ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن تصاميم العديد من الأسلحة الأميركية المتطورة الأكثر حساسية تعرضت لاختراقات من قبل قراصنة كمبيوتر صينيين. وقالت الصحيفة وهي تشير إلى تقرير أعدته لجنة علوم الدفاع لوزارة الدفاع الأميركية إن التصاميم التي سرقت تشمل طائرات وسفن قتال ونظم دفاع صاروخية حيوية لأوروبا وآسيا والخليج. كما أن أجزاء لم تنشر في السابق من تقرير أعده مجلس علوم الدفاع لمصلحة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ولمسؤولين في الحكومة ومؤسسات الصناعات الدفاعية تشير إلى أنه من أصل حوالي عشرين من أنظمة الأسلحة الكبرى التي تم اختراقها، توجد برامج حساسة تتعلق بأنظمة الدفاعات الصاروخية الأميركية والطائرات والسفن المقاتلة. وحذّر الخبراء من أن عملية التجسس الإلكترونية منحت الصينيين إطلاعاً على معلومات متطورة من شأنها أن تسرّع عملية تطوير أنظمة الأسلحة الخاصة بها، ما يقوّض تقدم الجيش الأميركي في أي صراع مستقبلي، كما قد تمكنها من قطع الاتصالات أو إفساد بيانات. ولم يوجه مجلس علوم الدفاع، اللجنة الاستشارية المؤلفة من خبراء حكوميين ومدنيين، أصابع الاتهام إلى الصينيين مباشرةً ولكن مسؤولين عسكريين وصناعيين رفيعي المستوى قالوا إن الأغلبية العظمى من الاختراقات هي جزء من حملة صينية متوسعة للتجسس على متعهدي دفاع أميركيين ووكالات حكومية. ولم يحدد التقرير مدى الاختراقات أو وقت سرقات الإنترنت أو ما يشير إلى ما إذا كانت شملت شبكات كمبيوتر تابعة للحكومة الأميركية أو متعاقدين أو متعاقدين فرعيين. وكانت النسخة العلنية من التقرير الذي صدر في كانون الثاني/يناير حذرت من أن البنتاغون غير جاهزة لمواجهة صراع سيبيري شامل. وتضمّ لائحة أنظمة الأسلحة التي تم اختراقها بعض أنظمة الدفاع الصاروخية الأساسية في آسيا وأوروبا والخليج، منها ما يرتبط بنظام صواريخ «باتريوت» PAC-3، ونظام أسلحة خاص بالجيش يهدف إلى إسقاط صواريخ باليستية THAAD وأنظمة صواريخ «أيجيس» الباليستية الخاصة بالبحرية. كما تشمل أنظمة طائرات وسفن مقاتلة مثل مقاتلتي «FA-18» وV-22 «أوسبري» ومروحية «بلاك هوك» وسفينة «ليتورال» الحربية التابعة للبحرية والمصممة للقيام بدوريات قريبة من الشاطئ. وعلى اللائحة أيضاً أغلى نظام أسلحة في تاريخ الولاياتالمتحدة أي مقاتلات «أف -35» والتي كلفت حوالي 1.4 تريليون دولار، وكان قد تم نشر تقرير عن تعرض هذا النظام لعملية قرصنة منذ عام 2007. ورفض متحدث باسم البنتاغون مناقشة لائحة الأسلحة ولكنه قال في رسالة إلكترونية «لدى وزارة الدفاع قلق متزايد من الخطر العالمي للأمن الاقتصادي والقومي الذي تسببه عمليات التسلل السيبيرية المستمرة والتي تهدف إلى سرقة ملكيات فكرية وأسرار تجارية وبيانات تجارية ما يقوّض التقدم التنافسي للشركات الأميركية مثل تلك الناشطة في الصناعات الدفاعية». وكانت الولاياتالمتحدة اتهمت في السابق الصين بشنّ عمليات قرصنة إلكترونية مدعومة من الدولة تستهدف سرقة أسرار عسكرية وتجارية. على الرغم من ذلك أدلى توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأمريكي بتصريحات خلال اجتماع مع فان تشانغ لونغ قبل أسبوعين من اجتماع قمة بين الرئيسين الأميركي والصيني في كاليفورنيا، وقال «جزء أساسي من بناء نموذج جديد للعلاقات بين القوى الكبرى هو ضمان أن يكون لدينا علاقة عسكرية قوية ومستقرة وموثوق بها». كما أحجمت الحكومة الأسترالية عن تأكيد أو نفي تقرير إخباري بأن قراصنة يعتقد أنهم من الصين اخترقوا شبكات كمبيوتر لسرقة خرائط لمقر جديد لجهاز الاستخبارات الأسترالي(أسيو) تحت الإنشاء في العاصمة كانبرا. وقال وزير الخارجية بوب كير عن التقرير الذي بثته هيئة الإذاعة والتليفزيون الأسترالية «إيه.بي.سي»: «لم يكن له أي تأثير على الإطلاق على شراكتنا الإستراتيجية، لن أعلق حول ما إذا كان الصينيون ارتكبوا ما يزعم أم لا». ويقول خبراء إن سرقة الخرائط تعرض وكالة الاستخبارات للتجسس عليها، كما أن المبنى الجديد، الذي تبلغ تكلفته حتى الآن 630 مليون دولار استرالي (611 مليون دولار أمريكي)، ربما يحتاج إلى تغيير تخطيطه من أجل تحقيق الضمانات الأمنية.