعيم الجماعة الحوثية المسلحة تعبر عن حالة تدليس مكشوفة للوعي. وقال التميمي في حديث ل «الخبر» إن «عبدالملك الحوثي حاول أن يعطي انطباعاً بأنه الممسك بشئون البلاد والذي يقوم بتسييرها ثم ذهب يكيل الاتهامات للقوى السياسية وعلى رأسها التجمع اليمني للإصلاح، باستدعاء الخارج والتنسيق مع القاعدة، وهي التهم ذاتها التي سوغت له ولمليشياته دخول صنعاء في 21 سبتمبر، برعاية كاملة من الخارج ذاته». واعتبر أن خطاب زعيم الحوثيين يتبنى نهجاً غوغائياً في إدارة العلاقة مع الخارج ولا يراعي المصالح المرسلة لليمنيين، مدفوعاً بغرور المليشيا والانغلاق، ومحكوماً بولائه للأجندة الفارسية التي تريد أن تحول اليمن إلى منصة لإقلاق دول الجوار. وأضاف التميمي معلقاً على خطاب الحوثي: «جاء خطابه مستفزاً فيما يتعلق بتكييفه تهم إثارة المناطقية والصراع المذهبي ملصقاً هذه التهم بالإصلاح، في أنه لا يستطيع أبداً أن يغطي على حقيقة إسهاماته البشعة في استثارة الطائفية والمناطقية في جملة سلوكه وسلوكيات مليشيات التي استهدفت وما تزال تستهدف كل مقومات المواطنة والعيش المشترك». وأوضح أن الحوثي بلغ حداً من الغرور بات معه ينظر إلى الرئيس الشرعي بأنه مجرد شخص يثير المشاكل، معتقداً أن الناس سيصدقون تهويماته بشأن المجلس الوطني والمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية. وتابع التميمي قائلاً: «أظهر عبد الملك الحوثي أمية مطلقة في الشأن الاقتصادي، ولم يأت بجملة مفيدة من شأنها أن تدل على وعيه بخطورة الوضع الاقتصادي الذي وصل إلى حافة الانهيار بسبب الوضع الشاذ وحالة اللادولة التي أنتجتها مليشياته المسلحة في صنعاء وعدد من المحافظات». وكان زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي ألقى مساء أمس الخميس خطابا انتقامياً أطلق من خلاله سيل من الاتهامات لقوى داخلية وخارجية، وشن هجوما حادا على السعودية وحزب الإصلاح، متهما الحزب والمملكة بدعم تنظيم القاعدة وإثارة الفوضى في اليمن، وذلك بعد التقارب الذي حدث مؤخرا بين حزب الإصلاح والمملكة العربية السعودية عقب تولي الملك سلمان لمقاليد الحكم.