قال الباحث السياسي تورنيك جوردادز، إن روسيا شددت من لهجتها تجاه تركيا لأنها وجدت نفسها مرغمة على اتخاذ رد الفعل هذا، منوها إلى نقاط القوة لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعطيه أفضلية على نظيره الروس فلاديمير بوتين. وأكد في تحليل نشر في صحيفة "لاكرو" الفرنسية الصادرة اليوم أن بوتين ليس ندا لأردوغان ولن يصمد طويلا أمامه. وأشار جوردادز إلى أن نظام بوتين تلقى صفعة قوية جراء إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية، لأنه أوهم شعبه بأن بلادهم باتت إحدى القوى العسكرية العالمية القادرة عن التدخل في أي مكان في العالم شأنها فى ذلك شأن الولاياتالمتحدة مستغلاً ضعف الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما وذلك لدفع هذا الشعب للتغاضى عن الأزمات الداخلية التى تواجهه البلاد، كما نقل موقع "البشير". وأضاف الباحث أن الرئيس الروسي بعد تعرضه لنكسة حقيقية عقب إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا، لم يكن بوسعه أن يظل صامتاً واختار طريق العقوبات الاقتصادية لكن هذا النهج الذي يسير عليه لن يستمر طويلاً، لأن بلاده تعاني بالفعل من العقوبات الأوروبية المفروضة عليها، ناهيك عن أن حجم التجارة بين البلدين يعد كبيرا، فتركيا تستورد الغاز الطبيعي الروسى، فيما تستورد روسيا المنتجات الأولية التركية. ونوه جورداز إلى أن تركيا يمكنها الاستغناء عن الغاز الطبيعي الروسي، لأنها محاطة بعدد من الدول التي يمكن أن تمدها بالغاز في الوقت الذي تحتاج فيه موسكو إلى ايجاد مشترين لغازها في ظل رغبة أوروبا في تقليل اعتمادها على روسيا في مسألة الغاز. واختتم الباحث باتأكيد على أن أردوغان وبوتين في الأساس هما زعيمان متشابهان في الكثير من النقاط، وهذا ما يوضح أن الصراع قد يتصاعد بينهما، لأن بوتين وجد نفسه لأول مرة أمام زعيم يجيد التعامل معه بنفس طريقته، لكن على الرئيس الروسي أن يتذكر دائماً أن تركيا هي عضو في الناتو، فضلا عن أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها التخلي عن الأتراك.