منحت جامعة ماربورغ الالمانية الباحث اليمني هائل سعد حسن الضبيبي، درجة الماجستير عن رسالته الموسومة ب " تداخل النصوص والثقافات في الوصف الأدبي الحديث للشعوب وانعكاسه في أعمال ادبية عن اليمن للكاتب الالماني ميشائيل روس". وأشاد رئيس قسم الأدب الألماني في جامعة ماربورغ رئيس لجنة الإشراف والمناقشة الدكتور يوخن شتروبل، بمحتويات الرسالة، واعتبرها من أوائل الرسالات التي تناقش تداخل النصوص والثقافات في الوصف الأدبي للشعوب و دوره في تعميق وتحسين العلاقات بين الثقافات المختلفة، و تجنب سوء الفهم بين تلك الشعوب . وتمحورت الرسالة حول عدد من الأعمال الأدبية للكاتب الألماني ميشائيل روس الذي زار اليمن مرات عديدة ، وقام بدراسة الثقافة اليمنية بتمعن ،وتجول في كثير من المدن والقرى اليمنية و قام بتصوير عدة أفلام. وركزت الرسالة على رواية للكاتب الألماني ميشائيل روس بعنون (ناه انفيرنس) .. ولفتت الدراسة في هذا الجانب إلى أن عنوان الرواية مأخوذ من إسم مدينة في اسكوتلندا، حدثت فيها أحداث التراجيدية الشهيرة (ماكبت) للكاتب الانجليزي شيكسبير، حيث قام الكاتب الالماني بتصوير هذه التراجيديا في اليمن في منطقة (كحلان)، حيث أطلق الكاتب على كحلان (ناه انفيرنس) أي (شبيه مدينة انفيرنس) لما تحتويه هذه المدينة من قصور و قلاع قديمة. ويخلص الكاتب الألماني في روايته إلى وصف حاضر اليمن بعاداته الإجتماعية مثل إكرام الضيف ونصرة المظلوم وتشبيهه بماضي اسكوتلندا، التي كانت تشتهر بتلك العادات. فيما أشارت الرسالة إلى أن رواية الربع الخالي لذات الكاتب، عبارة عن مقالات كنتاج لدراسة قام بها الكاتب في اليمن، هدفت دراسة الألعاب الشعبية اليمنية في عدة مناطق يمنية و مقارنتها بمثيلاتها في اوروبا، كما تشمل دراسة عن تاريخ اليهود في اليمن، وكذا دراسة الفن الشعبي "الزامل". وخلصت الرسالة إلى مدى إمكانية الإستفادة من الحضارات والثقافات بين الشعوب باعتبارها تمثل نسيجاً مشتركاً متعدد الألوان وإن اختلفت التجربة الإنسانية وتفاوتت في النمو والنضج من بلد إلى آخر، على اعتبار الحضارات والثقافات تمثل الدرجة العليا من تباين الوجود الإنساني،وهي ذلك الشيء القادر على إلغاء التناقضات القائمة ما بين المجموعات البشرية ذات الانتماء العرقي والثقافي المختلف. وأشار الباحث إلى أن زيارات الكاتب الميدانية لليمن ودراسته للهوية الثقافية ساهمت في أن يعود إلى بلاده حاملاً منتجات الحضارة اليمنية وقدمها إلى مجتمعه بطريقة أدبية لطيفة .. مؤكداً ضرورة الإستفادة من الجوانب الايجابية في الحضارة اليمنية والتركيز على نقاط الإلتقاء التي تخدم العلاقات الإنسانية عموماً. الجدير بالذكر أن عدد من الكتاب والشعراء الألمان زاروا اليمن واستوقفتهم حضارتها وثقافتها ،ولم يكن اخرهم الكاتب الالماني غونتر غراس الحاصل على جائزة نوبل في الأدب.