المذبحة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي وقوات صالح في تعز أمس الاربعاء 2015/10/21م لم تكن الاولى , ولن تكون الأخيرة ، بحكم ان هذا التحالف تعود على استخدام الدماء لتحقيق مكاسب لا مشروعة. وفي اعتقادي ان هذه الجريمة لم تأت من فراغ وإنما جاءت متواكبة مع عدد من التطورات ، في الجانب الحقوقي ، والواقع الميداني للمقاومة ،والجانب السياسي . ففي الجانب الحقوقي تحولت قضية الطفل فريد إلى قضية راي عام ، وتصدرت وسائل الإعلام المحلية والعالمية , وشعرت جماعة التمرد الحوعفاشية ان قضية الطفل فريد لخصت ما يتعرض له الأطفال في تعز وغيرها ، من عمليات القتل والإرهاب والتشريد والتجويع , ولاتزال المنظمات الحقوقية المحلية والدولية تغض الطرف عن الحديث عنها، وبالذات المنظمات المحلية ، خوفاً من قمع تحالف التمرد ، وملاحقته للعاملين في المجال الحقوقي ، إذ لايزال يقبع العشرات من الناشطين الحقوقين في سجون المتمردين ، والبعض منهم يتعرض للتعذيب بمجرد أنهم فكروا في تنظيم قافلة لمياه الشرب لمدينة تعز المحاصرة من قبل تحالف التمرد. وبالعودة إلى قضية مقتل الطفل فريد , والتي اشتهرت بعبارة لا تقبروناش ، يحاول تحالف التمرد دفن هذه القضية باشعال حريق أخر وجريمة اخرى ، يكون اثرها على الراي العام اخف حدة من قضية الطفل فريد . "لاتقبروناش"؛ جملة شكلت بالنسبة لتحالف التمرد كابوساً مخيفاً ، خوفاً من ان تفتح هذه الجملة ملف الإنتهاكات التي ارتكبها تحالف عفاش الحوثي ، وهي الجملة التي كان يتحدث بها الطفل فريد, اثناء استخراج شظايا من راسه اصيب ، بها في قصف لتحالف التمرد لتعز ، وتوفى على اثرها هذه الجريمة ، ونتيجة الصدى الحقوقي والإعلامي التي سببته هذه القضية ، يحاول تحالف عفاش الحوثي دفنها كما دفنوا جرائمهم السابقة . اما التطوارت على الجانب الميداني فقد حققت المقاومة تقدما ملحوظاً، في اكثر من جبهة ، هذا التقدم يعتقد تحالف التمرد انه ليس في صالحه ، وان والتطورات الميدانية لصالح المقاومة والجيش الوطني في مارب ستضعف من موقفه في حوار جنيف المزمع عقده نهاية الشهر الجاري ، ولهذا لجأ تحالف الحوثي عفاش إلى سفك المزيد من الدماء ، معتقدا بانه ومن خلال هذه المذبحة ودماء الأبرياء سيقوي موقفه التفاوضي، ويريد ايصال رسائل بأنه لا يزال قادراً على سفك المزيد من الدماء التي تمكنه من تحقيق المزيد من المكاسب عبر طاولة المفاوضات التي يعتمد فيهاعلى حجم الدماء التي سفكها. اما على الجانب السياسي فقد جاءت الجريمة في الوقت الذي عقدت قيادة المؤتمر الشعبي العام في الرياض اجتماعاً موسعاً , وقررت عزل الرئيس السابق من رئاسة الحزب ، وارتكاب هذه المذبحة في تعز جعلت الرأي العام يركز على المذبحة وضحاياها بدلاً من التركيز والحديث حول عزل المخلوع ومستقبله السياسي ومستقبل المؤتمر الشعبي العام بعد هذا القرار . اعتقد ان تنازع شرعية قيادة الحزب ستستمر، مادام المتمردين مسيطرين على صنعاء ، وان سلطة هادي على الحزب ستكون في المناطق المحررة ، وستنتهي سلطة صالح على الحزب بتحرير العاصمة صنعاء من هيمنة الميلشيا .