أكد الكاتب والمحلل السياسي -رىيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات بأن فشل الهدنة في اليمن لم يكن إلا نتاج طبيعي لواقع الصراع وتناقضات وعجز الأممالمتحدة عن لعب دور الوسيط الضابط الملتزم بالمقررات التي أصدرها مجلس الأمن. موضحا بأن الأممالمتحدة لعبت دورا أشبه بدور منظمة مدنية إغاثية محايدة بلا اتحاذ أي موقف ملتزم بمبادئ تحقيق السلم والأمن الدوليين . غلاب رأى في حديث خاص ل «الخبر» أن ما حدث ويحدث من «تجريف للعملية السياسية، والانقلاب على كل العهود والمواثيق من قبل الحركة الحوثية وحلفائها يجعل الأممالمتحدة شريك أساسي في هذا الفشل الذي وصلنا إليه». مؤكدا أن الأممالمتحدة تجاوزت أو بالأصح تجاهلت الآلية التنفيذية لقرار مجلس الأمن 2216 ولم تناقشها مع الطرف الانقلابي ناهيك عن عدم وضع أي آلية واضحة متفق عليها من الجميع؛ لأن المليشيا ترفض القرار وتنفي الشرعية. وقال غلاب «إن الأممالمتحدة يبد وكأنها اتفقت مع الحوثيين على تسليمها كل المساعدات، وهذا الأمر يفتح ألف سؤال عن الدور الأممي الذي أصبح واجهة لتنفيذ إرادة الأطراف الدولية المهيمنة ولا هم لهم بالمآسي الإنسانية ولا هم يحزنون». رئيس منتدى الجزيرة اتهم الأممالمتحدة بإدارة حرب خفية وقال «الأممالمتحدة تدير حربا خفية،لا ندري ما هي وما طبيعتها إلا أن من الواضح أنها مساندة للانقلاب من ناحية عملية وتعترف بالشرعية قولا ولا تدعمها». واوضح غلاب بأن الأهم فيما يجري بأن «الحركة الحوثية وأطراف الانقلاب الأكثر تطرفا لديهم مشروع اتمام الانقلاب والوصول به إلى مالاته النافي للشرعية». لافتا إلى أنه لا يمكنهم نفي هذا الشرعية إلا من خلال استمرار فرض الأمر الواقع كما يعتقدون. مضيفا «لذا لم يلتزموا بأي مقررات أممية بل يسعون إلى الضغط من خلال التعامل مع الشعب كرهينة على التحالف العربي والشرعية والمنظومة الدولية لشرعنة الانقلاب عبر توافقات جديدة تؤسس لهيمنة كلية وشمولية للانقلاب». غلاب اختتم حديثه ل «الخبر» بالقول «المشكلة أن مجلس الأمن والأمين العام ومندوبه لا يمارسون الضغوط الكافية على جناحي الانقلاب، بل هناك تدليل وتراخي وأكثر من ذلك تحويل المساعدات الانسانية إلى تبرعات مجانية لضخها في السوق السوداء للحوثية لدعم المجهود الحربي، وتحويل بعضها إلى دعم تمويلي لجبهات القتال الميليشاوية المحاصرة للمدن والتي تقترف أعمال إجرامية في حق المدنيين والعزل في عدن وتعز وفي أغلب محافظات الجمهورية ناهيك عن ضخ تلك المساعدات لأنصارهم ومؤيديهم، وأيضا تحويل تلك المساعدات إلى أيدي الحوثية لشراء الولاءات من خلال هذه المساعدات».