تستمر المعارك في اليمن بين الأطراف المتصارعة، ومع التقدم الكبير الذي حققه طرف المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبده ربه منصور هادي، والهزائم المتتابعة لميليشيات الحركة الحوثية والقوات المتحالفة معها والموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح، تنحدر على الواجهه العديد من التساؤلات لعل أبرزها: هل القضاء على الميليشيات الحوثية بالمطلق سينهي الحرب في اليمن؟ يبدو اليمن كما أنه ساحة مقفلة للحرب الأهلية الدائرة بين ميليشيات المتمردين الحوثيين المسيطرة على السلطة في البلد وبين المقاومة الشعبية كذا القوات العسكرية الموالية لشرعية الرئيس عبده ربه منصور هادي المتواجد حاليا مع طاقم حكومته في الرياض- المملكة العربية السعوديه، مدعومة بالضربات الجوية لطيران التحالف بقيادة العربية السعودية. دائرة الصراع في اليمن ينهمك فيها أيضا طرف الحراك الجنوبي والقوى القبلية إضافة إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وكانت المقاومة الشعبية في يوليو الماضي قد سجلت انتصارات كبيرة في المحافظاتالجنوبية بالتحديد محافظة عدن وألحقت بميليشيات الحوثي هزيمة كبيرة، يليها هزيمة الحوثيين في المحافظاتالجنوبية والشرقية. التقدم الكبير الذي حققته المقاومة الشعبية في اليمن مسنودة بالدعم السعودي الإماراتي حققت في الأيام الأخيرة أكثر من المتوقع، مما أدى إلى تقلص قوة الحوثيين على الأرض وتراجعهم إلى الخلف بشكل كبير، مما يشير إلى أن العاصمة صنعاء قد أصبحت هدفا قادما للمقاومة الشعبية وقوى التحالف العربي بقيادة السعودية العربية. هذا وقد تم تعليق استيراد المشتقات النفطية في البلد مما أدى إلى تزايد أزمة الوقود وإرتفاع الأسعار. ويشهد الإقتصاد إنهيارا كبيرا إلى جانب الأزمة الإنسانية الخانقة. مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إضافة إلى دولة عمان كلاهما يحاولان التوسط، لكن التوصل إلى حلول مرضية وصارمة من شأنها أن توقف الحرب تبدو بعيدة. هل تنتهي الحرب في اليمن؟ سجلت المقاومة الشعبية في اليمن مسنودة بضربات طيران التحالف انتصارات متلاحقة على الأرض ضد تمدد ميليشيات الحوثي المسلحة. وشهدت محافظاتالجنوب في الأيام الأخيرة تصاعدا متزايدا لأنشطة المقاومة الشعبية خصوصا بعد تحرير محافظة عدن بشكل كامل من التواجد الحوثي. وقد عزز انتصار المقاومة الشعبية في محافطات جنوباليمن وتيرة الحرب ضد التمدد الحوثي في المحافظات الشمالية وقد شهدت محافظة تعز اشتباكات قوية تراجع على اثرها الحوثيون وتكاد تعز أن تكون محافطة خالية من التواجد الحوثي. فيما ترتفع وتيرة الإشتباكات بين المقاومة الشعبية والتواجد الحوثي في محافظة آب المجاورة لتعز وتقوم المقاومة بتصييق الخناق على عناصر الحوثي في مديريات المحافظة. من الواضح أن القضاء على الحركة الحوثية في اليمن وميليشياتها المسلحة لا يكفي لبدء مرحلة جديدة للبلد خالية من الحرب والإقتتال الداخلي. ولعل البحث عن مسببات نشوء الصراع وربطه بالمتغير الإقليمي والدولي إضافة إلى الأسباب الإقتصادية والإجتماعية والسياسية ومحاولة وضع حلول جذرية لكل هذه الإشكاليات ربما سيظمن نوعا ما حصد جانب مهم من التفاؤل لدخول مرحلة جديدة من الإستقرار والبناء.