الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو مستقبل إقليمي مزدهر
نشر في 26 سبتمبر يوم 04 - 04 - 2007

تضمن مقال سابق لنا فقرة لفالح عبد الجبار قال فيها بأن " ما ترتب عن زيادة تبعية الإقتصاديات العربية للإقتصادات الغربية والإقتصاد الأمريكي كان إصابة تلك الاقتصاديات التابعة بتفكك روابطها ببعضها و بذلك ضعفت الميول الوحدوية وبرزت النزعة القطرية، فبات التطور الرأسمالي التابع في مأزق قابله إندماجا بنيويا لتلك الاقتصادات مع إقتصادات العالم. لعل التكتل الخليجي هو الإقتصادات العربية التابعة "، لكن من وجهة نظرنا يعد ذلك حكما ظلوما، بتجاهلنا ما يحدث من تغيير في ثقافة الإستثمار التي تكتسبها مجتمعات الخليج والجزيرة حاليا ،وهي سياسات تعبر عن مناهج ينتهجها البعض في مقدمتهم رواد الاستثمار المخطط الملك عبد الله في الممكة العربية السعودية وفي الخليج سمو أمير الإستثمارات العربية في دبي "شيخها محمد بن راشد المكتوم".
التبعية ليست ضررا والسراق هم أدوات ضعف الوحدة:
يرد على الأستاذ فالح عبد الجباربالقول بأنه: لا ضير بتبعية مهما كان شكلها إذا كانت ستستفيد معرفيا وتقنيا وماديا كما كان وما زال حال تايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وان كانت تجاربنا دوما وللأسف تتجه معرفيا نحو الجنوب .
أما من حيث تفكك الروابط وضعف الميول الوحدوية وبروز النزعة القطرية كما رصدها الأستاذ فالح يمكن القول بأن نهضة صناعية كبيرة وأسواق مالية وخدمات بنيوية وتجارية في عموم إقليم الخليج يمكن أن تقلل من ضعف الروابط الوحدوية، وتخفف من نزعات القطرية التي تعد القبيلة والعشيرة أساس استمرارها فتصبح المصالح هي الغالبة ، فحين يتحول ابن القبيلة الى مستثمر تتفوق مصالحه على الروابط والعصبيات العتيدة ويبدأ بتغليب العقل والمنطق ويبحث عن الدولة" النظيفة اليد" لحماية مصالحه.
إن ما يضعف الوحدة بين أبناء شعب واحد ليس إلا سراق الأموال في أي بلد، وتمترسهم لابتزاز ثروات الأوطان وتمزيق أوصال الأمة.
فيدرالية زايد بن سلطان ليست فيدرالية تآمرية:
أما الإمارات فهي نموذج لفدرلة عروبية صادقة (وليست فيدرالية تآمرية كما كان يخطط لها هنا في اليمن )، ولا هي سطوة على مال الأمة وإهدارها "بعزقتها" في الإنفاق على الأهواء والإغواء في السراء والضراء، فهي وحدة لإمارات ووحدة مصالح عشائر بأكملها،(وليس كوحدة عشائر مترابطة ضد أحلام وأماني الأمة بأسرها)، فعشائر الإمارات حبذت ضوابط المدنية وتخلت عن عنجهيات وفشر الماضي ومضيعة الاعتداد بالعشيرة. فمن خلال دبي وبقية الإمارات الأخرى تبرز تعبيرات عن قوة الروابط فيما بينها لا ضعفها، وعلى روائح أموال النفط الغزيرة تتفكك "تتناصل باليمني" القبلية تفوقت مصالح الكيانات الاقتصادية الناشئة على الارتباطات التقليدية، التي بدأت اليوم تبدو ضربا من ماض، فقد ترك الراحل الشيخ الجليل زايد بن سلطان تقليدا راسخا للتعامل بين الإمارات كلها استبعد تأثير أو هيمنة الغنى والثراء في إمارة غنية على شقيقات أقل ثراءً من ثراء إمارته، وجعل الإمارات تتنافس فيما بينها لصالحها كلها وتنصهر في بعضها وتتصاهر وتمتد الصهارة إلى خارج نطاق العشيرة والإقليم.
الملك عبد الله إنسان متحرّر من الجمود ومن العصبية وهو ضد الفساد والمفسدين في بلاده:
والمملكة العربية السعودية باتت منتجاتها المختلفة تغطي أسواق الخليج والجزيرة والشرق الأوسط وتغزو أوروبا وآسيا والولايات المتحدة وتنافس في تلك الأسواق ومن يخلو منزله اليوم من منتجات المملكة ذات المواصفات العالية اذ ترى تلك المنتجات الغذائية في فترينات كل بقالة، وتجد الصناعات البلاستيكية ومستلزمات البناء ومنتجات بترولية مختلفة بمواصفات دولية.
اليوم يحدث النجل العاشر للملك عبد العزيز تغييرا في علاقة الحاكم بالمحكوم ويسعى إلى تغليب سلطة القانون على الحسب والنسب والمحيط الوظيفي وعلى العصبيات، ويقدم أنموذجا كبيرا لانتصار فكر والده الملك الراحل عبد العزيز في توحيد عشائر وأصقاع وإنهاء لنزعاتها ونزاعاتها وما يتبع تلك النزعات من شرور.
ما يقوله الآخرون عن الملك عبد الله بن عبد العزيز أنه (إنسان متحرّر من الجمود، ومن العصبيّة، وفيا كلّ الوفاء للصّداقات والعلاقات؛ فلم يُعرَف عنه، في حياته كلّها، أنّه غدر صديقاً، أو نقض عهداً، فهو رجل وعيٍ سياسيٍّ، والتزام خلقيّ. يؤمن بالحوار، بل يسعى إليه، ويجاهد من أجله، يؤمن كلّ الإيمان بأنّه لن يتحقّق السلام على الأرض، إلا حين تتجاوز به مفاهيمه كلّ حدود الزمان والمكان . الناس عنده في الحق، سواسية؛ فلا يناصر باطلاً، ولا يتعصّب لقوميّته . من فضائله، أنّه حسّاس جدّاً أمام دموع الضّعيف والمظلوم، مناصر للعدالة، شفوق رحيم بكلّ البائسين، تعقد أمّته آمالها عليه بناء على ما تعتقد أنّها تفهمه منه، ومن سلوكه، ويقينها بالتزامه بنظافة هذا السّلوك..انتهى الاقتباس ).
فعلا هذا الرجل أظهر للدنيا بسرعة أنه ضد الفساد والمفسدين رغم ما قد يسبب له من إحراجات وأنه يبني دولة نظام وقانون ليطوق الفقر في اقتصاد ثري وليزيح الحجج الواهية للتعالي والاستسياد غير المبرر على بني شعبه، وأبرز قوميته وشفقته نحو الفلسطينيين ودمائهم أكثر من القيادات الفلسطينية نفسها، وأبدى موقفا تجاه ما يجري في لبنان حيث بعض اللبنانيين المتمترسين خلف طوائفهم ومصالحهم وأنانيتهم يستعينون بأمريكا وإسرائيل الخ لفرض سياساتها على لبنان وجواره العصي عليهم.
تقول عنه الكتابات المحايدة أنه، أي عبد الله بن عبد العزيز، ( ظل يؤدي أدواراً عظيمة على المستويين العربي والاسلامي , داعياً إلى وحدة الصف , والالتقاء حول مبدأ وحدة الهدف والمصير , بوصف الاسلام رابطاً قوياُ يذيب مابين الأمة العربية والاسلامية من فوارق , كما ظل داعية للسلام الدولي , من منطلق إنسانية رسالة الاسلام الذي غايته إسعاد البشرية متجاوزاً ما بين الأمم والشعوب من اختلاف .. انتهى الاقتباس ) .وهذا مابرز في قمة الرياض الأخيرة.
دولة قطر التنمية بعد الإعلام الكبير:
بعد بناء بنية إعلامية كبرى في دولة قطر تم الالتحاق بركب التنمية والنهضة، فقطر دولة تنوي اللحاق بسرعة ملحوظة بنموذج بن راشد بن مكتوم كما نعتقد، ونرى أن إعلامها كان سباقا ومنارا تشع منه الكلمة الصادقة ويغطي الأحداث وما يجري من تغيرات في جميع أنحاء المعمورة. وقد إجتذب الإعلام القطري ارقى كوادر الكلمة والثقافة والمعرفة والإعلام من عرب وعجم لتبيان الحقيقة وتعليم الناس كيف يتتلمذوا أمام العلماء من المتحدثين في شتى العلوم ،وأن يتفهموا ما جرى وما يجري من أحداث ومن تقدم ليكونوا صالحين. فما تعرضه فضائيات قطر وما تتحدث عنه بخصوص الغير لم يعتبر تدخلا في شؤونهم بل ألزم قطر شعبا وحكاما أن يكونوا في مستوى ما ينشرونه عن الآخرين.
الفرصة سانحة للتنمية واللحاق بركب الأمم وخطوات جادة للاندماج البنيوي في الاقتصاد العالمي:
هكذا نجد الفرصة سانحة لنا كي نقول ان : كل ما حدث من تغيير في إقليم الخليج والجزيرة يعد انسجاما لضرورة التنمية واللحاق بركب الأمم وخطوات جادة للاندماج البنيوي في الاقتصاد العالمي ،ونحن حقا لا نقدر كم هي المكتسبات التي نشأت ولا ندركها. إذن لا يمكن القول إن النماذج العربية لم تستفد تقنيا ولا تريد كسبا ماديا عبر تبادل متكافئ أو غير متكافئ في تجارة بينية أوفي تجارة دولية مع الغير. كما لايمكن القول انها جندت نفسها كي تظل أسواقا تابعة لا تبادل الآخر شيئا عدا الطاقة في شكلها الخام، كي لا تحشر أنفها ووجدانها في أسرار تقنياته ومفرزاته اللامحدودة من منتجات مختلفة لا نعرف عددها ولا نبالي حتى بحصر مسمياتها.
الكويت النموذج الرائع لشجاعة المستثمرين وجذبهم:
والكويت كانت النموذج الرائع لشجاعة المستثمرين عندما يقررون الإستثمار لدوافع قومية ونزعات عروبية ،كما عمل الراحل أحمد الدعيج عام 1977م باقتحامه أسوار اليمن واستثمار عشرات الملايين من الدولارات في الفندقة والإسكان الخ جاذبا معه إلى اليمن شيخ الاستثمارات السعودية الشيخ صالح كامل ورفيقه الشيخ حسين الحارثي. ولولا ما عانته الكويت من ويلات لما تقاعست عن حمل الراية في مقدمة كل الراغبين في الاستثمار في موئل الآباء والأجداد "اليمن" ، ورغم وجود أصوات نشاز وأبواق فتنة لن تتقاعس الكويت عن استمرار ريادتها في نهجها تجاه اليمن ، وستعيد الأمور إلى نصابها في ظل صاحب التجربة شيخها الكبير الجليل أبو ناصر الذي جدد العهد بالمشاركة في تعمير احد مرافق جزيرة سقطرى.
إن الكويتيون يستحقون قبل غيرهم الثناء والشكر لماضيهم ودورهم السياسي، وهم ممن يتعالون عن طلب إنصاف أوالبحث عمن ينصفهم. ان الرئيس اليمني وشعبه يقدرون ويمتدحون ويثنون، فالتاريخ لا يزوّر دائما وعطاء الكويت كان وما زال للأمم وليس للأفراد..
غيبوبة الأنظمة العربية:
رغم الكتابات وترجمات الكتب التي تعبر في مضامينها عن غياب قومي ووطني عن ملاحقة والتحاق بركب الحضارة، يمكن القول : ظلت الأنظمة العربية كلها في غيبوبة مواقفها ، لا تحسد ولا ترتفع طموحاتها عن استمرار وجودها، فكانت تلك حالة مرضية صارت عصية العلاج وقد أدرك خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضرورة لم الشمل بدعوته القمة العربية في الرياض يوم 28 مارس 2007م تأسيسا لمرحلة جديدة تنعش وجدان الأمة دون تطبيل وتزمير، بل جدية واقتحام صعاب في ظل مؤامرات أمريكية بريطانية من الدرجة الأولى تحاول النيل من كرامة الأمة.
محمد بن راشد يعد أنموذجا لا غنى عن تجربته:
نعود للقول : حفيد مكتوم محمد بن راشد يعتبر أنموذجا رائدا لا غنى عن تجربته التي وإن كانت كبيرة في حشد البنى التحتية ،بناء أسس النظام والقانون وبناء الموانئ والمطارات وشبكة المترو(المتوقع افتتاحها مطلع 2008) والمعمار الحديث والفندقة والمكاتب المرتبطة بأنظمة الإتصالات الحديثة والمحوسب بأجهزة لإدارة تلك المرافق وارتباطاتها المحلية والإقليمية والدولية . فتلك التجربة الشجاعة التي قللت من أهمية صفقات السلاح الضخمة تجعلنا نقتدي بها ليس من حيث مستواها ولا بما دبره بن راشد لها من إمكانات مادية، بل أن نجعل إرادتنا لتكن مسايرة لإرادته وعزيمته في إحداث التغيير.
لم يدعو شيخ دبي أي من المستثمرين أن يأتوا ليستثمروا في دبي ولم يستشر أحدا، بل صار سيد المستشارين فقللت إدارته "ولم تكثر" من الدعوات للمستثمرين الذين يزداد كبرهم وغرورهم عند تلقي الدعوات.
دبي حورية الخليج وياسمينة بين زهوره:
هذا الرجل جعل المستثمرين يقصدون إمارته الصغيرة بعد إن صارت حورية بين كل الإمارات وياسمينة متميزة بين زهور الإمارات والخليج ، المستثمرون يتقزمون أمام واقع عملي يعلمهم كيف يجب أن يكونوا مستثمرين في دبي إن شاؤوا، وكذا في بلدانهم إن فهموا تجربتها واستوعبوها، وبات بن راشد كبير منظري التنمية في جامعة نموذجه التنموي السحري. لقد جعلهم يتقاطرون بسرعة البرق من خلال ما أحدثه من واقع وما صنعه من بيئة جاذبة في شكلها، وفي بنيانها المؤسسي والتشريعي "تشريعاتها القانونية" وفي مقدرتها الأمنية وخدماتها البنيوية ، كما أخلى دبي من ذرائع يتذرع بها المستثمرون وفي مقدمتها الضرائب والرشوة والفساد وغياب الأمن وحرية الإنسان، وقضايا الأراضي الطاردة للمستثمرين.
يقول سمو الشيخ محمد بن راشد في كلمة لشرح ملامح خطة دبي الاستراتيجية لعام 2007- 2015 "لست في حاجة للحديث عن مبادرات الحكومة، فأنتم تعرفونها وتعيشونها، سواء في مجال تطوير وتحديث كفاءة الخدمات الحكومية والأطر المؤسسية والتشريعات والأنظمة، أو في تطوير البنية التحتية، أو في إطلاق المشاريع الإستراتيجية كالمرافق السياحية والعمرانية ومدينتي الإنترنت والإعلام ومركز دبي المالي العالمي والمناطق المتخصصة، وغيرها.انتهي الاقتباس ". كلام جميل وأفعال عظيمة تجاه شعبه .
مكافحة الفساد في رأي بن راشد يتمثل في الشفافية والمساءلة:
محمد بن راشد إن سمع بفساد في إدارته اجتثه وبتره فصار يتحدى أن يقال أن موظفا تجرأ وطلب من مستثمر شراكة مجانية أو غير مجانية "مخفضة الثمن" في استثماراته أو تجارته. ذاك الرجل جعل أنوف رجال إدارته أنوف صقور تنقض على معوقات الإستثمار لا فرائس ووجبات فساد تسيئ إليه وإلى عائلته الحاكمة.
الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة وحكم القانون:
ومما قاله سمو الشيخ محمد بن راشد في شرحه لملامح خطة دبي الإستراتيجية 2007_ 2015م :
إن المبادئ المنصوص عليها في القوانين الدولية بشأن حقوق الإنسان والعلاقات الدولية، هي معايير عالمية واجبة التطبيق في كل دول العالم، كما أن الممارسات المتصلة بالحكم الرشيد والشفافية والمساءلة وحكم القانون، باتت معايير عالمية معتمدة في تصنيف الدول، وتحديد فرصها ومكانتها الاقتصادية والحضارية.
ان الفقرة السابقة من كلمة الشيخ تبين حقا إن الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة وحكم القانون من أسس تمكين الأمم للارتقاء وتبوء مكانة بين الأمم .
ومما قاله الشيخ في مقدمة كتابه (رؤيتي) ما معناه : إن المحيطين بأي قائد سياسي هم الذين يفسدون عهده ويتسببون في تغييب الاستثمارات ويسيئون إلى أوطانهم. ربما لمس الشيخ ذلك من خلال تجربته العتيدة وعليه فهي مقولة لا بد من الاستفادة منها في أي بلد.
لم تقم دبي بتشكيل لجان لمكافحة الفساد
حتى الآن لم تقم دبي بتشكيل لجان لمكافحة الفساد مكتفية بالأجهزة التقليدية للرقابة وبنيات ورقابة بن راشد على شؤونها ورقابة الناس وأقوالهم وصدق ما يدعون، فالأعمال بالنيات .... كما قال سيد البشرية عليه الصلاة والسلام.
تجربة صادقة نتمنى لها الاستقرار في ظل أجواء الأطماع الأمريكية بهيمنة أوسع على نفط الخليج، وفي ظل تهديدات أمريكية وغربية لمن يحاول امتلاك تقنيات المنعة والقوة . لقد ألزم العرب أنفسهم في قمة الرياض أن يقولوا : من حق كل أمة أن تمتلك التقنية النووية لأغراض التقدم والحياة، وعلينا ألا ننجر إلى صفوف الأمريكيين وحلفائهم لمعاداة الساعيين لنهضة في شمال وشرق الخليج، فالأمريكيين وحلفائهم لا يعدلون ولا ينصفون ،لا يرحمون ولا يأسفون، وليس هناك من هو أجرأ منهم في الظلم والإفساد بكل الوسائل " فالغاية عندهم تبرر الوسيلة" كما قال حكيمهم السياسي (مكيافيللي). كثير من الحكام يمتهنون كرامات الشعوب بمساعدة امريكية وغربية ، فالأمريكيين وحلفائهم يستضيفون الأموال المنهوبة من كل بقاع الأرض في خزائن مصارفهم ويضعون لنا معايير مكافحة الفساد، ويدربون الأنظمة كيف تطيل أعمارها مقابل الخضوع لمآرب كيانات ظالمة والاعتراف بها كي تذل المنطقة بما زودت به من قوة وعتاد.
في دبي لا مكان لفاسد يؤذي مستثمرا ويتآمر على حقوقه، فابن راشد يعرف كصحراوي إن الأفاعي لا تلد إلا أفاع قاتلة سامة ، ولا تسمو ولا ترتدع وقد عبر عن تلك الأفاعي في مقدمة كتابه ..
اليمن قيادة وشعبا في انتظار وعود عرب الجزيرة والخليج:
ها هي اليمن قيادة وشعبا في انتظار وعود عرب الجزيرة والخليج تفتح ذراعيها مرحبة بهم وبما سيقدمون عليه ، فاليمن سهلة أمامهم إذا ما أرادوا الاستثمار فيها وستنتزع الأشواك من طرقهم ، فتواجدهم ضرورة ستشكل ضغوطا مساندة لكل من يحب اليمن وستدفع بالأمور إلى الأفضل وستحل الدولة كل المعضلات.لكن على المستثمرين جميعا أن يعزفوا عن التفكير في مشروعات الاتصالات، فاقتصاد اليمن بحاجة إلى مشروعات إنتاجية تستغل الموارد المادية والطاقات البشرية أولا . فالاستثمارات الخليجية لا تستطيع أن تصنع معجزة في أقطارها بما يتوفر لها من أموال إلا باستغلال الطاقات والموارد في وطنها الكبير اليمن كي تستطيع أن تتباهى بانجاز حقيقي. فالزمن الحالي هو زمن الكيانات الكبيرة القادرة على حماية نفسها وثرواتها، فالديكورات تتراخى والمعجزات لا تصنعها رؤوس أموال فقط بل بمزجها بقوى عاملة تحمل نفس الجنسية والهوى وتعيش نفس الأحلام والأماني لتدافع عن تلك المعجزات والا لاستمرت دول الخليج تعاني من المشكلة الديموغرافية وعواقبها المخيفة المروعة. فالعمالة الوافدة من أقطار أجنبية هي تهديد للأمن القومي العربي والأمن الخليجي خاصة.
العمالة الوافدة في دول مجلس التعاون الخليجي, واحدة من أهم المشاكل والتحديات التي تواجه دول المجلس:
(تُعتبر قضية العمالة الوافدة في دول مجلس التعاون الخليجي, واحدة من أهم المشاكل والتحديات التي تواجه دول المجلس، نظراً لارتباطها بقضية التركيبة السكانية, وقضية البطالة, وإعادة هيكلة اقتصادياتها، ولا شك أن لقضية العمالة الوافدة والحالة هذه أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية على دول المنطقة, التي وجدت نفسها كما يرى كثير من المراقبين في مواجهة مشكلة كبرت ككرة الثلج، ناهيك عن أنها تنتمي إلى حِقبة ما قبل العولمة، الأمر الذي يزيد في صعوبات العلاج في ما يُعرَف الآن بعصر العولمة، ويتطلب هذا الواقع في نظر كثير من المحللين أن تُعالَج هذه المشكلة بحكمة وروية, ومنهج علمي يعتمد على التخطيط بعيد المدى، مع تجنب أي انتهاك لمبادئ حقوق الإنسان, أو أي حقوق أساسية تكتسبها هذه العمالة, التي ساهمت في تنمية اقتصاديات دول المنطقة, بصرف النظر عن أي آثار سلبية لوجودها، وهي مسألة يقع علاجها على الدول التي فتحت أبوابها أمام هؤلاء العمال حتى لا تَتَّخذ.. تُتخذ هذه القضية جسراً للتدخل الخارجي, بحجة الدفاع عن حقوقهم.. انتهى الاقتباس.. ).
ومع أن العمالة الوافدة أسهمت في التوسع الضخم للنشاط الاقتصادي, إلا أنها تفرض ضغوطاًَ اقتصادية هائلة على دول الخليج، خصوصاً أن الدخل المحول لهذه العمالة إلى بلدانها يعني في المقابل سحباً من السوق الداخلية، في ما تصل تكلفة العمالة الوافدة إلى عشرين مليار دولار سنوياً, ولمواجهة هذه الظاهرة درست دول الخليج عدداً من الإجراءات أهمها:
• توطين الوظائف أو خلجنتها، ما يعني إحلال العمالة الوطنية محل بعض العمالة الأجنبية.
• إلزام القطاع الخاص بتشغيل سقف معين من العمالة الوطنية.
• الحد من استقدام العمالة الأجنبية، وملاحقة غير المشروع منها وإبعادها عن البلاد.
• رفع كلفة العمالة الوافدة إلى حد يجعل توظيفها غير مجدية لصاحب العمل.
• فرض رسوم على استقدام اليد العاملة الأجنبية، ويجب أن تكون عمالة فنية ماهرة.
ويتعرض عدد من العاملين الوافدين لبعض الانتهاكات من قبل أصحاب العمل, في تجاوزات واضحة لقوانين العمل المعمول بها في دول الخليج، ويُشار هنا إلى أن وزير العمل السعودي غازي القصيبي, أصدر قراراً يمنع جميع أشكال المتاجرة بالأشخاص، وخصوصاً بيع تأشيرات العمل, والحصول على مقابل غير شرعي لتشغيل العامل.
وبمناسبة قدوم المستثمرين إلى صنعاء وترحيب اليمن بهم نختتم بالقول:
دمت عليا موحدا لليمن رائدا لنهضتها ومُرحبا بكل محبيها من المستثمرين ، وقائدا لمسيرة التحول من شتات إلى شعب موحد.
دمت عبد الله مليكا خادما للحرمين وللأمة موحدا لقلوبها فأنت أكثر تواضعا ، دون نياشين ودون هندمة مصطنعة، وليس لك سراة متجولون يجمعون لك الرشا والمال الحرام من السياسة ومن الخدمات المحتكرة .
عشت صباحا أميرا للكويت وأميرا سباقا للاستثمارات العربية في اليمن منذ مطلع السبعينات حين بدأتم عمليات اصطياد الكركند(جراد البحر) والروبيان (القريدس أي الجمبري) عام 1972م-1973م في مياه البحر الأحمر، وقد ضايقكم عتاة الفساد فرحلتم ، ولكنكم عدتم في 5 أكتوبر 1977م فأسستم الشركة اليمنية الكويتية العقارية، وشركة لإنشاء مصنع اسمنت في عمران صدر قرار إنشائها بنفس التاريخ وتم التراجع عنه بعد صدوره (دون إلغاء حتى يومنا هذا) ليصبح المشروع قطاعا عاما من أجل الاستفادة من لحظات التناقص على تجهيزاته وليس من أجل فكرة أو فكر اقتصادي وباتوا ينظرون لخصخصته وتملكه مع بقية مصانع الاسمنت بعد أن دهنوا وجوههم بمراهم العولمة الفاسدة وبقصف يومي لا يتوقف للمعيشة والحياة، فضاقت بهم حيل .. ونتذكر شجاعة رئيس وزراء تلك المرحلة ووزير اقتصاده اللذان كانا على قناعة تامة بتلك المشروعات مما سهل استصدار قرارات انشاء تلك الشركات.
بوركت "بن راشد" وبوركت أعمالك وتجربتك النموذج الصغير"القرية الكونية والسوق الدولية"، وهنيئا لك عقلك المتنور بنور الله ، فرؤساء وزارات عرب للأسف لا يستنيرون إلا بالشياطين والفتن بين الناس، وكثرة المعقلة في وقت يحتاج فيه الناس إلى كل شيئ ولا يحصلون على شيئ سوى الخطب والهرجلة، التي لا تحل أي مشكلة.
فأهلا بكم في صنعاء يا كل المستثمرين من أبناء الخليج وكل العرب، مع وكلنا أمل في ادارة التنمية اليمنية رغم ضعفها وهياكلها،وضعفها أمام القوى المتربصة بكل شيئ ابتداء من مشروعات البنية التحتية التي يخطط الفاسدون لاصطياد جزء كبير من موارده (يخسؤون لا يمكنهم العبث ) وتشويه وتقزيم ، وعلى المستثمرين أن يتحملوا قليل من فسادنا في بعض المرافق " فالفساد له أبناء عم في إقليم الجزيرة والخليج " ولا يمكننا القبول ب (قليل من الفساد كوقود للتنمية)، كما قال مجرب( للأسف صار سابقا أو راحلا لا ندري) .
فإلى مستقبل إقليمي مزدهر وإلا فإعاقة التنمية ليس مستحيلا، فقيمنا الحاضرة تجعل المسألة مقبولة.
* المصادر :
فالح عبد الجبار،معالم العقلانية والخرافة في الفكر السياسي العربي.
http://www.kingabdullah.name/mshari1.htm:
موقع غير رسمي www.kingabdullah.info
• الشبكة السعودية www.the-saudi.net
• موقع عن الملك عبدالله www.king-abdulla-bin-abdulaziz-al-saud
• رؤيتي : كتاب لمحمد بن راشد
• http://www.sheikhmohammed.co.ae/arabic/index.asp
منتهى الرمحي : ملف العمالة الوافدة بالخليج ،برنامج بالمرصاد ،قناةالعربية 22 يوليو2004م ) http://www.alarabiya.net/Articles/2004/07/26/5276.htm
تقرير لبرنامج بالمرصاد : محمد ابو عبيد قناة العربية ، 22 يوليو2004م http://www.alarabiya.net/Articles/2004/07/26/5276.htm


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.