على المفكرين والمتحمسين والشباب من السنة والشيعة ان يخرجوا من التناولات التاريخية التي تجذر الخلافات وتفتح باب التعصب والانتماء المذهبي. وينتقلوا الى الجامع المشترك وهو الاسلام, وتعاليمه المتفق عليها. لم يكن ابوبكر سنياً، ولم يكن علي شيعياً، ولم ينتم الحسين الى مذهب الزيدية او الامامية، ولا انتسب عمر بن الخطاب الى المذهب الحنبلي او الشافعي. ولا نعرف ان احدا من اولئك انتمى لغير الاسلام, والاسلام فقط. ان استجرار مسائل مثل (من احق بالخلافة والامامة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام) ومثل (من افضل الناس بعد الانبياء) واستتذكار الحديث المتكرر عن المعارك التي حصلت تلك الايام بين بعض اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، مثل علي وطلحة والزبير ومن بعدهم, هو امر لا كبير فائدة منه, بل مفتتح باب خلافات وشرور. ولنتأمل قول الله عز وجل (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤوف رحيم).