أثار تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن يشار الأسد ردود أفعال دولية عدة. حيث قالت الخارجية الفرنسية، اليوم الإثنين، إنه "بعد أربع سنوات من النزاع ومقتل 220 ألف شخص وبعد التطور الكبير للإرهاب من الواضح بالنسبة لنا أن (رئيس النظام السوري) بشار الأسد لن يدخل في إطار التسوية". وأضافت في بيان لها صادر اليوم: "هدفنا تسوية سياسية للوضع في سوريا على أساس التفاوض بين كافة الأطراف من أجل إنشاء حكومة وحدة". وتابعت أن "هذا الأمر (التسوية) يتطلب جمع بعض شخصيات النظام الموجود حاليا وشخصيات من الائتلاف وبعض شخصيات المجتمع السوري المعروفة باعتدالها والتي تحترم كافة الطوائف في سوريا "، دون تحديد أسماء بعينها. ولفتت إلى تشجيعها جهود ستيفان دي ميتسورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، في هذا الاتجاه. وخلال مقابلة مسجلة أجراها الوزير الأمريكي مع قناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، وأذيعت أمس الأحد، كشف كيري عن سياسة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية، والتي تدخل عامها الخامس، عندما أشار إلى أن واشنطن ستضطر في النهاية إلى التفاوض مع نظام الأسد، وذلك بعكس الموقف الذي تتبناه الإدارة الأمريكية وكثيرا ما كررته، وهو أن الأسد فقد شرعيته، ويجب عليه الرحيل. الوزير الأمريكي قال بشكل صريح "يجب أن نتفاوض في النهاية.. لقد كنا دائما على استعداد للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1″. وأضاف أن "الولاياتالمتحدة ودول أخرى (لم يسمها)، تقوم حالياً باستطلاع السبل الممكنة لإحياء العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا". بريطانيا من جانبها أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن "الأسد ليس له مكان في مستقبل سوريا"، ردا على تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال فيه إنه في "النهاية سيكون على الولاياتالمتحدة التفاوض مع الرئيس السوري لإيجاد حل للنزاع". وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية "كما أعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الأسبوع الماضي فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حداً لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة",على حد قوله. وحرص مسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرا في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا. وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع تويتر إن كيري "جدد التأكيد على سياسة راسخة أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة – ولم يقل أننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد" تركيا بينما تساءل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: "ما الذي يمكن التفاوض عليه مع الأسد؟ ما الذي ستتفاوضون عليه مع نظام قتل أكثر من 200 ألف شخص، واستخدم الأسلحة الكيميائية؟". وأوضح جاويش أوغلو أن نظام الأسد هو السبب في كل المشاكل القائمة في سوريا، مشددًا على أن التحول في سوريا يتطلب رحيل نظام الأسد وتشكيل حكومة شاملة تضم الجميع. وأفاد أن التنظيمات الإرهابية في المنطقة تحصل على الدعم الأكبر من نظام الأسد، مشيرًا إلى أن هناك مشكلتين يجب حلهما في سوريا، الأولى هي القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي وأخواته، والثانية رحيل نظام الأسد وتحقيق التحول السياسي في البلاد.