قالت صحيفة لندنية إن السعوديين لم يعودوا يعطون اهتماما كبيرا لمتابعة تطورات الحرب في اليمن، بقدر ما يتابعون باهتمام أكبر أخبار تنظيم الدولة الذي ضرب بإرهابه الأسبوع الماضي الكويت بعملية تفجير إجرامية جديدة، نفذها شاب سعودي سافر من الرياض إلى الكويت لينتحر ويقتل معه 26 مصليا مسلما. وما يقلق الجهات الأمنية السعودية، بحسب صحيفة القدس العربي هو أن الشاب السعودي الذي نفذ تفجير الكويت، وهو فهد سليمان القباع، لم يكن من الأشخاص المشتبه بهم وبتطرفهم لدى السلطات الأمنية السعودية، وهذا يعني أن لتنظيم الدولة أتباعا وخلايا نائمة تشكل وقودا لهذا التنظيم الذي يسعى بكل قوة لنقل إرهابه للمملكة. وتتابع الصحيفة، بأن الخطير في الأمر هو أنه ما زال هناك في المملكة شباب يسعون للانضمام لتنظيم الدولة، وهؤلاء لا شك أنهم وليدو الفكر المتشدد الذي يدفعهم للتطرف والارتماء في أحضان التنظيم، وهذا يعني أنه ما زال هناك من يروج للفكر المتشدد. وما كشفته عملية تفجير مسجد "الصالحية" في الكويت هو وجود شبكة اتصال وتواصل بين التنظيم وأتباعه في السعودية والكويت وربما في دول خليجية أخرى، مكنت الانتحاري السعودي من الوصول إلى الكويت وقدمت له الحزام الناسف الذي فجر به نفسه، وقبل ذلك قدمت له المعلومات اللازمة عن مكان العملية. ووفقا للصحيفة، فإنه "رغم كل الرقابة الصارمة للأجهزة الأمنية السعودية على أي اتصالات لشبكة تنظيم الدولة، ورغم الملاحقات الحثيثة والمتواصلة فإن التنظيم قادر على اختراق كل هذا وقادر على تجنيد بعض الشباب السعوديين والوصول إليهم وتكليفهم بمهام انتحارية وتزويدهم بما يحتاجون لذلك". ومن أجل ذلك اجتمع وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت مساء الخميس الماضي، ليس للتعبير عن وقوفهم إلى جانب الكويت، بقدر البحث في كيفية نجاح التنظيم في توسيع عملياته الإرهابية التفجيرية، وفي مخاطر وجود شبكة «خليجية « للتنظيم ستحرك خلاياه للضرب في دول خليجية أخرى. هذه الحرب التي تقودها السعودية ضد تنظيم الدولة ستصبح حربا خليجية شاملة لان المخاوف هي ان يكون التنظيم هو الأداة التي ستسعى لنشر الفوضى الدامية إلى السعودية والخليج العربي مثلما انتشرت في سوريا والعراق وليبيا وتنذر بانتشارها في مصر. واحتمالات ( أو بالاصح مؤامرات) انتقال الفوضى الدامية إلى المملكة امر بدأ يقلق بعض السعوديين مسؤولين ومواطنين. ولكن الكل يراهن على الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية الذي دحر إرهاب «القاعدة « ويحارب الآن بكل حزم إرهاب تنظيم الدولة في ان ينجح بالتصدي لمؤمراة تصدير الفوضى الدامية للمملكة. وتنتهي الصحيفة إلى أن استمرار الحرب في اليمن للشهر الرابع دون أن تحقق السعودية انتصارها العسكري المطلوب، رغم أنها أوقفت المد الإيراني، يجعل الأمور تبدو فعلا كأن حرب اليمن هي حرب استنزاف للسعودية، تواكب سعي تنظيم الدولة لنقل الفوضى الدامية إلى المملكة وشقيقاتها الخليجيات.