على الرغم من الحذر الذي تنتهجه جماعة الحوثي في مداراة دلائل وقرائن الفساد لدى مسؤليها وقياداتها الا ان صفقات النهب والاختلاس غالبا ما تظهر بفعل صراع الأقطاب داخل الجماعة.. ولعل قضية شركة صافر ليست الاولى ولن تكون الاخيرة؛ بعد فضح نهب بعض قيادات الجماعة مبلغ 150 مليون ريال من حساب شركة صافر النفطية بأسم دعم المجهود الحربي . مصادر مطلعة افادت في هذا الصدد أن نائب رئيس هيئة الاركان والقيادي الحوثي زكريا الشامي اثار القضية وطالب بفتح تحقيق عن مصير تلك المبالغ زاعما عدم استلام اي مبلغ من الشركة فيما تؤكد مصاجر مطلعة ان قيادات في الجماعة استولت على المبلغ . وتشير اتهامات اخرى الى ان قيادات اتفقت مع مدير عام الشركة المعين من الحوثيين أمين زبارة لسحب المبلغ وتقاسمه وان الاخير قام باخفاء الاوراق الرسمية الخاصة بالصرف خوفا من تسربها لوسائل الاعلام . واوضحت المصادر ان زبارة صرف 150 مليون ريال لجمعية وهمية اسمها "مودة" باعتبار انها مسؤولة عن تزويد العسكريين الحوثيين بالغذاء والسلاح، خصوصا على جبهة تعز والحدود مع السعودية. وكانت مصادر صحفية وحقوقية قد كشفت في وقت سابق عن فساد بملايين الدولارات هربها المدعو زبارة خارج اليمن، ما حدا باللجنة الثورية بتشكيل لجنة اشترطت على زباره العودة الى اليمن لوقف التحقيق ولعب دور الوسيط بين مكتب النفط لدى اللجنة الثورية وبين بحاح قبل ان يقال ووزير النفط المعين من قبل هادي الذي اوقف الحوثيون ملاحقته قضائيا وصرفوا مستحقاته مقابل تسهيل مهامهم. وكشف المحامي الكبير ايمن مجلي المسؤول القانوني للشركة ان زباره ومعه عدد من الحوثيين المعينين في الشركة قاموا بنهب ملايين الدولارات تحت مسميات ومبررات دعم المجهود الحربي، مؤكدا ان الشركة عجزت للشهر الثاني عن دفع رواتب موظفيها وبات حتما اعلان فشلها قريبا. وكشفت مصادر ان الصفقه بين زبارة والحوثيين تقضي بادارة زباره ملف تهريب النفط والسوق السوداء ليستغل علاقته بنائب الرئيس السابق بحاح ووزير النفط، مقابل كف الخطاب عن ملاحقته عن الملايين التي اختفت. وتبين الوثيقة رسالة مباشرة من زبارة المعين مديرا من قبل الحوثيين لبحاح يطلب منه عرقلة استخدام مطار صافر في عمليات التحالف، وهي القضية التي طلب منه الحوثيون ادارتها وتزويدهم بكافة المعلومات والاحداثيات لقصف المطار ان عجز بحاح عن ايقافه، وهو ما حصل. ومنذ اشهر تحول منزل زبارة في شارع حدة الى غرفة عمليات حوثية تقضي بادارة ثلاث ملفات رئيسية وهي دعم المجهود الحربي من الشركات النفطية، واجراء تغييرات ادارية واسعة في الوزارة، وادارة ملف تهريب النفط والسوق السوداء. ويستقبل الحوثيون في صنعاء يوميا مئات القاطرات من الغاز المنزلي من محافظة مأرب يوميا، ليقوموا بيعه بأسعار مضاعفة دعما لمجهودهم الحربي، كما يستقبلوا مئات البواخر يوميا عبر ميناء الحديدة ويفرضوا اتاوات على التجار، فضلا عن تهريب النفط من السعودية عبر تجار لهم علاقة بسماسرة في مكتب هادي. يذكر ان موظفي شركة صافر يعيشون اوضاعا صعبة نظرا لوقف صرف رواتبهم، وقد قاموا بعدة عمليات احتجاجية مهددين بوقف انتاج الغاز المنزلي كليا.