قال جان بيير فيليو، أستاذ في كلية باريس للشؤون الدولية، إنه بعد «ارتكاب مذبحة صنعاء؛ يعتزم تنظيم داعش أن يظهر للقاعدة الجهادية مدى قوته في ضرب العدو بأكثر اقتدار من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وأضاف جان: «أصبحت هناك عناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تميل إلى الانضمام إلى تنظيم داعش، وهو ما يمثل بالنسبة لأنصار البغدادي رهانًا يجب كسبه بأي ثمن لاستيعاب المزيد من الجهاديين من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». ووفقًا لغودير، هناك امتصاص لقوات تنظيم القاعدة من قبل تنظيم «داعش»، في الوقت الذي يعرف فيه المعسكر السني حالة من الانقسام، مضيفًا إن: «الوضع في اليمن يتجه نحو الأزمة العقائدية على غرار الأزمة التي تعيشها حاليًا سورياوالعراق، هذه الأزمة التي تشهد صراعًا بين السنة والشيعة (الذين يمثلون ثلث السكان في اليمن) ». وبحسب الخبير الفرنسي، فإن «تنظيم داعش يرى أنه يدافع عن أهل السنة ضد الشيعة والعدوان الأجنبي في سورياوالعراق والآن في اليمن. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التنظيم لم يخفِ أبدًا رغبته في توسيع أراضي الخلافة في المملكة العربية، واليمن التي ينظر إليها على أنها مهد العرب». وتابع: «يواصل تنظيم داعش تطبيق استراتيجيته في تطويق المملكة العربية السعودية بعد المواقع التي اكتسبها شمال شبه الجزيرة (في العراق)، ليحاول بسط نفوذه جنوبًا من خلال السيطرة على اليمن»، وفقا ل «التقرير». ويذهب جان بيير فيليو إلى أبعد من ذلك، فمن خلال هذه الهجمات «أظهر تنظيم داعش في غضون بضعة أسابيع قدرته على تنسيق عملياته التوسعية، في البداية في ليبيا مرورًا بتونس وأخيرًا في اليمن، من دون أن ننسى ولاء تنظيم بوكو حرام في نيجيريا». وأردف: «في اعتقادي فإن هذا التنظيم، الذي تميز بامتداده السريع، سيستأنف حملته الإرهابية قريبًا في القارة الأوروبية».