لا يعد الإتهام الذي وجهه السفير الأمريكي في اليومين الماضيين للشيخ الزنداني بأنه داعم للإرهاب إلا محض إفتراء ولا أساس من الصحة لذلك الإتهام المجرد من الموضوعية لإفتقاده البراهين والأدلة،ناهيك عن كونه أرقى أنواع الكذب السياسي لما احتوى عليه الاتهام من التضليل الدبلوماسي الممنهج من قبل السفارة الامريكية. لأنه لاجديد فيه كون تلك السياسة ظلت ومنذ فترة طويلة تتقول بالباطل والكذب على الشيخ الزنداني وتلصق به دونما وجه حق فرية الارهاب المزعوم، طيلة عقدين من الزمن. فلقد كانت سفارة واشنطن بصنعاء دائما ما تمارس الشيء ونقيضه ، في آن واحد لأنها مثل الشيطان يأتي للإنسان من غرائزه، لذلك فإنها تخطط لأعمال ارهابية حيث ظلت الدبلوماسية الامريكية مشغولة بالشؤون اليمنية وبالشيخ الزنداني بل وتعتبره أحد أهم قضاياها المحورية في ظل مايجري من ترتيبات مختلفة جعلت من واقع العلاقات اليمنية الامريكية المفترضة وصاية دائمة وهيمنة مطلقة حتى صار سفيرها القادم من وراء البحار والمحيطات يتدخل في الشؤون اليمنية وبشكل سافر، وقد لا يتورع مستقبلاً في ظل صمت مريب من قبل القوى السياسية والحكومة اليمنية ، أن يحدد لطلاب المدارس الابتدائية نوعية النشيد الوطني الذي يتم ترديده في طابور الصباح. لذلك فإن ماقاله ذلك السفير بالنص "نريد أن نذكركم بأن عبدالمجيد الزنداني داعم للإرهاب" إنما يأتي في سياق حملة التضليل القديمة والجديدة وماترافق معها من أطروحات مضللة ، طالما إعتادت السياسية الخارجية الامريكية على تكرارها ضد الشيخ عبدالمجيد الزنداني وهو مايجعلنا نتسائل عن الجديد الذي طرأ على تصريحات السفير الأخيرة ؟ مالم يتمثل ذلك الجديد فيما قاله من ناحية التوقيت الزمني والذي يبدو انه حدده واختاره بعناية ودقه فائقة ، ليطلق مثل تلك الإتهامات ، والقول الافك الذي جاء على لسان جيرالد فيرستاين؟ وما هي الدواعي والمبررات الموجبة لذلك خاصة بالظرف الراهن فضلاً عن الظروف المحيطة به والمناسبة التي جعلته يقول ذلك التصريح . ولكي نفهم أعمق للدوافع الحقيقية والأهداف الخفية لأن زعم السفير "أن عبدالمجيد الزنداني داعم للإرهاب " ليس إلا نفياً للإتهام المباشر وليس إثباتاً له بدليل ، أن التأويل الضمني في الاصطلاح أساس المعنى الحقيقيي المراد منه وهو ما يعكس حقيقة الجهل المركب بكلام السفير المتناقض دونما وعي وإدراك أنه يمتهن الكذب المدروس الذي من السهل اكتشافه. ويمكننا ان نخلص مما سبق إلى استنتاج منطقي لما يهدف إليه السفير الأمريكي من وراء تلك التصريحات متعددة الاهداف والغايات ، حيث أن نجد أن السفير يحرض الشيخ عبدالمجيد الزنداني وبشكل مباشر على ممارسة العنف السياسي لانه بالمقابل من ذلك وفي نفس التصريح وفي ذات السياق يشيد بالحوثيين وبانهم مكون مهم في العملية السياسية اليمنية وكانه يريد أن يقول يا زنداني لا بد أن تمارس العنف وتهاجم عاهم وكشر وحجة، وتقتل الابرياء وتقتحم سفاراتنا بصنعاء، وتحتجز المسافرين، وتفرض عليهم ان يدفعوا الزكاة إليك، وتقتحم المراكز والمقرات، وتقيم نقاط تفتيش، وتمارس الارهاب والعنف بكل صوره وأشكاله، كي نصبح مكون مهم من مكونات العملية السياسية في اليمن. لكن السفير الأمريكي بدى متهربا في تصريحه ذلك، ولم يكن واضحاً على الاقل وفق الأعراف الدبلوماسية، كي يسمي الأشياء بمسمياتها، بل ألصق الارهاب بالزنداني و بذريعة واهية تفتقد للمصداقية مفادها أنه داعم لما يسمى الارهاب، وذلك بغية تحقيق هدف إفشال مؤتمر الحوار الوطني، وهو ما يثير الكثير من القلق مما يخطط له السفير الامريكي تنفيذا لأجندات بلاده، وبالتالي وقد لا تتورع ولا تتردد وكالة المخابرات المركزية الامريكية ال( سي اي ايه ) بالنظر لتنامي نشاطها الملحوظ باليمن، ولا نستبعد ذلك قبل وبعد واثناء إنعقاد مؤتمر الحوار المقرر بتاريخ 18 من الشهر المقبل على القيام بتفجيرات ارهابية، ومن ثم الصاقها بالشيخ الزنداني والمجموعة المسلحة المزعومة، وفقاً لتصريحات السفير الامريكي الذي قال "وليس لدينا تواصل معه " يقصد مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني ، وهو ما يعني في حقيقة الأمر أن السفير يمارس تمويها متعمد ينطوي على الكثير من المتناقضات، خاصة عند تحليل مضمون ذلك التصريح الذي يدخل في إطار الكذب المهني الموجه ضد الشيخ الزنداني، والذي أراد السفير من خلاله توجيه رسالة مشوشة لعدد من الأطراف، في إيحاء ضمني مفاده "لدينا تواصل مع الشيخ الزنداني" وذلك حيث تريد السياسة الخارجية الأمريكية في اليمن أن أن يكون لها تواصل مع الشيخ الزنداني طبقاً للقراءة التحليلية لمضمون ماقاله السفير الامريكي، لانه يريد أن يقول : "نريد أن نذكركم بأن عبدالمجيد الزنداني داعم للإرهاب مادام ليس لديه تواصل معنا" وهو ما يظهر أن السبب المباشر الذي يقف وراء اتهام الشيخ الزنداني بدعم الإرهاب، انما يرجع تحديدا إلى عدم وجود تواصل للشيخ الزنداني مع الامريكيين مما جعلهم يتهمونه انه داعم للإرهاب. وبناءً لذلك الاتهام اللامنطقي أمريكا خاصة عند تحليل ابعاد وخلفيات ماتضمنته تصريحات سفيرها تريد أن تقول:( ما دام انه لا يتواصل معنا ) وبصورة اكثر وضوحاً أي أنه لا يعمل معنا) أسوة بالأولين والآخرين حاضرا وان كان ذلك السفير لم يسمهم وبشكل واضح، إلا انه ألمح ضمنياً انه يتواصل معهم وكأنه يريد ان يقول مؤكداً وبصريح العبارة ان من ليس لدينا تواصل معه لا يتعاون ولا يعمل معنا فإنه داعم للإرهاب حتى اذا لم يعارض الخطر الحقيقي بالتوجه الارهابي المنظم لاعمال السياسة الخارجية الامريكية في اليمن.