يبدو الأمير السعودي الوليد بن طلال مستعدا للدفاع عن المملكة القابضة بكل الوسائل، ومنها خفض حجم الحصة التي حافظ عليها منذ الإصدار الأول في عام 2007، وتبلغ 95 بالمئة من أسهم الشركة الاستثمارية. كشف الأمير الوليد بن طلال أنه مستعد لطرح إصدار جديد لشركة المملكة القابضة إذا كانت هناك صفقات كبيرة تسترعي الاهتمام، لتوسيع محفظة المملكة التي تمتد من المؤسسات المصرفية العملاقة إلى إمبراطوريات الفنادق. وقال إن المملكة القابضة اعتمدت على مصادرها الذاتية في جميع استثماراتها في السنوات الأربع الماضية، في إشارة إلى الحصص التي استحوذت عليها، خاصة في شركة تويتر وشركة “360 باي" الصينية للتسوق عبر الإنترنت. وأكد أنه “إذا كانت هناك صفقة كبيرة تستحق إصدار أسهم... فإننا مستعدون للذهاب في هذا الاتجاه". ودافع الأمير وهو ابن أخ العاهل السعودي، بحماس شديد عن الوضع المالي للشركة وعن سياسته في تنويع الاستثمارات، في ظل مواجهة مع مجلة فوربس بشأن حجم ثروته. وعبر عن ثقته بأن سياسته في التركيز على شركات الإنترنت ستثبت جدواها، رغم خيبة الأمل التي تحيط بإصدار أسهم فيسبوك، قائلا إن تويتر سيكون لها شأن كبير و"ستكون أفضل من فيسبوك". وكشف أنه “مستعد لخفض حصته بشكل كبير في المملكة القابضة إذا كان ذلك ضروريا" وهو يتحدث لصحيفة فايننشال تايمز من مكتبه في الطابق 66 من برج المملكة الذي يرسم ملامح فضاء العاصمة السعودية الرياض. وأوضح أنه تم تكليف مصرفيين بدراسة بعض الفرص الاستثمارية الكبيرة. وارتفعت الأرباح الصافية للمملكة القابضة بنسبة 9% في الربع الأول من العام، رغم أن أسهمها فقدت نحو 20 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام. “ليس من الواجب أن أملك 95 بالمئة من أسهم المملكة القابضة" على حد تعبير الوليد بن طلال الذي أجرى المقابلة محاطا بمستشاريه وبوجود كاميرا تصور اللقاء. وأضاف أنه “بالإمكان التحكم بشركة من خلال حصة تبلغ 20 بالمئة أو 30 أو 50 أو 60 بالمئة... يعتمد ذلك على حجم الاستثمار، ومن خلاله يمكن أن تقرر النسبة". وكشف أنه سيعقد اجتماعات مع مسؤولين تجاريين بريطانيين في الرياض في أعقاب لقائه برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون العام الماضي، والذي ناقش معه خلاله إمكانية الاستثمار في قطاع التكنولوجيا البريطاني. وقفز الوليد بن طلال إلى مشهد الاستثمار العالمي في عام 1991 حين استحوذ على حصة في مجموعة سيتي غروب المصرفية مقابل 590 مليون دولار. وقد توسعت “المملكة القابضة" منذ ذلك الحين لتمتد إلى قطاع الفنادق والإعلام، ومنها الاستحواذ على 7 بالمئة من إمبراطورية روبرت ميردوخ الإعلامية “نيوز كورب". وأكد أن مجموعة روتانا الإعلامية التي تملك فيها نيوز كورب نسبة 20 بالمئة ستحقق منذ الآن عوائد كبيرة بعد أن استغرقت سنوات لاختراق حاجز التعادل بين الإنفاق والعوائد. ولايزال الأمير في مواجهة مع مجلة فوربس التي خفضت تقديرها لحجم ثروته بنحو 10 مليارات دولار، والتي يقدرها هو بنحو 29.6 مليار دولار. وقال إن فوربس لديها شكوك بشأن تقييم الأسهم السعودية في الفترة التي أعدت فيها تقديراتها. ونفى وجود أي تلاعب في سعر سهم “المملكة القابضة" وأنه يخطط لرفع دعوى قضائية ضد مجلة فوربس “خلال أسابيع′′. وكشف عن خطط بناء أعلى برج في العالم في مدينة جدة السعودية بارتفاع 100 متر. وكشف أيضا عن أنه أرسل رسالة هذا الأسبوع يرشح فيها بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت لجائزة نوبل للسلام لجهوده في مكافحة شلل الأطفال. وتحفظ الأمير عن الإجابة عن سؤال عن أي خطوة كبيرة يعتزم هو أو “المملكة القابضة" اتخاذها في المستقبل القريب. وقال “إننا نفتش دائما عن فرص جيدة في أنحاء العالم... ونقرر بسرعة حين نعثر على فرصة استثمارية جيدة".