دليل على فضائح الاعتداءات الجنسية تحت مراقبة البابا بنديكت السادس عشر. إذا كان تقرير يوم الخميس 21 فبراير في صحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية صادقا، فهذا يعني أن وراء قرار البابا بنديكتوس السادس عشر الأخير بالاستقالة ما هو أكثر إثارة للاهتمام. ويزعم تقرير الصحيفة الإيطالية أنه في وقت قريب من قرار تنحي البابا بنديكت عن منصبه، علم البابا عن فئة من الأساقفة في الفاتيكان من مثليي الجنس (الشواذ)، الذين ربما قد تعرضوا للابتزاز من قبل مجموعة من الرجال يمارسون البغاء في روما. وزعم التسريب الذي نُشر في تقرير من 300 صفحة كتبه ثلاث كرادلة، أن البابا كلف لجنة للتحقيق في الكشف عن وثائق داخلية من قبل كبير الخدم، فيما سُمى بفضيحة "Vatileaks" (وقد رفض ناطق باسم الفاتيكان تأكيد أو نفي ادعاءات صحيفة "لا ريبوبليكا"، وقد تم حفظ التقرير الداخلي للفاتيكان بعيدا في مكان آمن بابوي ليطلع عليه خليفة البابا بنديكت السادس عشر). وبالنظر إلى السياق الوظيفي للبابا بنديكت السادس عشر في الكنيسة الكاثوليكية، فإنه من الصعب أن نفهم لماذا الكشف عن فضيحة جنسية أخرى (وما أكثرها) قد دفعه إلى الاستقالة. لأكثر من عقد، شغل منصب مسؤول الكنيسة للرد على ادعاءات الاعتداءات وسوء المعاملة. ومن العام 1985 حتى انتخابه للبابوية في عام 2005، شغل "بنديكت" منصب رئيس مجمع عقيدة الإيمان، وهي هيئة قوية تابعة الفاتيكان مكلفة بمراقبة عقيدة الكنيسة (أقرب إلى الشرطة الكنسية). في عام 2001، نقل البابا يوحنا بولس الثاني المسؤولية عن التعامل مع الفضائح الجنسية التي تخيم على المؤسسة الكنسية إلى مكتب الكاردينال "جوزيف راتزينغر". وقد تلقى "راتزينغر" عشرات الآلاف من الشكاوى المتعلقة بمخالفات الاعتداء الجنسي على الأطفال من قبل قساوسة كاثوليك. وغاصت تلك الوثاق في كثير من الأحيان في التفاصيل الرهيبة، ويقال إن "راتزينغر" تضرر بشدة من هذه التجربة وباعتباره عالما دينيا ورئيس مجمع عقيدة الإيمان، اكتسب "بنديكت" لقبا ليس كثير الإغراء "God'sRottweiler"، لتفسيراته الصارمة للعقيدة وإنفاذه الصارم لقواعد الكنيسة. في ممارسته العملية، كثيرا ما فضل –في منصب كاردينال أو البابا بعدها- مواجهة الكهنة المفترسين وراء الأبواب المغلقة حماية لسمعة الكنيسة على حساب المساءلة العامة.