اعتبر مراقبون ومحللون سياسيون أن خطاب زعيم جماعة الحوثيين بشأن الأزمة في اليمن والعملية العسكرية الجوية «عاصفة الحزم»، تجاوزه الحدث وبعيد عن الواقع. وفي خطاب أذيع الأحد، بعد أكثر من 3 أسابيع من عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية وتستهدف التمرد على الشرعية في اليمن، تحدث الحوثي مطولا في خطاب غلفه بغطاء ديني في أغلبه. وشن الحوثي هجوما على الدول المشاركة في تحالف «عاصفة الحزم»، متهما إياها بالرغبة في غزو اليمن، منددا بإسرائيل والولايات المتحدة. ويرى المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان، أن هناك تفاوتا وفارقا زمنيا بين مضمون الخطاب وطبيعة الأحداث الحالية، واصفا محتوى الخطاب بأطروحات متأخرة تخطاها الحدث. وفسر بدرخان، في حديث لقناة «سكاي نيوز عربية»، لهجة الحوثي المتحدية بأن الوقت مبكر حتى يبدأ الاعتراف بالخسارات الحقيقية التي سببتها «عاصفة الحزم»، في الخطاب الذي جاء بعد التشاور مع الحليف الإيراني ومتأثرا بما قاله (حسن) نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، الحليف الآخر للحوثيين. وأضاف بدرخان إن «تحدث الحوثي باسم الشعب اليمني، أمر لا يقيم له أحد وزنا ولا يعطي خطابه أي أهمية، لأنه بالنهاية طرف في الصراع اليمني ولم يستطع أن يلعب لعبة الدولة، وهذا فشله الأكبر». ويردف بدرخان: إن «الحوثي حاول مغازلة الجنوبيين بورقة الحكم الذاتي»، معتبرا أن هذا الأمر بالنسبة لكثير من سكان الجنوب مهين، لأنه يتخطى مسألة تقسيم اليمن إلى أقاليم ويطالب الجنوبيين بالانفصال، ويطرح نفسه معطيا للامتيازات بالحكم الذاتي. لكن المحلل السياسي يرى أن أمد الحرب في اليمن يمكن أن يطول طالما أن الحوثي لا يسجل تراجعات كبيرة وجوهرية جغرافيا، موضحا أن تحركات المقاومة الشعبية على الأرض هوي الأمر الذي بإمكانه تغيير الواقع.