تُنسب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي عاش في الفترة ما بين 80ه حتى 122ه. لقد قام شيعة الكوفة بتحريض الإمام زيد للخروج ضد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهما، بل يترضى عنهما، لذا اضطر لمقابلة جيش الأمويين بالقلة التي ثبتت معه وهم بضعة مئات فأصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته. ثم دخلت الزيدية إلى اليمن على يد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم (245298ه) وتولى الإمامة في اليمن لذا يطلق على الزيدية أحيانًا باسم الهادوية نسبة إليه. تناوب الأئمة الزيود على حكم اليمن منذ ذلك التاريخ حتى كان آخر ظهور لهم في عهد الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين الذي انتزاع السلطة من الأتراك عام 1917م وأسس دولة زيدية استمرت حتى سبتمبر عام 1962م حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الأئمة بطرد الإمام البدر وبقية سيوف الإسلام إلا أن اليمن تعتبر هي معقل الزيدية في العالم. الشيعة تطلق الآن بشكل عام على المذهب الاثني عشري لأنه أكبر الطوائف الشيعية, وتعد الزيدية أقلية يمنية محسوبة على الشيعة لأسباب عديدة منها: أن مؤسسها من آل البيت وهو الإمام زيد لأن الإمام زيد تلقى العلم والرواية عن أخيه الأكبر محمد الباقر الذي يعد أحد الأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية يؤمنون بالعصمة في الأئمة الثلاثة فقط وهم علي بن أبي طالب وولديه الحسن والحسين أنهم يتفقون مع بقية الشيعة في الأئمة الخمسة الأوائل وهم علي بن أبي طالب وولديه الحسن والحسين, والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب( الحسن المثنى ), والخامس زيد بن علي الذي تنسب إليه الزيدية. ولهذا السبب يطلق عليهم أحيانًا بالمخمسة, ويطلق على الإسماعيليين بالسبعية لأنهم يؤمنون بوجود سبعة أئمة معصومين, بينما الاثني عشرية يؤمنون بوجود اثنى عشر إمامًا معصومًا يعتقدون أحقية علي بن أبي طالب بخلافة النبي يجيزون الخلافة في نسل علي يرددون حي على خير العمل في الأذان يسربلون في الصلاة يقرأون سورة الإخلاص في الركعة الثانية من كل صلاة أما الأسباب التي تجعلهم أقرب إلى مذاهب السنة نذكر منها ما يلي: يقرون خلافة الخلفاء الثلاثة ( أبي بكر وعمر وعثمان ) ولا يكفرونهم لا يكرهون عائشة ولا يقذفونها لا يختلفون في الأصول والفقه عن بقية مذاهب السنة لا يعارضون الصلاة خلف إمام من السنة لا يقرون مبدأ التقية لا يُبيحون زواج المتعة يجوز لديهم وجود أكثر من إمام في وقت واحد وبهذا نجد أن المذهب الزيدي يتفق مع بقية المذاهب الشيعية فقط في بعض الشكليات وبعض الجوانب الظاهرية أما في العقيدة والأصول والفكر والفقه وسلامة الباطن فيتفقون مع مذاهب السنة الأربعة الشافعي والمالكي والحنفي والحنبلي مع ملاحظة وجود بعض الفوارق الاجتهادية الفرعية لذا من الإجحاف إدراج هذا المذهب ضمن المعسكر الشيعي بل يجب تصنيفه ليكون أول مذاهب أهل السنة.