قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 150 شخصاً قتلوا امس الثلاثاء برصاص قوات الأمن معظمهم في حلب ودمشق وادلب وريفهم، في حين تواصلت الاشتباكات بمدينة حلب مع تعرض عدد من أحيائها لقصف بالطائرات والدبابات، بينما تزداد حركة الانشقاق عن النظام في حلب وأنحاء أخرى بالبلاد. وتعرضت أحياء بستان القصر وسيف الدولة ومساكن هنانو والصاخور وحي القصلية وصلاح الدين بالمدينة لقصف عنيف، كما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيشين النظامي والحر في حي الكلاسة، وحول ساحة سعد الله الجابري، وقرب القصر البلدي، حيث اقتحم عناصر الجيش الحر مبنيي الأمن الجنائي والجيش الشعبي، وقتلوا وأصابوا أكثر من عشرين عنصراً من قوات الأمن والشبيحة. واعلن مدير مطار حلب الدولي ورئيس النيابة العامة في المدينة وضابطا برتبة رائد وعشرين جنديا في مطار منغ انشقاقهم عن النظام. وأعلنت شبكة شام الإخبارية إنشقاق كل من محمد نعيم أحمد التناري معاون مدير الأمن الجنائي في حلب ومدير أمن طرطوس هيثم عبدالحميد ومعاون مدير أمن الحسكة زكريا مصطفى حاج حسين وكبير الأطباء في مستشفى الشرطة بحلب حسين شيخ عساف بالإضافة إلى المساعد أول في مرتبات الأمن الجنائي بريف حلب أحمد عبد القادر عيسى. هذا ولم تدل الحكومة السورية بأي تصريح حول الانشقاقات. ووفقا لرواية النظام، تحدث التلفزيون الرسمي عن اشتباك القوات النظامية مع "المجموعات الإرهابية المدعومة بالمال والسلاح الخليجي التركي الغربي" في أحياء المارتيني وباب الحديد ومساكن هنانو وبالقرب من كلية العلوم بحلب، وأنها قتلت العشرات منهم وألقت القبض على عدد آخر بعضهم من جنسيات عربية وأجنبية. ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن "جنرالا" سوريا يرافقه 12 ضابطا فروا ووصلوا الى تركيا مع اكثر من الف لاجىء في الساعات ال 24 الأخيرة. وأعلن حتى الآن عن فرار أكثر من عشرين "جنرالا سوريا"، لكن السلطات التركية لا تستطيع تأكيد عدد الموجودين حاليا على أراضيها لان بعضهم عاد الى سوريا ليقاتل النظام. وأكد الجيش السوري الحر أنه نفذ عمليات عسكرية نوعية خلال الأيام الأخيرة في دير الزور، خاصة في مدينة الميادين، حيث قام باقتحام مقر الأمن السياسي. يذكر أن الثوار في هذه المنطقة لم يتمكنوا من تسريب تسجيلات التطورات الأخيرة في حينها بسبب انقطاع كافة وسائل الاتصالات هناك. كما أفيد عن حملة أمنية واسعة في العاصمة دمشق حيث ينفذ جيش النظام حملة دهم لأحياء المزة والمهاجرين وشارع بغداد. من جهة أخرى، ذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام طوقت حي الشاغور بدمشق من كافة الجهات، ثم بدأت بمداهمة المنازل واعتقلت العشرات عشوائيا. إلى ذلك، أفاد ناشطون أن قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة في كفر بطنا بريف دمشق. كما تحدث المركز الإعلامي السوري عن مجزرة حقيقية لقوات النظام في بلدة أريحا بريف إدلب وذلك خلال إفطار الاثنين. كما سجل أمس الثلاثاء انتشار كثيف لحواجز جيش النظام حول حي التضامن في دمشق إلى جانب حملة دهم للمنازل واعتقالات واسعة في حي المهاجرين. ووقعت انفجارات عنيفة في ريف دمشق، هزت مدينة حرستا إلى جانب قصف عشوائي على مدينة معضمية الشام والزبداني وجسرين. أما في حمص، فقد تجدد القصف العنيف على حي دير بعلبة والخالدية وحي جورة الشياح، إضافة إلى انفجارات هزت هذه الأحياء. يذكر أن انشقاق عدد كبير من عناصر جيش النظام سجل في المستشفى الوطني بدرعا، بمساعدة الجيش الحر. من جهة أخرى، تواصل قوات النظام السوري قصفها لمكان احتجاز الرهائن الإيرانيين لدى الجيش الحر. وفي هذا السياق، هدد النقيب عبد الناصر شمير قائد الكتيبة، بقتل المحتجزين الإيرانيين الذين ثبت تورطُهم مع الحرس الثوري إذا لم يتوقف قصف قوات النظام على مناطق ريف دمشق. وكانت كتيبة البراء أعلنت مسؤوليتها عن احتجاز 48 إيرانيا قالت إنهم من الحرس الثوري، وإنها عثرت معهم على وثائق تثبت صلتهم بالحرس الثوري. على صعيد آخر، قالت الكتيبة التابعة للجيش الحر الاثنين إن ثلاثة رهائن إيرانيين قتلوا في دمشق جراء انهيار المنزل الذي يؤويهم تحت قذائف القوات النظامية، وهددت الكتيبة بإعدام بقية الرهائن إذا استمر القصف.