ارتفعت حصيلة ضحايا ارتفاع درجة الحرارة في الجزائر منذ بداية موجة الحر، من 17 إلى 42 شخصا، أغلبهم بولايتي آدرار وبسكرة، وبدرجة أقل الوادي وتمنراست، بينما بلغت مستويات درجات الحرارة في بعض المناطق 57 درجة. وتسبب ذلك في تصاعد الاحتجاجات بعدة ولايات؛ احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب، وهو ما حوّل حياة سكان هذه المناطق إلى جحيم، بحسب تقرير إخباري لصحيفة "الخبر" أمس الاثنين. وحذّر أطباء جزائريون في تقرير، تم إعداده تزامنا مع ارتفاع درجة الحرارة التي تجتاح هذه الأيام مناطق الجنوب، من خطورة الوضع، حيث لاحظوا من خلال الكشوف الطبية التي قاموا بها، ومعاينة جثث الضحايا، أن درجة حرارة أجسام المصابين تفوق على 43 درجة مئوية؛ ما يجعلهم يصارعون الموت. وطالب الأطباء في تقريرهم المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خاصة هذه الأيام التي بلغت درجة الحرارة ذروتها، حيث فاقت على 57 درجة، ويتوقع الأطباء ارتفاع عدد الوفيات خلال شهر رمضان، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وكشف طبيب بمستشفى تيميمون عن أن ضربة الشمس من أشد أشكال الصدمات الحرارية، إذ تصل فيها حرارة الجسم إلى 43.1 درجة مئوية عند الأشخاص الأصحاء، وتودي بحياة المسنين. أما الناجون من ضربات الشمس المحرقة، فقد يتعرضون إلى الانهيار العصبي، وفي هذا الصدد تم الكشف عن 37 حالة انهيار عصبي منذ حلول فصل الصيف. وفي التفاصيل، سجّلت المصالح الصحية بدائرة تيميمون الواقعة على بعد 220 كلم شمال عاصمة الولاية أدرار، تسع وفيات جديدة بفعل ارتفاع درجة الحرارة التي تجتاح المنطقة الشمالية من ولاية آدرار، التي لم يسبق لها مثيل. وسجّلت المؤسسة العمومية الاستشفائية بتيميمون موت تسعة أشخاص، منهم امرأة تعمل بأحد الحقول بقصر تاحتايت (05 كلم جنوب مدينة تيميمون). وذكر ابن الضحية، الذي تحدّث إلى صحيفة «الخبر» الجزائرية ، وهو في حال يرثى لها، أن والدته تعرضت لضربة شمس بعد أن مكثت في أحد الحقول التابعة لأحد الخواص، حيث تقوم بجني محصول التمور أكثر من 5 ساعات كاملة، فمال جسمها إلى التفحم، وأصيبت قبل وفاتها بارتعاش شديد ونزيف دموي حاد عبر الأنف، ثم لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها إلى المستشفى؛ نظرا لتأخر الإسعافات، بسبب بعد المستشفى عن القصر. وبولاية بسكرة، قالت مصادر استشفائية إن مصلحة حفظ الجثث بمستشفى بشير بن ناصر بعاصمة الولاية استقبلت منذ الأربعاء الماضي وإلى غاية أمس الأحد، 15 شخصا لقوا مصرعهم بسبب الحرارة الشديدة التي تجتاح المنطقة منذ عدة أيام، وفاقت على 50 درجة. وأكدت المصادر ذاتها أن جثث الموتى وضعت على الأرض طيلة يومين كاملين، تنتظر موعد التشريح الجنائي؛ نظرا لضيق طاقة استيعاب أدراج ثلاجة حفظ الجثث، التي تتسع لأقل من 4 جثث فقط، رغم وجود إمكانية لمضاعفة طاقتها. وبخصوص حالات الوفيات، أكدت مصادر طبية أن الحالات تتعلق بوفاة مختل عقليا من حي العالية تعوّد المبيت في الشارع، وعجوز من زريبة الوادي، وآخر من حي الحوزة كان في حالة متقدمة من التعفن، ومسن توفي في نزل بوسط المدينة، وآخرين من دوائر أولاد جلال وطولفة وسيدي عقبة، حيث توفوا دون أن ينتبه إليهم ذووهم أو الجيران. وفي خنشلة، توفي صباح الأحد شخص يبلغ من العمر حوالي 45 سنة، أب ل5 أطفال بمستشفى قايس بخنشلة؛ بسبب تعرضه لضربة شمس في أثناء نقل بضاعة من ولاية سطيف نحو ولاية خنشلة، في حين تم إصابة 60 شخصا، من بينهم مسنون وأطفال ومرضى مزمنون. وأرجعت المصالح الاستشفائية هذه الحالات إلى ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها الولاية، خلال الأسبوع الماضي، ووصلت إلى 45 درجة مئوية. وفرضت موجة الحر الشديدة حظر التجول على المواطنين، خاصة المدن الجنوبية على غرار ورقلة، وحاسي مسعود، وتيميمون، وأدرار، وإليزي، والوادي، بعدما وصلت الحرارة في بعض المناطق إلى 57 درجة. وبدت الشوارع شبه خالية في مدن الجنوب من حركة السير والمواطنين في ساعات النهار؛ بسبب موجة الحر الشديدة التي اجتاحت أغلب هذه المدن، وألزمت السكان بعدم ترك منازلهم، خاصة مع التحذيرات من عدم التعرض لأشعة الشمس الحارقة. التي أدخلت حسب الحصيلة المستقاة من مستشفيات المدن الجنوبية أكثر من 70 حالة إصابة بضربات الشمس، منذ ارتفاع درجات الحرارة، أغلبهم من العمال، وعدد من المصابين من الأمراض المزمنة من المسنين والأطفال، أدخلوا إلى المشافي لتلقي العلاج. وأدت موجة الحرارة الشديدة إلى انقطاع الكهرباء عن بعض مناطق الجنوب، مخلفة تذمر وسخط العديد من المواطنين.