بدأت قيادات الحراك الجنوبي تفصفح عن نوايا في في تشطير البلاد مستغلة الدعم الذي تتلقاه من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. ويقول احد قادة الحراك ان الشمال دولة محتلة وان المقاومة مدعومة بقوات التحالف انخرطت في صد الاحتلال الشمالي، مشيرا الى ان الحرب الحالية خدمت الجنوب وأثبتت فشل خيار الوحدة. وفي السياق أكد القيادي في «الحراك الجنوبي» المحامي يحيى غالب الشعيبي أن «عاصفة الحزم» لم تكن في الأساس حربا لتحرير جنوباليمن واستعادة دولته بل كانت حرباً لدرء أخطار قادمة على المنطقة، مؤكداً أن المقاومة الشعبية الجنوبية شاركت في تلك الحرب بقوة واقتدار وتمكنت من استعادة السيطرة على المناطق المحررة وتسليم إدارتها لأبناء الجنوب والسلطات المحلية السابقة التي تقع عليها المسؤولية الكبرى بشأن قضية الجنوب. واعتبر ذلك رسالة تطمين بأن المقاومة لا تبحث عن سلطة وإنما عن وطن، مشيراً إلى أهمية ما حدث في المناطق المحررة لجهة إخراج وحدات الجيش وأجهزة «الاحتلال الشمالي» التي ارتكبت جرائم بحق أبناء الجنوب لأكثر من 20 عاماً. وقال الشعيبي في تصريح خاص ل «السياسة» إن «جانبا سياسيا هاماً تحقق لأبناء الجنوب يتمثل في أن هدف «عاصفة الحزم» لدول التحالف يتوافق مع ما كان يطرحه «الحراك الجنوبي» في وثائقه وخطاباته وأدبياته بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومنظومة الشمال العسكرية يشكلان خطراً محدقاً على أبناء الجنوب وعلى دول المنطقة، وهذا الأمر لم توله دول الإقليم والعالم اهتماما في الوقت السابق حتى اتضح لها ذلك أخيراً». وأكد أن الحرب الأخيرة التي دارت رحاها بين المقاومة الشعبية الجنوبية وبين قوات صالح وميليشيات الحوثي كانت حرباً بين الشمال والجنوب، و»هذا إثبات على صحة ما كان يطرحه الحراك الجنوبي منذ العام 1994 بأن الشمال محتل للجنوب، فكل الألوية العسكرية التي تحركت من صنعاء ومن تعز ومن البيضاء كانت باتجاه الجنوب لاجتياحه من جديد والاستيلاء على ثرواته، والمقاومة التي تصدت لها كانت مقاومة جنوبية خالصة بالمشاركة مع دول التحالف».