أكدت أوساط سياسية أن زيارة أعضاء مجلس الأمن الدولي واجتماعهم بالرئيس هادي والحكومة واللجنة العسكرية ولجنة الحوار الوطني بأنها ستترك تداعيات مختلفة على جميع الأصعدة السياسية، وكذلك العسكرية وستترك أثراً بالغاً في مسار التسوية وإعادة تشكيل عدد من مراكز القوى سواء في شمال الوطن أو في الجنوب. وأكد السياسيون بأن الزيارة منحت الرئيس هادي القدرة على إحراز تقدم في تعزيز قبضته على مسار السلطة المركزية، وكذلك إحداث تقدم ملفت ومؤثر في مسار الصراع في الجنوب بين مكونات الحراك الجنوبي، حيث أحدثت المواقف المعلنة لإعطاء مجلس الأمن متغيراً في معادلة المواجهة بين الرئيس هادي والحراك المتطرف الداعي لما يسمى "فك الارتباط" والمتهم بتلقي الدعم من جهات إيرانية ليجد الحراك المتطرف في الجنوب نفسه أمام متغير لم يكن متوقعاً لدى قياداته بأن مواجهتهم للرئيس هادي هي مواجهة لإرادة المجتمع الدولي وهو الأمر الذي رأى فيه عدد من الدبلوماسيين الأجانب في اليمن بأن هذا المتغير أعاد طموحات السياسيين المتطرفين في الحراك الجنوبي إلى مربع الصفر، خاصة حسب الدبلوماسيين الأجانب بأن هذه المواجهة هي مواجهة جنوبية جنوبية على خلاف ما كان يخطط له القادة السياسيون للحراك. وهنا يجد الكثير من قيادات الحراك أن المعركة السياسية السلمية قد انتهت جولتها الأولى بسقوط ما يسمى خيار فك الارتباط أو دعوة الانفصال والطموح إلى تحقيقه.. غير أن تلك القيادات الحراكية القادرة على التعامل مع ضخامة وثقل المتغير بمرونة سياسية ترى أن ثمة أمل مازال موجوداً يمكن من خلاله إعادة الأوضاع سياسياً إلى ما قبل زيارة أعضاء مجلس الأمن لصنعاء.. وذلك من خلال فشل حكومة الرئيس هادي وسياساته في معالجة المطالب الحقوقية لأبناء المحافظات الجنوبية وتراجع قدرة الدولة في إخراج قانون العدالة الانتقالية وتحويله إلى واقع ملموس مؤثر في مزاج المجتمع المتذمر جراء تردي الخدمات الحكومية التي تقدم له في حياته اليومية وإغلاق جميع منافذ البحث في فرص عمل واستمرار شعوره بالإقصاء حتى في ظل سيطرة الرئيس هادي وقيادات جنوبية مساعدة له على الحكم في اليمن شمالاً وجنوباً. ويرى في هذا السياق حسب تقديرات دبلوماسيين أجانب أن الرئيس هادي يجب عليه أن يتخذ قرارات مفصلية تمكنه من إحداث تقدم وانجازات في عدد من الجهات التي تمثل تهديداً لإنجاح العملية السياسية وللتغلب على حالة الانقسام في هيكل الحكم الذي ينازعه السلطة من خلال مكون الأرضية السياسية التي مازال يفتقدها رغم مرور عام على انتخابه وهي حزب المؤتمر الشعبي العام والذي إن تمكن من السيطرة عليه.. حينها سيتمكن من إحداث شراكة حقيقية مع مكونات العملية السياسية وفي مقدمتها أحزاب المشترك.