نسمع والصوت بدا واضحا الكثير من الابواق الناعقة التي كانت في وقت من الاوقات صامتة طالما "الجيب مليان".. نسمعها تصرخ وتشتغيث وتستجدي "المال الغربي والعربي" وتصف هذه الازمة المالية بالمؤامرة على السلطة الفلسطينية وعلى القيادة الفلسطينية لاخضاعها !! وأقول لكل هؤلاء.. لعبدة الدرهم والدولار لم يتأمر عليكم أحد ! في البداية أنتم الذين رهنتم انفسكم وارادتكم وضمائركم للمشروع الاميركي وتحالفتم مع الشيطان وقبلتم بكل مبادرة اميركية وكل قرار وكل مشروع وكل ملاحظة تأتيكم من البيت الأبيض وراهنتم على الموقف الاميركي لسنوات طويلة مع علمكم ان الموقف الاميركي منحاز ومشارك ومتواطئ على القضية الفلسطينية وشعبها. مؤتمرات عديدة وبأسماء مختلفة ومتنوعة برعاية "الراعي الاميركي" كنتم أول المتسابقين لحضورها وقبولها دون تردد مع علمكم ان هذه المؤتمرات والاجتماعات ماهي الا "مسلسل جديد" من مسلسلات تصفية القضية الفلسطينية. رهنتم مشروعكم اللاوطني وقضيتكم للإدارة الاميركية وللدول المانحة وكنتم تعلمون ان هذه الاموال مقيدة بشروط ضارة وغير نافعة لشعبكم ولقضيتكم. لماذا تبكون !! هذه نتيجة اعمالكم ولاتتوقعون ان روسيا والصين ومجموعة البريكس ستفرش لكم البساط الأحمر وتغدق عليكم الاموال لانقاذكم انتم!! وليس قضيتكم، لانها تعرف من أنتم !! ولماذا جئتم الان وفي هذا الوقت بالذات؟ من يريد ان يقيم تحالفات لا يقيمها بهذا الشكل المكشوف وهذا يدل على عجز في الرؤية السياسية، وعجز في العلاقات الدولية الخارجية وكيفية تعاطيكم مع ادواتها السياسية. أنتم تبحثون عن حليف ؟ بما أن الحليف الاستراتيجي قد خذلكم وادار لكم ظهره !! إلا أنه يجب مراعاة نقطة مهمة في سياسة التحالف أن لا تلجأ الدول إلى البحث عن أي حليف بأي من لأن هذا الأمر قد يعرضها إلى الابتزاز السياسي والاقتصادي، فكما قال ميكيافيلي: أن الدول التي تعرض صداقتها على الآخرين تعمل على خفض قيمة الصداقة!! الازمة المالية سببها انتم؟ نعم الفساد الذي استشرى في مؤسسات السلطة الفلسطينية والتقارير السنوية بينت واشارت الى حجم هذا الفساد الهائل والضخم والفساد يهدم ولايبني!! ربط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الصهيوني واتفاقية باريس والسلام الاقتصادي كانت خدعة وكذبة كبيرة ولكن الواضح انكم تميلون للخداع وللقائمين عليه! وهذا يدل على عجز في الرؤية الاقتصادية كماعجزتم في الرؤية السياسية. الرؤية السياسية هي رؤية تنموية واضحة وبناء اقتصاد فلسطيني"مقاوم" بعيد عن التبعية. واما الاقتصاد الفلسطيني المستقل لن يتحقق في ظل الاحتلال ولذلك اشرت الى الاقتصاد "المقاوم". لم يتأمر عليكم أحد بل أنتم تأمرتم على انفسكم بسلطة وهمية هزيلة تتنافسون فيما بينكم فيها وعليها.. وأما بخصوص الموقف الاميركي والصهيوني فهل جئتم بجديد؟ الطفل الصغير من طنجة الى جاكرتا يعلم من هي اميركا وماهي سياساتها ويدرك حجم المؤامرات الاميركية الصهيونية منذ زمن. ولكن ماذا عنكم انتم!! هل اكتشفتم فجأة بأن اميركا هي عدو وليس صديق؟ الحل ارجعوا الى شعبكم فهو الوحيد الذي سينقذكم من كل الازمات الاقتصادية والسياسية ولاتراهنوا على الحصان الخاسر. ملاحظة هذه الابواق التي نسمعها الان ماذا لو أن اميركا قررت منحكم معونة اقتصادية جديدة؟! بالتأكيد سنسمع الاشعار والقصائد وعبارات التملق والنفاق والرياء والكذب (شر البلية مايضحك). "سياسة الجيب المليان" تميلون ترتفعون بارتفاع الدولار وتهبطون بهبوط الدولار كفاكم نفاقا ودجلا وخداعا للشعب الفلسطيني..