أفردت صحيفة السفير اللبنانية مساحة للحديث عن النشاط الافتراضي ليهود سوريا، لتخلص إلى أن معظم يهود سوريا يؤيد نظام الأسد، بل إن بعضهم يمتدح "وده ولطافة تعامله"، واستجابته ل"مطالب اليهود". وقالت الصحيفة إن الرابع من شباط الحالي، شهد استحداث صفحة "يهود سوريا"، ومنذ ذلك الحين، انتسب إليها 988 فرداً، بعضهم مقيم في الولاياتالمتحدة، وبعضهم لا يزال مقيماً في دمشق القديمة، ومنهم من يحمل الجنسيّة الإسرائيلية، ويقيم في فلسطين المحتلّة. كاسين مع الأسد وأوضحت: صورة غلاف "يهود سوريا"، تظهر الحاخام جاك كاسين، رئيس الطائفة اليهوديّة في سوريا الآن، ويظهر في خلفية الصورة رسم للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. وكان كاسين ظهر في العام 2000 وهو "يؤدي الصلاة لراحة نفس الأسد" داخل كنيس أليعازر في حي القشلة، داخل باب توما (دمشق القديمة)، مع مجموعة من المواطنين اليهود الذين رفضوا الالتحاق بدولة الاحتلال. وقالت "السفير" إن هناك إلى جانب هذه الصفحة، مجموعة سمّت نفسها "اليهود السوريون" وقد تمّ إنشاؤها قبل سنة، وتضمّ ما يقارب 200 عضو. اللافت أنّه تمّ تفعيل المجموعة منذ شهر، وبشكل مكثّف، من خلال تنزيل الصور والمقالات، ويشرف على تلك الصفحة "يهود عرب"، إضافة إلى آخرين داخل الكيان الصهيوني. وتورد الصحيفة نقلاً عن إسحق طويل أحد الناشطين في تلك المجموعة، قوله: "قرر يهود سوريا ترك البلاد التي عاشوا فيها على مدار سنوات طويلة، وهجروا كنسهم ومحلات تجارة الذهب والبيوت التي تعطي انطباعاً عن ثراء أصحابها، كانوا بالآلاف وأصبحوا عشرات، رغم المميزات التي تمتعوا بها بعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى الحكم". عشرات فقط ومن بين المعلّقين صحافي إسرائيلي اسمه موشي شمر، يُقدّر عدد اليهود في سوريا بالعشرات، معظمهم يسكن في دمشق القديمة، وقلة قليلة في حلب، ومجموعة كانت في محافظة القامشلي هاجرت بين العامين 1994 و1997 إلى الولاياتالمتحدة. ويضيف "شمر" في مقالة بعنوان "أنا من الشام"، أنّ أوّل "كنيس يهودي في التاريخ واضح المعالم، موجود في دمشق". ويشدّد القيّمون على الصفحة أن "من بقي من أبناء الطائفة في دمشق يعيشون براحة تامة ولا يخجلون الظهور الإعلامي، وأن النظام الحالي لا يقيّدهم وأن الرئيس بشار الأسد يتواصل معهم بكل محبة ويقف عند طلباتهم، على عكس الوضع لدى يهود لبنان الذين يفضلون البقاء في الظلّ". ويعرض بعض الناشطين على الصفحة صوراً لموائد شاميّة قديمة، لاسيما للمأكولات الخاصّة بالطائفة أيام السبت والأعياد الدينية، إضافة إلى صور الأعراس، وصور من دمشق. ويقول طبيب جراحة أعصاب مشهور في العاصمة السورية، يدعى موسى لهب، انّه رفض مغادرة دمشق، في حين أقفل شقيقه يوسف محل الثياب الذي يملكه في القصّاع، وهاجر مع عائلته إلى الولاياتالمتحدة.