تبدو سقطرى – الجزيرة الناجية من اعصار تشابالا، كفتاة مغتصبة مرمية في قارعة الطريق مجردة من كل مقوماتها، منتوفة الريش ملقاة بغجرية وأناسها مشردين بلا مأوى. خرجت سقطرى من حضن تشابلا ولسان حالها يقول كان لي هنا ميناء , فتدمر كاملاً .. كانت هنا أشجار نخيل وأقتلعت منها نحو مساحة 500 متر مربع . تواصل الكاتبة سعاد علوي تصوير ما جرى للجزيرة اليمنية اثر اعصار تشابالا المدمر. وتقول ان سقطرى خرجت من هذا الاعصار المدمر ولسان حالها تقول: كانت لدينا ثروة حيوانية أنفقت كلها .. جرف جثثها سيل أمطار تشابالا الذي لم يرحم .. وتواصل الكاتبة وكانها ترثي سقطرى بعد الاعصار المدمر بالقول: إجتاحها أعصار تشابالا بعد أن إستباح جمالها وعذريتها فساد لم تشهد له مثيل طوال تاريخها البشري .. فوجدها منهكة تعبة .. بائسة تشكو فقراً وعتباً على من هم ينتسبون لها ولموطنها فباعوها مقابل ريالات ليست بذي ذكر في عالم المال .. سقطرى الجريحة لم يقصفها مدفع ولم تطئ أرضها مدرعة .. لكن صوب إلى صدرها رشاش وحامت فوقها طائرات من الطامعين الغاشمين ساعدهم ثلة من المتخاذلين الفاسدين المنتمين لأحزاب الإهانة اليمنية على مر عقود من الزمان فأعطت سقطرى ولم تبخل .. ولكنها لم تنل من وراء ذلك العطاء غير رنة الإهمال الذي إنتهجه المحتل اليمني وبسطه في كل أرض الجنوب العربي الذي هي منه وهو منها ,, وتهدمت مئات المنازل في سقطرى جرى الاعصار منها مايقارب المئتان منزلا ساواها الاعصار بالأرض .. وصار الناس بلا مأوى .. القوارب و مكائن الصيد في سقطرى وعبد الكوري أغرقها الاعصار المدمر بمافيها من حمولة الصيد وحطمها كليا وهو في طريقه فيضان البحر الذي هاج لمرور رياح تشابالا الغاضب .. ولم ينسى ان يلف في دورانه سفينة هندية قادمة من الصومال وعلى متنها حمولة 500 طن من البضائع لم يجدوا غير حطامها على صخور مرسى شوعب في مديرية قلنسية .. وتشير احصائية لاضرار الاعصار بجزيرة عبدالكوري الى تحطم (5) سفن مع حمولتها من الأسماك التي تصل ألى (22_25طن) كلها للمواطنين ، وتهدم (15) منزلاً كاملاً، وغرق (30) ماكينة قوارب صيد و(6) قوارب، وتحطم سفينة هندية بمن فيها ومافيها من حمولة تزن (500 طن). فيما تمثلت الاضرار بجزيرة سقطرى في تدمير ميناء سقطرى بالكامل، وتدمير (4) محطات (سنترال ) إتصالات، ونفوق ثروة حيوانية من أغنام وأبقار وإبل بالكامل وجرفها السيل، وإقتلاع حوالي 500 متر مربع من اشجار النخيل المزروع يملكه مواطنين سقطرى، و غرق العديد من سيارات المواطنين. وتشير الاحصائية التي اعدتها الكاتبة باعلوي مع الناشط الحقوقي السقطري عبدالكريم قبلان، الى تهدم مئات المنازل جزئياً و(180 ) منزلاً تهدم كلياً خصوصاً الواقعة على السواحل، نزوح السكان من منازلهم إلى المدارس ومباني كليتي التربية والمجتمع . ومازالت مساكن المواطنين تتهدم متأثرة بما مر بها وأغرقتها مياه السيول..