أكدت مصادر قبلية ل«الشرق الأوسط» تابعة لمحافظة مأرب شمال شرقي العاصمة صنعاء، أن خلافات بدأت تدب بين قادة الميليشيات الحوثية، على آثار التقدم الكبير للمقاومة الشعبية في محافظة مأرب، وتمكنهم من السيطرة على مواقع جديدة المحافظة الهامة الواقعة شمال شرقي العاصمة صنعاء، وتضم 14 مديرية حيوية. وقالت المصادر إن ذلك تسبب في انسحاب بعض من أفراد الحوثيين، من جبهة صرواح، وبقاء آخرين، بفعل القصف المستمر من قبل قبائل مأرب والمقاومة الشعبية، وهو ما أغضب عددًا من القادة الميدانيين بسبب ذلك الانسحاب الخاسر، ليشب الخلاف بين الطرفين. وقال الشيخ أحمد بن صالح العقيلي أحد الأعيان القبلية في محافظة مأرب والقائد الميداني في جبهات القتال في حديث مع «الشرق الأوسط» أمس، إن الحوثيين بدأوا يفقدون توازنهم على الأرض وإنسانيتهم أيضا، حيث لم يجدوا شيئا أمامهم لتعويض خسائرهم وانسحابهم من المواقع الحيوية في مأرب سوى العودة بالسلاح لقتل أبناء القبائل المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ. وأوضح شهود عيان ل«الشرق الأوسط» أمس، أن انسحاب الحوثيين من المراكز التابعة لمحافظة مأرب بات واضحا للعيان، وهو ما يزيد من رفع الروح المعنوية للمقاومة الشعبية ويزيد في انتشارها على مناطق هامة في المحافظة. وقالت مصادر، إن قبائل مأرب استمرت بقصف مواقع للمتمردين الحوثيين في صرواح بالمدافع من مقر المنطقة العسكرية الثالثة الواقعة تحت سيطرة القبائل، ما أسفر عن أضرار بالغة في العتاد العسكري للحوثيين. وأضافت: «إن الحوثيين لم يحرزوا أي تقدم في الجبهات القتالية»، وإن أخبار الانتصارات التي يتناقلونها عبر وسائلهم الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت هي «أخبار وهمية يحاولون من خلالها تغطية الخسائر التي يتكبدونها من رجال المقاومة الشعبية». من جهته، قال الشيخ أحمد العقيلي القائد الميداني في جبهات القتال في حديث مع «الشرق الأوسط» أمس: «الوضع يسير لصالح المقاومة أبناء قبائل مأرب المؤيدين للشرعية وكذلك المقامة الشعبية، ويظهر ذلك جليا في جبهة صرواح، في ظل تراجع واضح من قبل المتمردين الحوثيين، وهذا الشيء ينطبق على القوات المؤيدة لعلي عبد الله صالح، فهم أيضا في تراجع وانسحاب من المناطق التابعة لمحافظة مأرب، وهذه إشارات إيجابية بلا شك». ويحاول أبناء قبائل مأرب وكذلك المقاومة الشعبية الحذر في تقدمهم في إخراج الحوثيين خشية وجود أي من الكمائن المتفجرة التي بات الحوثيون يضعونها كإشارة على شعور الخسارة الذي بدأ يسيطر عليهم، في ظل التقدم الكبير للمقاومة الشعبية، وأكد القائد الميداني أحمد بن صالح، أن «أبناء القبائل المناصرين للشرعية يحذرون كثيرا في تقدمهم، تحسبا لوجود ألغام كما هو الحال في جبهة حريب، حيث يوجد المتمردون الحوثيون، لكن الأمور تشير إلى تقدم لصالحنا، ونحن لن نسمح بأي حال من الأحوال من ترك الحوثيين ومن خلفهم لاجتياح أراضينا في مأربواليمن غالٍ علينا جميعا وسننتصر للشرعية».